ضمن الإجراءات الإسرائيلية الممنهجة الهادفة إلى إخراس الصحافة، وحجب الرواية الفلسطينية، رصدت وزارة الإعلام الفلسطينية، قيام سلطات الاحتلال بارتكاب 76 انتهاكا خلال الثلاثة أشهر الماضية، ضد الصحافيين ووسائل الإعلام.وشملت تلك الانتهاكات التي ارتكبت ما بين الأول من مارس الماضي، وحتى نهاية شهر مايو، الماضي، عمليات استهداف مباشرة طالت صحافيين وصحفيات، وطواقم صحافية، إضافة إلى عمليات منع من التغطية.وبينت الاحصائية مدى الهجوم الإسرائيلي ضد وسائل الإعلام، لتغييب الرواية الفلسطينية، وعدم فضح سياسات الاحتلال القائمة على القتل وتصعيد الاستيطان وهدم المنازل، وذلك من خلال إعلان الاحتلال الكثير من المناطق الفلسطينية كـ “مناطق عسكرية مغلقة” يمنع فيها التغطية الصحافية، وذلك خلال مداهمتها لتنفيذ الاعتقالات أو الهدم والتجريف.وأوضحت وزارة الإعلام، في تقرير لها، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف 23 صحافيا، و9 صحافيات، والعديد من الطواقم الصحافية، إضافة إلى منع تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس والجليل والمثلث والنقب.
وقد وثقت الوزارة هذه الانتهاكات خلال فترة توجيه الرئيس محمود عباس للحكومة الفلسطينية باتخاذ قرار الحجر الصحي واتباع الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس “كورونا”، حيث صعدت خلالها قوات الاحتلال من هجماتها ضد المناطق الفلسطينية، ما أدى إلى تخريب الجهود الفلسطينية في محاربة الفيروس.وقد نقلت الوزارة رواية مصور وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” نضال اشتية، عن تفاصيل إصابته بالرصاص المطاطي في الفخذ الأيسر بتاريخ 29 مايو الماضي، خلال تغطيته للمسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية، حيث قمعت قوات الاحتلال المسيرة فنتج عنها اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، فتوجه لنقل الصورة الإعلامية وهو يرتدي درع الصحافة، حيث اتخذ موقعا بعيدا عنها ووقف على الطرف الأيمن منها مستندا على “عمود كهرباء” علَّه يحميه من رصاص الاحتلال، وبدأ بتصوير الشبان على الجانب الأيسر، وما أن توجه بعدسته على جنود الاحتلال لتصوير انتهاكاتهم بحق الشعب الفلسطيني، استهدفه جندي برصاصة مطاطية بشكل مباشر ومتعمد لمنعه من التصوير حتى طالت فخذه الأيسر.ويؤكد الصحافي اشتية أن هذه الإصابة رقمها 41 خلال مسيرته الصحافية المهنية في توثيق انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، حيث أصيب في عام 2015 برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في عينه فقد على إثرها الرؤية الواضحة لتصل نسبة العجز في عينه إلى 52%، وذلك خلال تغطيته مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، كما أصيب في عام 2016 بقنبلة صاروخية مباشرة ومتعمدة في رأسه، إلا أن خوذة الصحافة قللت من أضرارها لتقتصر على إصابة الرأس بشكل سطحي، وذلك خلال تغطيته مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية.ويشير هذا الصحافي الفلسطيني، إلى أنه تعرض لإصابات كثيرة ما بين المنع من التغطية والاعتداء بالضرب وتكسير الكاميرا، حيث اخترقت جسده الرصاصات الاحتلالية المختلفة، إلا أن يقول إن ذلك لم ولن يثنينه لحظة عن نقل الرواية الفلسطينية الإعلامية الصحيحة، مطالبا المجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحافيين لمساندتهم في نقل الحقيقة، كونهم يتعرضون للاستهداف المباشر مع سبق الإصرار من قبل جنود الاحتلال لمنعهم من التغطية الإعلامية.