اعتلى أطباء منابر خطبة صلاة الجمعة في قطاع غزة، وهم يرتدون المعاطف البيضاء بدلا من رجال الدين المعروفين بلباس “الجلابية”، وذلك ضمن الجهود المبذولة في قطاع غزة لتثقيف الناس عن طرق الوقاية من فيروس “كورونا”.بالرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة في صفوف سكان قطاع غزة الساحلي المحاصر، ذي الكثافة السكانية الكبيرة، حيث يقطنه أكثر من مليوني مواطن، إلا أن الجهات المختصة تبذل جهودا للاستمرار في منع وصول هذا الفيروس المستجد للسكان، خاصة وأن وصوله سيحدث مشكلة كبيرة، تتمثل في سرعة انتشاره، بسبب الزيادة الهائلة في عدد السكان.وإلى جانب حملات التوعية، التي تنشر على وسائل الإعلام المختلفة، سواء المرئية أو المسموعة، وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي، لجأت الجهات المختصة هذه المرة لأكثر الأماكن ريادة من قبل السكان، وهي المساجد في أيام الجمعة.وضمن مبادرة ما بين نقابة الأطباء والمنتدى الطبي، ووزارة الأوقاف، جرى تزويد الأخيرة بأطباء مهنيين مختصين، لهم تجارب في الحديث إلى الناس، ليتم توزيعهم على مساجد عدة في قطاع غزة، ليعتلوا منابر الخطباء، بدلا من رجال الدين، للتأكد من إيصال المعلومات الصحية حول طرق الوقاية من فيروس “كورونا”، رغم أن الفترة السابقة شهدت قيام الخطباء بتناول الأمر من منطلق ديني، وتقديم النصائح لتفادي انتشار المرض، من خلال قراءة نشرات التوعية.ونشر موقع نقابة الأطباء صورا لأطبائها وهم على منابر الجوامع، وكتبت “الطواقم الصحية وعلى رأسهم الأطباء جنود المرحلة وخط الدفاع في كل الساحات”.
ويبدو أن اللجوء للأطباء هذه المرة، جاء لقدرتهم على الحديث بشكل علمي أكثر تخصصا ودقة من رجال الدين، في بيان طرق التصدي للمرض الخطير، لما لديهم من خبرة كافية حول الأمر.وأكد مصلون حضروا خطبة الصلاة في أحد المساجد غرب مدينة غزة، أنهم استفادوا من المعلومات الطبية التي قدمت لهم بشكل مباشر من الطبيب الخطيب، مشيرين إلى انهم نقلوا ما وصل إليهم إلى عوائلهم.الجدير بالذكر أن مساجد قطاع غزة لا تزال مفتوحة أمام المصلين، على خلاف المساجد في الضفة، التي أغلقت أبوابها كالكثير من الدول الإسلامية، لمنع انتشار المرض، خاصة بعد اكتشاف حالات إصابة في الضفة بالفيروس، لكن في غزة هناك تعليمات وزعتها وزارة الأوقاف، شملت إغلاق الحمامات والمتوضأ، ووقف حلقات تحفيظ القرآن، ووقف الندوات في المساجد، كما دعت للتباعد أكثر بين صفوف المصلين، ودعت مرتادي المساجد لإحضار سجادة الصلاة من منازلهم، ودعت أيضا كبار السن والأطفال والمرضى لأداء صلوات الجماعة في منازلهن. وكانت وزارة الأوقاف قد أطلقت ليل أول من أمس الخميس حملة لـ “للتضرع والدعاء من أجل رفع البلاء والوباء”، وذلك من خلال بثها دعاء موحدا في كل مساجد قطاع غزة والإذاعات المحلية، عند الساعة الثامنة من ليل أول من أمس الخمس، حيث طلبت من المواطنين كل في مكانه بالتأمين على هذا الدعاء.
أطباء غزة يعتلون منابر الجمعة بدلا من رجال الدين للحديث عن خطر «كورونا» !!
21.03.2020