كتب اشرف الهور... تواصلت الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات الحكومية الفلسطينية، للحد من انتشار فيروس “كورونا”، وأبرزها اقتصار الحركة لمدة سبع ساعات يوميا، في ظل العمل لضبط الأوضاع بشكل أكبر، ووضع الخطط اللازمة للتعامل مع عودة العمال من إسرائيل خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد منحنى الإصابات، والمتوقع أن يستمر لأسبوعين مقبلين. وأغلق مشفى شمال الضفة، بعد ثبوت زيارته من قبل مصاب بالفيروس قبل اكتشاف الإصابة.وأبقت قوات الأمن على الدوريات التي وضعتها على مداخل المدن والمحافظات، للحد من الحركة وفق تدابير خطة الطوارئ الموضوعة مسبقا.ولا تزال أجهزة السلطة الفلسطينية تواصل وضع التجهيزات اللازمة للتعامل مع الوضع حين يبدأ عشرات آلاف العمال الذين دخلوا منتصف الشهر الماضي للعمل في إسرائيل، خاصة وسط مخاوف من أن يكون عدد منهم مصابا بفيروس “كورونا” الذي يتفشى في إسرائيل بشكل كبير، خاصة وأن عددا من العمال الذين عادوا، اكتشفت إصابتهم بالفيروس، كما اكتشفت حالات إصابة في صفوف مخالطيهم.ومن المقرر حسب الترتيبات التي وضعت أن يتم إنزال عدد من العمال بعد فحصهم عند المعابر، في فنادق في مدينة رام الله، وأن يقوم الآخرون باتباع إجراءات “الحجر المنزلي”، للتأكد من سلامتهم، وفي إطار خطة محاصرة انتشار الفيروس، خاصة بعد ارتفاع عدد المصابين بشكل كبير خلال الساعات الـ 48 الماضية.وفي السياق، سجلت إصابات جديدة بفيروس “كورونا” في الضفة الغربية، وقال مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة كمال الشخرة، إنه تم تسجيل تسع إصابات جديدة، ما يرفع حصيلة الإصابات إلى 226، مشيرا إلى أن الإصابات الجديدة توزعت على بيتونيا في رام الله، وبرطعة في جنين، ورافات وقطنة والجديرة وكفر عقب في القدس.وأشار إلى ان وزارة الصحة تدرس طبيا إغلاق قريتي قطنة وبدو شمال غرب القدس لتسجيلهما العديد من الإصابات، ورفع توصية لرئيس الوزراء لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من الحركة والمخالطة بين المواطنين.كذلك قررت وزارة الصحة إغلاق مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، وتحويله الى مركز لاستقبال وعلاج الحالات المصابة بفيروس “كورونا”، وتوجيه المرضى والمراجعين الآخرين للمستشفيات الأخرى، وذلك بعد زيارة أحد المصابين بفيروس “كورونا” من جنين للمستشفى ووجوده في عدة أقسام قبل ثبوت إصابته.في سياق آخر، بيّن الشخرة أن هناك سلالتين لفيروس “كورونا”، لافتا إلى أن السلالة الموجودة في فلسطين أعراضها أقل خطورة من الموجودة في دول أخرى مثل إيطاليا، آملا أن لا تظهر السلالة المطورة من الفيروس الأكثر خطورة.وقال كذلك إن عودة العمال من أراضي الـ48 والمستوطنات “يسبب لنا ارباكا كبيرا”، مشيرا إلى انه في الوقت الذي التزمت فيه بيت لحم بالحجر الصحي ولم تسجل أي إصابات جديدة، سجلت اصابات جديدة في قرية أرطاس نتيجة المخالطة مع العمال العائدين من أماكن عملهم في مناطق 48 والمستوطنات. وجدد دعوته للعمال الذين سيعودون إلى بلداتهم وقراهم، إلى التوجه لأقرب مركز صحي لعمل الفحوصات اللازمة، وان يعزل نفسه بعيدا عن عائلته.وفيما يتعلق بغزة، قال الشخرة “بالنسبة للأجهزة والمعدات الطبية كل ما يرد إلينا نقوم بإرسال جزء منه لقطاع غزة، وسنقدم كل ما لدينا سواء هنا أو هناك”.وكان رئيس الوزراء محمد اشتية، قد ترأس اجتماعا للجنة الطوارئ الوطنية لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، لتقييم الإجراءات الحالية وبحث إجراءات جديدة في هذا السياق، حيث تم الاستماع لتقارير من مختلف الأعضاء حول سير الأوضاع، وأوصت اللجنة بضرورة التعامل بجدية عالية مع تدفق العمال، ودعت لحشد التبرعات لدعم العائلات المحتاجة والمتعطلين عن العمل.وقالت وزير الصحة مي كيلة، إن منحنى الإصابات ما زال صاعدا وسيستمر لأسبوعين مقبلين.كذلك أكد المجتمعون استمرار تقديم كل ما يمكن تقديمه لسكان قطاع غزة، من معدات ومواد طبية يتم شراؤها أو تصل كمساعدة من أي طرف.وفي إطار خطط مواجهة انتشار الفيروس، قرر محافظ طولكرم عصام أبو بكر، إغلاق مداخل المخيم، مع أخذ إجراءات مشددة بحق غير الملتزمين بالحجر المنزلي وتحويلهم إلى الحجر الإجباري، وذلك بعد الإعلان عن إصابة عاملين بالفيروس في المخيم، عقب عودتهما من أماكن عملهما داخل أراضي 1948، ولضمان صحة المواطنين وسلامتهم,وناشد أهالي العمال لحث أبنائهم العائدين من أماكن عملهم على مراجعة مراكز الفرز الصحي لإجراء الفحوصات اللازمة، مطالبا المواطنين بالتعاون مع لجنة الطوارئ والطواقم الطبية والمؤسسة الأمنية، خاصة مع تصاعد انتشار فيروس “كورونا”، وعودة العمال.