![](./admin/images/kkkaq.jpg)
المرأة هي عماد الأسرة وحصنها الحصين، فبصلاحها يصلح المجتمع، وبفسادها ينهار. إلا أن بعض النساء ينحرفن عن الطريق القويم، فيقعن في وحل الخيانة الزوجية أو العلاقات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى تدمير أسرهن وتشويه سمعتهن وسمعة أبنائهن. في هذا المقال، نسلط الضوء على المرأة التي تخون زوجها تارة وعشيقها تارة أخرى، والمرأة التي تحيط نفسها بعلاقات إلكترونية مشبوهة، وكيف يؤثر ذلك على حياتها ومكانتها في المجتمع، وهي تتنقل من حضن لآخر من خلال تطبيقات هذه المواقع
الخيانة الزوجية هي سقوط مدوٍّ، بل هي من أكبر الخطايا التي قد ترتكبها المرأة. فهي لا تضرّ فقط بزوجها، بل تهدم بيتها وتؤثر على أبنائها بشكل لا يمكن إصلاحه. حين تخون المرأة زوجها، فهي تخون الأمانة والعهد الذي قطعته أمام الله وأمام المجتمع، مما يجعلها عرضة لاحتقار الناس ونبذهم لها. إن المرأة التي تسلك هذا الطريق تفقد احترام الجميع، حتى أقرب الناس إليها، إذ لا يمكن للمجتمع أن يغفر لها جرمًا كهذا، لأن الخيانة ليست مجرد زلة، بل خيانة للثقة والشرف والقيم الأخلاقية. ويزداد الأمر سوءًا عندما يُكتشف، حيث يصبح اسمها متداولًا بين الناس، وتُلصق بها صفات العار والفساد، مما ينعكس على سمعة أبنائها، الذين قد يعانون من نظرات الاشمئزاز أو حتى العزلة المجتمعية بسبب جرم والدتهم. هل فكرت هذه المرأة في عيون طفلها حين يكبر ويجد أمه موضع سخرية وهمز ولمز؟ هل تخيلت لحظة انكساره حين يسمع أحدهم يهمس عن ماضيها أمامه؟ إنها لحظة موت للروح قبل الجسد.أما في العلاقات الإلكترونية المشبوهة، ففي العصر الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من حياتنا، لكن بعض النساء يستخدمنها بشكل غير مسؤول. تجد إحداهن تحيط نفسها بعدد كبير من الأصدقاء الرجال، وتتبادل معهم الأحاديث والمجاملات، وربما تتجاوز ذلك إلى علاقات بذيئة ومخزية . وعندما يكون 95% من أصدقاء المرأة على مواقع التواصل رجالًا، فإن ذلك يثير التساؤلات حول نواياها وسلوكها. حتى لو لم تصل هذه العلاقات إلى مستوى الخيانة الجسدية، فإنها تُعتبر خيانة أخلاقية وعاطفية، تضعف العلاقة الزوجية وتمهد لطريق الانحراف. فكم يمكن أن تصمد امرأة دون تواصل جنسي وهي تتبادل كلمات الحب والغزل لشهور وسنوات؟ فإن كان حبًا حقيقيًا فلا بد أن يقع، وإن كان مزيفًا فلابد ان تسقط في وحله.
