بعد سنوات من التكهنات والتمهيد الإعلامي والسياسي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صمته، اليوم الثلاثاء، وأعلن خطة السلام التي أعدتها إدارته، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وسط رفض فلسطيني لها ودعوات للمواجهة مع الاحتلال رداً على إعلانها.وقال ترامب في مستهل كلمته إن "إسرائيل مكان مقدس ووعد غليظ بالنسبة للإسرائيليين. رؤيتنا للسلام تختلف تماماً عن المقترحات السابقة".وأضاف الرئيس الأمريكي: "الحكومات في المنطقة تدرك أن الإرهاب والتطرف الإسلامي هما العدوان للجميع، ودولة إسرائيل تتطلع نحو السلام".وتابع في هذا الصدد: "شعرت بإعجاب كبير إزاء ما حققته إسرائيل"، موضحاً أن "هناك من يستخدم الفلسطينيين كبنادق للإرهاب، واليوم هو اتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام".كما قال أيضاً: "خطتي توفر فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين، ضمن حل الدولتين، وهي مختلفة عن خطط إدارات أمريكية سابقة".وعن وضع القدس المحتلة أوضح ترامب أنها "ستبقى عاصمة موحدة غير مجزأة لإسرائيل"، مشدداً على أنه "لن نطلب من إسرائيل أن تتنازل عن أمنها".أما عن الدولة الفلسطينية الموعودة فقال ترامب: إن "الخطة فرصة لن تتكرر للفلسطينيين وستضمن دولة متصلة الأراضي لهم، كما ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا فيها".وتابع ترامب: "سنشكل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام، وفق خطتي، إلى خطة تفصيلية"، مشيراً إلى أن "العديد من الدول تريد المشاركة في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية المستقبلية".كما قال الرئيس الأمريكي إنه "أرسل إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة مفادها أن لدى الفلسطينيين 4 سنوات لدراسة خطة السلام"، مضيفاً: "قلت لعباس إذا قبلتم بخطتي فسنكون إلى جانبكم لمساعدتكم في بناء دولتكم".وتابع في هذا الصدد: "آن الأوان للعالم الإسلامي أن يصحح الخطأ الذي ارتكبه عام 1948 بمهاجمة إسرائيل، ومستعدون للتعاون مع كل الأطراف لتحقيق هذه الرؤية، والعديد من الدول مستعدة للتعاون معنا"، مشيراً إلى أن "الأراضي المقدسة يجب أن تكون رمزاً للسلام لا ميداناً للنزاع".ووجه ترامب في ختام خطابه الشكر للإمارات والبحرين وعمان على ما قال إنه "العمل الرائع الذي قاموا به، وإرسال سفرائهم للاحتفال معنا اليوم".وعقب كلمته نشر الرئيس الأمريكي خريطة للدولة الفلسطينية المستقبلية وفق خطة السلام التي أعلنها اليوم.وخريطة الدولة الموعودة تربط مناطق فلسطينية في الضفة الغربية مع قطاع غزة عبر نفق، وعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية.من جانبه وصف رئيس وزراء دولة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، خطة ترامب للسلام بـ "الاستثنائية"، وبأنها "فرصة القرن".كما شكر نتنياهو سفراء مسقط والمنامة وأبوظبي قائلاً: "يسعدني أن أرى سفراء عمان والإمارات والبحرين هنا، وهذا مؤشر لا للمستقبل فحسب بل للحاضر أيضاً".وتابع قائلاً: "هذا اليوم يذكرني بيوم تاريخي آخر، عندما أصبح الرئيس ترومان أول زعيم في العالم يعترف بدولة إسرائيل".وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذا الصدد أنه "أدرك أهمية اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على وادي نهر الأردن ومناطق استراتيجية أخرى في الضفة الغربية لحماية نفسها، لذا قررت أن أعتمد خطة ترامب كأساس لحل الصراع".كما اعتبر نتنياهو أن "خطة ترامب للسلام تعالج جذر الصراع، وهو ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية"، مضيفاً: "إسرائيل مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين فوراً".من جانبه قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس ترامب وأحد مهندسي خطة السلام، أن الخارطة الجديدة التي رسمناها مستلهمة من القرار الأممي 242وأضاف كوشنر في حديث لـ "الجزيرة": حدود بلدية القدس تغيرت منذ 1967 وحتى الآن، وخطة ترامب تمنح الجميع الحرية للصلاة في المسجد الأقصى وتضمن دولة فلسطينية متصلة الأراضي".وتابع قائلاً: "أي حل على أساس الدولتين يجب أن يرتكز على الخارطة التي رسمناها، والخريطة التي رسمناها تتفق مع القرار الأممي ونحن لا نريد اقتلاع أي يهودي أو فلسطيني في المنطقة".وأشار كوشنر بالقول "أخذنا وقتنا لرسم خرائط الحل والمناطق الفلسطينية ستربط مع بعضها عن طريق الأنفاق والجسور، والخطة تمنح إسرائيل الفرصة للتمتع بمزيد من الأمن في المنطقة".وكان محمود عباس استبق إعلان ترامب بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، وذلك مساء اليوم، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، في ظل استعداد الرئيس الأمريكي لإعلان "صفقة القرن".بدوره أكد عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن القيادة الفلسطينية ستتخذ "قراراً مدروساً وعملياً" يؤدي إلى إفشال كل ما تطرحه الإدارة الأمريكية حول "صفقة القرن" المزعومة.كما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، رفض حركته لـ"مؤامرة صفقة القرن"، واعتبرها "معركة، التراجع فيها حرام علينا".وقال هنية في تصريح صحفي له: "جاهزون للقاء عاجل مع الإخوة في حركة فتح وجميع الفصائل في القاهرة لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا، ونتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا".كذلك دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى عقد اجتماع "الإطار القيادي" لمنظمة التحرير الفلسطينية لبحث سبل مواجهة "صفقة القرن".وقالت الجبهة الشعبية في بيان لها: "يجب استثمار وحدة المواقف الرافضة للصفقة الأمريكية بالدعوة العاجلة لعقد اجتماع الإطار القيادي الذي تم الاتفاق عليه وطنياً من أجل مناقشة سبل مواجهة هذه الصفقة والعدوان الصهيوني الأمريكي".!!
**تنوية الخارطة المنشورة مع الخبر هي خارطة نشرها ترمب على موقع تويتر. وجب التنويبة
واشنطن : معتوة واشنطن دونالد ترامب يعلن "صفقة القرن".. هذه تفاصيلها!!
28.01.2020