كما رصد التقرير احتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلي مصور وكالة “رويترز” موسى القواسمي، ومنعه من تصوير هدم مزرعة أغنام قرب مسافر يطا جنوب الخليل، ومصادرة مفاتيح سيارته وبطاقته الشخصية وكاميرته.كذلك رصدت الوزارة 19 حالة اعتقال بحق الصحافيين خلال هذه الفترة بما يتخلله إصدار الأحكام بالسجن الفعلي واستدعائهم والتحقيق معهم، ومن الصحافيين الذين تم اعتقالهم خلال هذه الفترة الصحافي عنان الشامي، والصحافي مصعب شاور، الذي تم الإفراج عنه فيما بعد، والمصور محمد أبو دقّة عند عودته من الأردن عبر حاجز “إيرز” العسكري الإسرائيلي، كما استدعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافي المقدسي عنان نجيب للتحقيق وسلمته قرار إبعاد عن مدينة القدس المحتلة ومنعه من ممارسة عمله الصحافي بالقدس.ورصد التقرير تمديد محاكم الاحتلال اعتقال صحافيين خلال تلك الفترة، وتأجيل محاكمة آخرين، وإصدارها حكما على الصحافي سامح الطيطي، من مخيم العروب في الخليل بالسجن الفعلي لمدة 6 أشهر، إضافة الى فرض غرامة مالية، علاوة عن استدعاء مخابرات الاحتلال مراسلة تلفزيون فلسطين كرستين الريناوي، يوم 16 أبريل، والتحقيق معها حول عملها في تلفزيون فلسطين، والرسائل الإعلامية التي تنقلها عبر شاشة التلفزيون.وأوضحت الوزارة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تصر على استهداف الصحافيين بشكل مباشر في الميدان، وذلك لمنعهم من نقل الصورة الفلسطينية الصحيحة، علاوة عن الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، مشيرا إلى عدة انتهاكات من هذا النوع، وقالت إن فرض الاحتلال قرار تجديد منع عمل تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس والجليل والمثلث والنقب بتاريخ 10/5/2020، وملاحقة الإعلام الفلسطيني، امتدادا للحرب المفتوحة على الإعلام الفلسطيني، و إمعانا في استهداف كل صوت حر، مؤكدة أن لإجراء الإسرائيلي يُثبت للعالم مدى إصرار الاحتلال على الغطرسة، واستهداف المنابر الإعلامية الوطنية لحجب الرواية الفلسطينية خصوصا في مدينة القدس.ومن ناجية الأرقام، بين التقرير أن الاعتداءات كانت كالتالي، اعتقال واستدعاء وتحقيق 19 حالة، ومنع الطواقم الصحافية من التغطية 5، وفرض غرامة مالية 3 حالات، ومصادرة معدات 2، و2 من حالات هدم منازل الصحافيين ، والاعتداء بالضرب المبرح 5 حالات، وإبعاد عن المسجد الأقصى لحالتين، وإصابة بالرصاص المعدني والمطاطي بلغت 3 حالات، والمنع من ممارسة العمل الصحافي حالتين، ووتسجيل حالتي إلغاء برنامج ، وتعرض الصحافي للإهمال الطبي حالة واحدة ، ومنع عمل تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس والجليل والمثلث والنقب حالة، وحجب على مواقع التواصل الاجتماعي 29 حالة، وأشارت إلى تفاوت التوزيع الجغرافي لهذه الانتهاكات، حيث سجلت في القدس 10 انتهاكات، وقطاع غزة اثنان، وسجون الاحتلال تسعة، ورام الله والبيرة خمس حالات، ونابلس ثلاث حالات، وجنين مثلها، والخليل حالتان، وقلقيلية خمس حالا، والداخل المحتل ثلاث حالات.!!
حكومة الاحتلال تواصل الحرب على الرواية الفلسطينية.. 76 انتهاكا جديدا تمثلت في إصابات متعمدة واعتقالات صحافيين!!
12.06.2020