أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41057
صحافة :بوليتيكو: خسائر الجيش الروسي في خاركيف تمثل صداعا عسكريا وسياسيا لبوتين!!
12.09.2022

رأت مجلة “بوليتيكو” أن مشاكل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تنحصر فقط في النكسات التي تعرض لها جيشه أخيرا في أوكرانيا، بل أيضا من الموالين له، والذين باتوا يتساءلون عن كفاءة قادته العسكريين.
وفي تقرير أعده سيرغي كوزينتسوف، قال إن التقدم الذي أحرزته القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف شمالي أوكرانيا، يمثل صداعا عسكريا وسياسيا لبوتين. فجهود الكرملين لرسم صورة براقة عن الحرب في أوكرانيا تمزقت، حيث بدأ المدونون ومراكز الأبحاث وحتى الساسة بالحديث عن عدم ارتياحهم من الهزائم التي تعرض لها الجيش الروسي في جبهات القتال.
وفي الوقت الحالي، فالغضب موجّه على القادة العسكريين، إلا أن على بوتين التحرك بحذر وسط خشخشات المعارضة، ولو فشل في الرد على الشكاوى ضد قادته، فإنها قد تتطور إلى معارضة. وأشار الكاتب إلى تصريحات زعيم الشيشان رمضان قديروف، الذي اتهم القادة العسكريين الروس في خاركيف بارتكاب أخطاء، وذلك بعد انسحاب القوات السريع من بلدتي إيزيوم وكوبيانسك.
وقال قديروف: “حتى يكون هناك تغير في الإستراتيجية لإدارة العملية العسكرية الخاصة اليوم وغدا، فإنني سأذهب إلى قيادة وزارة الدفاع وإلى قياد البلد من أجل شرح الوضع الحقيقي على الأرض”، وذلك حسب فيديو مسجل على حسابه في تيلغرام. ويُعرف عن المقاتلين الشيشان شجاعتهم، لكنهم اتُهموا بارتكاب مجازر حرب في بوتشا، بداية الغزو، حيث صوروا لقطات فيديو ونشروها على تيك توك فبركوا فيها بطولاتهم، لكن تذمر الزعيم الشيشاني مهم؛ لأنه حليف مقرب من الزعيم الروسي، وأعرب عن استعداده لنشر قواته.
وقديروف من أبرز المسؤولين الذين انتقدوا القيادة العسكرية الروسية، لكنه ليس وحيدا في نقده. فقد انتقد سيرغي كاركوف، المعلق السياسي المرتبط بالكرملين والبرلماني السابق عن حزب الرئيس الحاكم، انتقد احتفالات موسكو ليلة السبت، وافتتاح بوتين لعبة عجلات عملاقة وسط ألعاب نارية، في وقت وصلت أخبار النصر الأوكراني بسرعة. وكتب: “تبدو الاحتفالات اليوم خطأ سياسيا، وتشبه مأدبة في زمن الوباء. ويبدو أن سلطات موسكو لم تكن راغبة بإلغائها حتى لا تتسبب بالفزع”، وكان السياسي كاركوف قد دعم في السنوات الماضية الحركة الانفصالية في دونباس، مضيفا أن “مشاركة الرئيس تعطي صورة عن تشوش السلطات”.
وقال إن الألعاب النارية في يوم هزيمة مأساوية لروسيا كان يجب إلغاؤه، مشيرا إلى ضرر قد يصيب سمعة بوتين بين الناخبين، “كان على الحكومة ألا تحتفل في وقت يحزن فيه الناس”. وانضم سيرغي مينروف، زعيم حزب روسيا العادلة، الذي يدعم الكرملين، للنقد وإن بحذر. وحثّ سلطات موسكو على تأجيل الألعاب النارية حتى يتحقق النصر في أوكرانيا.
ولام المدونون في المدونات العسكرية الروسية، وزارة الدفاع والمعلومات الفوضوية التي تقدمها، وتجنبها الحديث عما يحدث في منطقة خاركيف منذ اليوم الأول للعملية الأوكرانية المضادة.
وانتقد المدونون السلطات الروسية على فشلها في إدارة عملية الانسحاب من خاركيف بطريقة جيدة. وقال أليكس تشادييف، من مركز بحث موال للكرملين، إن الجيش الروسي “بشكل كامل وبشكله الحالي -بكلام مخفف- غير مناسب للحروب الحديثة”. وقال: “مظاهر العيوب الرئيسية ليس في تجميع القوة العسكرية والإمدادات والسلاح ولا حتى الإدارة، ولكن مستوى التفكير العسكري وكفاءة فهم إيقاع ومنطق المواجهة”. وقال إن الهزيمة الأخيرة تذكر بهزيمة مماثلة للجيش الأحمر في نفس المنطقة أثناء الحرب العالمية الثانية.
وفي هذه المنطقة، قام الجيش الألماني بشن عملية “فردريكوس” ووجّه ضربة قوية للجيش الأحمر المحاصر، الذي خسر حوالي ربع مليون بين قتيل وجريح. وأضاف تشادييف: “إما أن نقاتل أو نستسلم، ولو سألتني فأنا مع القتال”.