كما أعلن محافظ بيت لحم كامل حميد، إغلاق منطقة برك سليمان السياحية جنوب المدينة، وطالب الجهات ذات العلاقة بتنفيذ القرار فورا، وذلك عقب تسجيل أربع حالات جديدة مصابة بالفيروس، معلنا عن تشديد الإجراءات الأمنية المفروضة على المحافظة.وفي السياق، ضبطت الشرطة في مدينة جنين، ثماني مركبات لحمل الإسمنت المسلح، وقبضت على ثلاثة أشخاص لعدم التزامهم بحالة الطوارئ في المحافظة، وأكدت الشرطة في بيانها، أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.وأكدت وزارة الاقتصاد الوطني، أن السوق الفلسطينية خالية من الدجاج الإسرائيلي، ما عدا مدينة القدس المحتلة، التي يمنع الاحتلال طواقم حماية المستهلك من العمل هناك. وأوضحت بعد الكشف عن وجود إصابات كثيرة في إحدى مزارع الدواجن الإسرائيلية، أن الدجاج الإسرائيلي محظور من التسويق في السوق الفلسطينية منذ سنوات، حماية للمزارع الفلسطيني، وطالبت سكان القدس بأخذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات والتدابير الصحية اللازمة عند اقتناء السلع والابتعاد عن شراء الدواجن القادمة من المزارع الإسرائيلية التي كشف عن إصابات العمال فيها بفيروس “كورونا”.وقالت الوزارة إن طواقمها وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية رفعت جاهزيتها منذ ظهور الفيروس، بشأن منع عمليات تهريب سلع ومنتجات المستعمرات الإسرائيلية، واتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير بحق كل من يحاول تهريب هذه المنتجات إلى السوق الفلسطينية.من جهتها، دعت محافظة القدس المواطنين إلى عدم شراء أي مقتنيات مما يستبدلها “اليهود” تزامنا مع حلول “عيد الفصح”، حيث يقومون ببيعها لأبناء شعبنا، خشية انتشار فيروس “كورونا”.وخلال إيجاز مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في غزة، حول آخر تطورات مواجهة الفيروس، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، أن العمل بقرار منع التجمعات، وإغلاق صالات الأفراح، والأسواق الشعبية الأسبوعية، وبيوت العزاء، وصالات المطاعم والمقاهي، والمتنزهات، والاستراحات على شاطئ البحر، والمساجد، ومنع إقامة الحفلات لا يزال مستمرا.وأكد على التعامل بجدية مع هذه الإجراءات، وعدم التراخي في هذه المرحلة الحساسة، وجدد دعوة المواطنين إلى التزام البيوت لأطول فترة ممكنة، والحد من الحركة والتجوال وجعلها في إطار الضرورة فقط، وارتداء الكمامات في حال التنقل، لاسيما في الأماكن المغلقة.وأوضح أن الوزارات المختصة مستمرة في إجراءات تأمين جميع مراكز الحجر الصحي، وتقديم الخدمة اللازمة للمستضافين فيها، كما تخضع تلك المراكز إلى إجراءات مشددة حفاظاً على سلامة المواطنين. وقال البزم “مع اقتراب انتهاء مدة الحجر الاحترازي لمدة 21 يوما للمجموعة الأولى من المستضافين في مراكز الحجر، ندعوهم لأخذ الاحتياطات اللازمة وعدم الاختلاط، وفق التعليمات التي ستزودهم بها وزارة الصحة”.وأوضح أن المعابر المخصصة للأفراد ما زالت مُغلقة في الاتجاهين، مشيرا إلى أنه في حال وصول أي عالقين عبرها سيتم حجرهم لمدة 21 يوما قابلة للزيادة، ضمن الإجراءات الوقائية، ولفت إلى أن المعابر التجارية أيضا ما زالت تخضع لإجراءات مشددة في إدخال البضائع، حيث يتم تعقيمها قبل إدخالها إلى القطاع، حرصا على سلامة المواطنين.وقال إن الأجهزة الأمنية والشرطية سجلت انخفاضا في معدلات الجريمة والقضايا الجنائية خلال شهر مارس/ آذار الماضي، الذي شهد تنفيذ خطة مواجهة الفيروس.من جهته أكد الناطق باسم وزارة الصحة من جديد أن أجهزة التنفس الصناعي وأسرة العناية المركزة المتوفرة تكاد تكفي حاجة المرضى اليومية وأن هناك حاجة بشكل طارئ وعاجل إلى توفير 100 جهاز تنفس صناعي و 140 سرير عناية مركزة لمواجهة فيروس “كورونا”، معلنا أيضا عن ارتفاع عدد المتعافين من الفيروس في قطاع غزة إلى خمسة، من أصل 12 حالة مسجلة، مؤكدة أن الوضع الصحي للحالات المتبقية مطمئن ومستقر.ومن المقرر أن تبدأ مغادرة المحجورين مركز الحجر الصحي الإلزامي في عزة، يوم الإثنين المقبل، بعد أن أتموا فترة الحجر الصحي، البالغة 21 يوما بدأت من تاريخ دخولهم للحجر. ويقبع حاليا في 19 مركزا للحجر الصحي موزعة على مناطق قطاع غزة أكثر من 1270 شخصا، جرى حجرهم احترازيا إثر عودتهم من الخارج.!!
*المصدر : القدس العربي
غزة : تشديد الإجراءات الوقائية لمنع تفشي كورونا ومنحى الإصابات في تصاعد والطوارئ تقرر التعامل بـ «جدية عالية» مع عودة العمال!!
05.04.2020