ناشد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أمس الكنائس المشرفة على كنيسة القيامة في القدس بأن تقوم باتخاذ إجراءات وتدابير رادعة ورافضة لهذا التدخل المفرط وغير المبرر وغير المقبول للشرطة الاسرائيلية في احتفال سبت النور المقدس ، كما وفي غيره من الاحتفالات الدينية التي تقام في كنيسة القيامة .وقال حنا في حديث لإذاعة فلسطين أمس إن المشهد محزن ان ترى أن عدد أفراد الشرطة الاسرائيلية الحاملين لأسلحتهم داخل كنيسة القيامة كانوا أكثر من رجال الدين في مشهد مؤلم ومحزن لكل من عنده ضمير إنساني وإيماني وروحي.وتساءل من الذي أعطى الحق للشرطة الاسرائيلية بأن تدخل الى كنيسة القيامة وان تقف أمام القبر المقدس بطريقة غير لائقة بحجة ترتيب وتنظيم الأمور؟ ومن الذي اعطى الحق لأحد أفراد الشرطة الاسرائيلية بأن يدخل الى داخل القبر المقدس أثناء الاحتفال بسبت النور . لافتا الى ان هذه مشاهد مؤلمة ومحزنة وغير مقبولة، داعيا الكنائس المشرفة على كنيسة القيامة لأن تعمل على وقف هذا التدهور وهذا التدخل غير المبرر للشرطة الاسرائيلية داخل كنيسة القيامة وخاصة أثناء الاحتفال بسبت النور وغيره من الاحتفالات الدينية .وقال إن الخلافات القائمة بين بعض الكنائس التي لها حضور داخل كنيسة القيامة يمكن ان تحل بالحوار والتفاهم المبني على القيم المسيحية والمحبة التي ينادي بها كتابنا الإلهي. وتابع ” أما ان تكون الشرطة الاسرائيلية موجودة لكي تتدخل إذا ما حصل هنالك أي خلاف فهذا أمر نرفضه جملة وتفصيلا.وقال أيضا إن رؤساء الكنائس يجتمعون دوما ويطلقون بيانات ومواقف في غاية الأهمية ونحن نعتقد بأنهم قادرون على تجاوز أية خلافات( إن وجدت) حول الستاتيكو القائم في كنيسة القيامة. منوها أن كنيسة القيامة وخاصة في الاسبوع العظيم المقدس وفي احتفال سبت النور والقيامة يجب ان تبرز صورة رائعة وفريدة من نوعها للعلاقة الطيبة ما بين الكنائس، وان تتم هذه الطقوس بوقار وخشوع واحترام لقدسية المكان والمناسبة الروحية بدون حضور الشرطة الاسرائيلية، والتي اعتقد بأنه ليس من صلاحياتها ان تتدخل في شؤون كنسية داخلية لها علاقة بكنيسة القيامة .وتابع” كان حضور الشرطة الاسرائيلية يوم سبت النور داخل كنيسة القيامة مستفزا لكل من شاهد وراقب هذا الحدث الذي يتابعه الملايين من المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها في كل عام .هذا خطأ كبير ويجب ان يعالج ونحن متأكدون ان روح المحبة المسيحية هي التي يجب ان تطغى على كل شيء وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها .وتساءل عن أية مسيحية نتحدث وعن أي نور مقدس نتحدث أيضا إذا ما غابت المحبة فبغياب المحبة يغيب كل شيء ووجود الشرطة الاسرائيلية داخل كنيسة القيامة ووجود من يمثلها داخل القبر المقدس في سبت النور هو أمر يجب ان يتم تصحيحه ومعالجته لكي لا يتكرر هذا الخطأ خلال السنوات القادمة .ودعا المطران حنا الى ضرورة إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال وخاصة في ظل وباء الكورونا والى نبذ الانقسامات والتصدعات الداخلية والوحدة والتكافل في ظل الظروف الراهنة.وأكد أن المؤامرة علينا كبيرة ومتشعبة والمتآمرين كثيرون ولذلك فإننا نحن بحاجة الى نبذ وإنهاء الانقسامات وتوحيد الصفوف، فالاحتلال يستغل وباء الكورونا لتمرير مشاريعه وأجنداته في المدينة المقدسة ومن الأهمية بمكان في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها ان يتم العمل على إنهاء كل مظاهر الانقسام الفلسطيني الداخلي لكي نكون جبهة فلسطينية واحدة متراصة في الدفاع عن أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث الا وهي قضية شعبنا الفلسطيني.وخلص للقول انه ليس من المنطق والعدل ان تبقى حالة الانقسام قائمة في ديارنا مع كل ما يحيط بنا من مشاريع استعمارية واحتلالية والتي ازدادت وتيرتها مع وباء الكورونا. إن شعبنا الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه وثوابته وانتمائه لهذه الأرض المقدسة وسيبقى الفلسطينيون يناضلون من أجل حريتهم واستعادة حقوقهم السليبة!!
المطران عطا الله: دخول الشرطة الإسرائيلية لكنيسة القيامة كان مستفزا… ونناشد الكنائس العمل على منع تكراره
23.04.2020