أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41059
صحافة : لوموند: الهجمات في القرم جزء من الإستراتيجية الأوكرانية لمضايقة الخطوط الروسية والمستودعات اللوجستية !!
17.08.2022

باريس: تحت عنوان: “أوكرانيا.. القرم الرهان الإستراتيجي الجديد للحرب مع روسيا”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الأمر مؤكد هذه المرة: شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014 وبقيت خارج نطاق القتال منذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير، باتت هدفاً لكييف. فبعد الهجوم الأول في 9 أغسطس الجاري على مطار ساكي العسكري الواقع غرب شبه الجزيرة، هزت انفجارات عنيفة، أمس الثلاثاء، قاعدة روسية أقيمت في منطقة دجانكو بشمال شرق المنطقة.
من الناحية النظرية -تشير “لوموند”- فإن المواقع المستهدفة في شبه جزيرة القرم منذ عشرة أيام، بعيدة عن متناول الجيش الأوكراني، حيث تقع كل من قاعدة ساكي الجوية ومستودع دجانكو على بعد أكثر من 200 كيلومتر من الجبهة، بعيدا جدا عن قاذفات صواريخ “هيمارس” التي منحتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، والتي تم تزويدها بقذائف لا يزيد مداها عن 80 كيلومترا. وجددت واشنطن التأكيد على أنها لم تمنح أوكرانيا صواريخ ATACMS الباليستية، بمدى نظري يبلغ 300 كيلومتر، لتجنب أي خطر للتصعيد مع موسكو.
وأضافت “ لوموند” أنه إذا كانت فرضيات الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار أو القوات الخاصة لا تروق للخبراء، فإن جزءا من المجتمع العسكري يميل إلى فرضية الصواريخ أوكرانية الصنع ”المعززة” من قبل الدول الحليفة.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الشيء الوحيد المؤكد، هو أن هذه الهجمات في شبه جزيرة القرم هي جزء من الإستراتيجية الأوكرانية لمضايقة الخطوط الروسية والمستودعات اللوجستية الواقعة خلف الجبهة. وهي حملة بدأت مطلع الصيف، وأصبحت ممكنة بوصول أول قاذفات صواريخ غربية.
والقرم هي عقدة لوجستية مهمة للغاية بالنسبة للروس، الذين راكموا مخزونا ضخما من المعدات هناك منذ بداية عام 2021. ومن هناك، يزودون الجبهة الجنوبية بأكملها للقتال، من خيرسون إلى زابوريجيا، كما يؤكد يوهان ميشيل، باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
ورأت “لوموند” أنه من خلال ضرب هذه المستودعات وروابط السكك الحديدية، يمكن للجيش الأوكراني أن يأمل في إحباط الإمدادات الروسية، وبالتالي تقليل فجوة القوة النارية التي عانى منها منذ بداية الحرب، مما منعه من تنفيذ هجمات مضادة حقيقية. “ففي نزاع يستهلك الكثير من الموارد، كما هو الحال في أوكرانيا، يمكن أن يكون لإبطاء قوافل السكك الحديدية تأثير”، يلاحظ يوهان ميشيل. وقد يجبر الروس أيضا على دفع مستودعات الذخيرة الخاصة بهم بعيدا عن الجبهة، وبالتالي إطالة خطوط إمدادهم.
وأوضحت ”لوموند” أن هذه الضربات تتمتع أيضا بميزة وضع أسطول البحر الأسود الروسي تحت الضغط. إذ تقوم السفن الروسية، سواء كانت سفن سطحية أو غواصات، بإطلاق صواريخ باليستية على الأراضي الأوكرانية. وقد يؤدي ضرب شبه جزيرة القرم في العمق إلى إجبار موسكو على نقل هذه السفن بعيدا عن مينائها الأصلي، الذي يقع على بعد 250 كيلومترا من الجبهة.
“فالفعالية المحدودة لأسطول البحر الأسود تحد من استراتيجية الغزو الروسية الشاملة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن التهديد البرمائي ضد مدينة أوديسا قد تم تحييده الآن إلى حد كبير. هذا يعني أن أوكرانيا يمكنها تحويل الموارد للضغط على القوات البرية الروسية في أماكن أخرى”، كما أشارت وزارة الدفاع البريطانية في بيان صدر يوم الثلاثاء.
بالإضافة إلى هذه الاعتبارات العملياتية، فإن هذه الهجمات تستجيب أيضا لهدف سياسي: إظهار أن أوكرانيا لم تتخل عن شبه جزيرة القرم، على الرغم من مرور ثماني سنوات على الاحتلال الروسي. وتقول تيتيانا أوجاركوفا، رئيسة القسم الدولي في المركز الإعلامي للأزمات الأوكراني في كييف: “إنها ترفع الروح المعنوية للأوكرانيين بطريقة غير عادية.. فقد أقامت روسيا حصنا في القرم تعتبره جزءا من هويتها ولم يتم المساس به. بهذه الهجمات، أظهر الأوكرانيون أنهم لم يعودوا خائفين. ارتكبت روسيا خطأ إستراتيجيا بمهاجمة أوكرانيا: كل يوم يمر يعزز تصميم الشعب الأوكراني على استعادة جميع أراضيه، بما في ذلك دونباس وشبه جزيرة القرم”.وتابعت ”لوموند” القول إن كييف توجّه أيضا رسالة إلى الرأي العام الروسي، الذي كان أغنى أطرافه يقضون عطلاتهم على ساحل القرم. بعد الهجوم على قاعدة ساكي، أظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الاختناقات المرورية على الطرق المؤدية إلى جسر القرم الذي افتتحه فلاديمير بوتين عام 2018، وربط شبه الجزيرة بالأراضي الروسية.