أحدث الأخبار
الجمعة 01 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
160 61 62 63 64 65 661050
صحافة :الغارديان: صمت مصري على احتلال إسرائيل محور فيلادلفيا.. والقاهرة خائفة من الغضب الشعبي أكثر مما يجري في رفح!!
31.05.2024

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلتها روث مايكلصن، حول سبب صمت مصر على احتلال إسرائيل محور فيلادلفيا في قطاع غزة، وخرقها لاتفاقية السلام الموقعة عام 1979.
وقالت الكاتبة إن مصر ردت من خلال صمت شامل على احتلال المحور، في وقت حاولت القاهرة إحكام الغطاء على الغضب الشعبي المتزايد، وتجنب التصعيد مع الإسرائيليين. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الأربعاء عن سيطرة “عملياتية” على المحور، مع أن المنطقة التي يبلغ طولها 14 كيلومترا يجب أن تبقى تحت شروط اتفاقية كامب ديفيد منزوعة السلاح، وسُمح للطرفين بنشر أعداد قليلة من القوات في المنطقة التي تمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر وتشمل المحور.
مصر ردت من خلال صمت شامل على احتلال محور فيلادلفيا، وحاولت إحكام الغطاء على الغضب الشعبي المتزايد، وتجنب التصعيد مع الإسرائيليين
وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين عبّروا عن قلقهم خلال الأشهر الماضية من مخاطر سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح، إلا أن المسؤولين المصريين لم يصدروا تصريحات. ففي زيارته لبكين، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى زيادة المساعدات الإنسانية، وكرر موقف بلاده المعارض “لأي محاولة تهجيرهم بالقوة من أرضهم” أي الفلسطينيين.
وقال محمد عبد السلام، وهو جنرال سابق بخدمة 40 عاما عمل فيها مديرا للدراسات الإسرائيلية في الجيش المصري، إن الأفعال الإسرائيلية قرّبت البلدين إلى “حرب لا نريدها، وعملت مصر جهدها من أجل تجنبها”. وأضاف: “ليست في مصلحتنا” و”نحن نعاني اقتصاديا، ولا نحتاج لفتح جبهة جديدة، ولا نتطلع إلى حرب كبيرة أو مزيد من النزاع. أفضل شيء لنا هو وقف هذا النزاع واستئناف المفاوضات”.
وجاءت سيطرة الجيش الإسرائيلي على المعبر بعد أيام من تبادل للنار غير مسبوق، قُتل فيه جنديان مصريان. وأدى مقتلهما إلى غضب بين الحشود التي تجمعت لدفنهما في بلدتيهما بدون حضور ممثل عن الجيش المصري.
وقالت قريبة للجندي عبد الله رمضان (28 عاما) الذي دفن في بلدته بالفيوم: “نريد العدل.. متى سيتم الثأر لدمه؟ متى سنرى العدالة تتحقق له؟”.
وقال محمد المصري (24 عاما) صديق رمضان وجاره، إن القرية “سادها الحزن” لأن الجندي دُفن بدون مراسم عسكرية، وأوضح: “في الجنازة، رأيت علماء دين وناساً جاءوا من القاهرة للوقوف مع العائلة”، و”كل مصر غاضبة على وفاة عبدالله. هم يحزنون ويغضبون على المذابح في غزة”.
وأدت الفجوة بين الرأي العام الغاضب بشأن العلاقات مع إسرائيل وأمن الحدود، وقضايا تتعلق بالكرامة الوطنية، والرد المحدود من المؤسسة العليا في النظام المصري، إلى رؤية بأن هذا النظام غذى حسا من أجل حرف النظر عن انتهاكات إسرائيل لخطوط مصر الحمراء.
جاءت سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح بعد أيام من تبادل غير مسبوق لإطلاق النار، قُتل فيه جنديان مصريان. وأدى مقتلهما إلى غضب شعبي
ويرى أتش إي هيلير، الزميل في وقفية كارنيغي للسلام العالمي: “هذه أسوأ مرحلة في العلاقات المصرية- الإسرائيلية منذ وقت طويل. ولكنني أعتقد أن على القاهرة والعواصم الأخرى الاعتراف بأن النخبة السياسية الإسرائيلية تتطور بطريقة تؤدي على الأرجح لسلسلة من الأزمات الأخرى كهذه”.
وقال إن مصر قررت التعبير عن الغضب من خلال الانضمام في بداية أيار/مايو، لتحركات مثل دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وأضاف قائلا: “لا أعتقد أن النفوذ لتغيير سلوك الإسرائيليين موجود في القاهرة ولكن في واشنطن. وهذه الأخيرة ترفض الاستفادة منه”.
