خرجت حشود من الجزائريين في العاصمة ومدن أخرى للجمعة الـ50 منذ بداية الحراك الشعبي، وتميزت جمعة اليوم بتجديد دعم القضية الفلسطينية ورفض “صفقة القرن” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فضلا عن استحضار ذكرى الراحل عبد الحميد مهري أحد رموز ثورة التحرير وفترة ما بعد الاستقلال.وشهدت العاصمة الجزائرية تعزيزات أمنية كبيرة، علما أن السلطات الأمنية أعلنت عن توقيف شخص كان يحضر لعملية انتحارية ضد المظاهرات هذا الجمعة، دون ان يمنع ذلك المتظاهرين من النزول إلى الشارع، بالعكس فإن الكثيرين ممن لم يكونوا ينوون المشاركة في المظاهرة أصروا على النزول تحديا لمثل هذه التهديدات.وفي المقابل يتواصل التضيق والقمع الأمني على الحراك الشعبي السلمي، خاصة بغرب البلاد، مثلما حدث في ومدينتي معسكر وتيارت، حيث تدخلت قوات الأمن لقمع المسيراات واعتقلت عداا من المتظاهرين، من بينهم الناشط الحاج غرمول، الذي كان أول من خرج رافعا لافتة ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة، و الذي تم سجنه منذ فترة لشهور، قبل إطلاق سراحه.وتلونت المظاهرات بألوان العلم الفلسطيني، وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في الهتافات واللافتات التي رفعت لرفض ما سمي بـ « صفقة القرن »، ورفض المخططات الأمريكية والصهيونية للاستيلاء على ما تبقى من أراضي فلسطين بدعوى السلام، وأعلن المتظاهرون دعمهم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة. وشهدت مظاهرة العاصمة حضور هم المجاهدة جميلة بوحيرد أيقونة الثورة الجزائرية، التي أصرت على المشاركة وهي تلبس الكوفية الفلسطينية، رغم أن بوحيرد التي تعاني صحيا، لم تعد تنزل إلى الشارع منذ أسابيع، وقد كان حضورها حدثا كبيرا في أوساط المتظاهرين، وأحاط الكثير منهم بها من أجل الحديث إليها وأخذ صور معها.وكانت المظاهرات فرصة لإحياء ذكرى الراحل عبد الحميد مهري أحد رموز ثورة التحرير وفترة ما بعد الاستقلال، بمناسبة ذكرى وفاته الثامنة مهري الذي ترأس حزب جبهة التحرير الوطني في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، وهي أخطر مرحلة تعيشها البلاد، والذي حاول فك ارتباط الحزب مع السلطة، وراح يبحث عن حل سياسي للأزمة الدموية التي كانت تعيشها البلاد، وهو ما كلفه منصبه، بعد أن تعرض لما عرف بالمؤامرة العلمية التي كانت في الحقيقة انقلابا قاده بعض المسؤولين في الحزب بإيعاز من مسؤولين في جهاز الاستخبارات آنذاك، وتعرض مهري بعدها لظلم وتهميش وحرمان من حقوقه، وصلت حد قطع خط الهاتف ببيته، واضطراره لبيع بيته وأثاثه لعلاج زوجته، لكن الرجل لم يحمل يوما ضغينة، ولم يشخص خلافه مع السلطة، وبقيت جملته الشهيرة « نحن في زمن الرداءة، وللرداءة أهلها » حاضرة في الأذهان، وصالحة لتوصيف الكثير من الأوضاع.!!
الجزائر: بلد المليون شهيد.. الحراك في جمعته الـ50..يجدد دعمه لفلسطين ويندد بصفقة ترامب !!
31.01.2020