وقال مهند صبري، الخبير المصري بشؤون سيناء، إن احتلال إسرائيل لمعبر رفح ومحور فيلادلفيا يعتبر إهانة للحكومة المصرية، “بالطبع هذه الحوادث محرجة، لكن قلق الجانب المصري ليس من إسرائيل، بل من كيفية التحكم بالغضب الشعبي داخل البلاد”.
وعبّرت عدة رموز معارضة في مصر عن سخطها، بمن فيها حمدين الصباحي، الذي دعا بداية أيار/ مايو لإلغاء معاهدة كامب ديفيد وسحب السفير المصري من إسرائيل. إلا أن أي محاولة للتعبير عن الغضب والاحتجاج، قوبلت بقمع واتهامات بالإرهاب ضد المحتجين.
وتابعت المنظمة المصرية للحقوق والحريات، 120 حالة اعتقال منذ تشرين الأول/ أكتوبر بسبب غزة. وقال محمد لطفي، المدير التنفيذي للمنظمة إن “مشاعر الغضب عارمة وشاهدناها في جنازة الجنديين” و”لكن هناك انفصام بين مشاعر الشارع والجانب الرسمي، لأن النظام لا يريد التصعيد”.
وأضاف أن السلطات المصرية تخشى من أنها لو سمحت بالاحتجاجات فإنها قد تخرج عن السيطرة وتتحول إلى احتجاجات عن الأوضاع المعيشية وزيادة الأسعار والتضخم. وقال: “تخشى الحكومة المصرية من تظاهر الناس لدعم غزة، ثم قد يتظاهرون تذمرا من الأوضاع الاقتصادية. لدى الحكومة المصرية الكثير لتخشاه من غضب الرأي العام في هذه اللحظة ولا يريدون أن يتعود الناس على الاحتجاجات”.
ورأت صحيفة “التايمز” في تقرير أعدته غابريل واينغر، أن العملية في رفح زادت من الضغوط على السلام البارد بين مصر وإسرائيل، حيث أصبحت القوات الإسرائيلية مسيطرة على المحور لأول مرة منذ 2005. وقالت إن هذا كان انتهاكا صارخا للمعاهدة التي تعتبر المحور منطقة عازلة.
السلطات المصرية تخشى من أنها لو سمحت بالاحتجاجات فإنها قد تخرج عن السيطرة وتتحول إلى احتجاجات عن الأوضاع المعيشية وزيادة الأسعار والتضخم.
وقالت إن مصر حذرت أثناء حشد إسرائيل قواتها لغزو رفح، من تأثر العلاقات المصرية- الإسرائيلية. لكن الصحيفة قالت إن سيطرة الدولة العبرية على محور فيلادلفيا ليست مفاجئة؛ لأنها تقول ومنذ كانون الأول/ ديسمبر أنها ستدخله.
وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الصمت المصري على دخول القوات الإسرائيلية محور فيلادلفيا، يعكس معضلة الحكومة في القاهرة”. مضيفة أن مصر وإسرائيل تتعاملان مع العلاقة بينهما على أنها حجر أساس للأمن القومي، مما يعني أن مصر لن تقوم بخطوات جوهرية ضد معاهدة السلام، حسب مسؤولين إسرائيليين ومصريين.
وقال الدبلوماسي المصري السابق، عز الدين فيشري، إن مصر التزمت بحماية العلاقات مع إسرائيل والحفاظ على استقرارها وفصلها عن “الأزمات المحتومة النابعة من النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني”. وأضاف أن مصر كانت ثابتة في حماية العلاقات وتقليل أثر النزاع عليها.
وفي ظل هشاشة الاقتصاد المصري وتأثر موارد قناة السويس بهجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، يشعر السيسي بالخوف من تدفق الغزيين إلى مصر.
وفي الوقت الذي أظهرت مصر تضامنا مع فلسطينيي غزة، إلا أنها قمعت الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العدوين السابقين اللذين خاضا حروبا عدة منذ 1948، يتعاونان بشكل مستمر في الأمن، وبلقاءات دورية بينهما في القاهرة وتل أبيب. وقال فيشري إن “رجال الأمن سيواصلون التحدث مع رجال الأمن” و”سيتم التحكم بالحدود بطريقة مشتركة، حيث يعلم الجميع أن هذا في مصلحتهم”، مع أن العلاقات باتت عرضة لضغوط شديدة.