المرأة التي تنشغل بهذه الدردشات تفقد احترام الناس لها، بل حتى من يدردش معها لا يراها ذات قيمة، بل مجرد وسيلة لتفريغ غريزته أو ملء وقت فراغه. لا يمكن لامرأة تقضي معظم وقتها في هذه العلاقات أن تكون بريئة ، لأن البيئة المحيطة والوسط الفاسد قوي التأثير. فالمجتمع لا يرحم من تضع نفسها في مواضع الشبهات، وسمعتها تصبح على المحك، مما قد يؤثر على فرص بناتها في الزواج، لأن الناس يخشون أن ترث الفتاة صفات والدتها. فكم من فتاة دفعت ثمن خطايا أمها؟ وكم من عائلة تبرأت من امرأة جلبت لها العار؟.فلا تغتر بالمرأة التي ترتدي الحجاب أو ذات مهنة تربوية أو أكاديمية، أو تلك التي تبدو خجولة وتلبس ثوب العفاف، فالملابس الكثيرة ليست دليلاً على العفة، كما أن قلة الملابس ليست دليلاً على انعدامها . العفة تنبع من الأخلاق والضمير وليس من المظهر وحده. فكثير من النساء اللواتي يظهرن بالحشمة أمام المجتمع يمارسن في الخفاء ما لا يخطر على بال، بينما قد تكون هناك نساء لا يرتدين الحجاب ولكنهن طاهرات عفيفات يحرصن على شرفهنّ وكرامتهنّ أكثر ممن يدعين العفة ظاهريًا .أما المرأة التي تخفي صفحتها عن أهلها وعائلتها أو حبيبها، وتتهرب من الناس على المواقع، وتخفي رسائلها، وتضع قيودًا كثيرة، فهي منحرفة بلا شك. لأن المرأة التي تعيش حياة نظيفة وصادقة لا تحتاج لإخفاء أي تواصل عن زوجها أو ابنها أو حبيبها. فلو كانت تسير في طريق مستقيم، لما كانت بحاجة لكل هذا التستر والخداع او المراوغة.
المرأة التي تعاني من عقد النقص قد تلهث خلف الذكور بحثًا عن اهتمام مفقود، لكنها لا تدرك أن العثور على رجل مخلص ووفٍ ومحترم لها على مواقع التواصل الاجتماعي هو أمر نادر جدًا، بل يكاد يكون مستحيلًا. فمعظم الرجال الذين يدخلون في مثل هذه العلاقات يبحثون فقط عن التسلية أو استغلال مشاعرها لأغراض خاصة. فهل يمكن أن تكون محظوظة لتجد استثناءً نادرًا؟ هذا احتمال ضعيف جدًا ليس من السهل تحققه. وكم من رجل وعد امرأة بالحب الأبدي وتكتشف انه حبه مقتصر فقط المدة التي يمصيه معها على الهاتف او الدردشات ، وحين حصل على ما يريد، تركها غارقة في بحر من الندم والخزي والقذارة ؟
الخيانة، سواء كانت جسدية أو إلكترونية، ليست مجرد تصرف عابر، بل هي طريق للهدم والدمار. المرأة التي تخون زوجها أو حبيبها تخسر كل شيء: شريكها، سمعتها، والخسارة الاكبرابنائها. والمرأة التي تنشغل بعلاقات مشبوهة على مواقع التواصل تضع نفسها في دائرة الاتهام والاحتقار، وتعرض حياتها وعائلتها للخطر. لذلك، فإن العفة والالتزام بالقيم الأخلاقية ليسا مجرد خيار، بل هما درع يحمي المرأة وأسرتها من الانهيار والعار.
في النهاية، تبقى القيم الأخلاقية هي الحصن المنيع الذي يحمي المرأة من الوقوع في مستنقع الخيانة والانحراف. فالكرامة والشرف لا يُشترَيان، وهما رأس مال المرأة الحقيقي. وعلى المرأة أن تدرك أن سمعتها أغلى ما تملك، وعليها أن تصونها كما تصون حياتها، لأن لحظة ضعف واحدة قد تكون كفيلة بهدم كل شيء بنته عبر سنوات. والتكنولوجيا، رغم فوائدها العظيمة، تحمل في طياتها مخاطر كبيرة إذا لم تُستخدم بحذر ومسؤولية . فالعلاقات العابرة على مواقع التواصل قد تبدو ممتعة في البداية، لكنها سرعان ما تتحول إلى فخاخ العلاقات المخزية التي تدمر الحياة وتقضي على مستقبل المرأة واحترامها لنفسها وكينونتها . فكم من امرأة خانت فخانها الزمن، وكم من خائنة ظنت أنها انتصرت، حتى جاء اليوم الذي عاقبها فيه القدر بأشد مما تتخيل .
نهاية القول رسالة اليك ايتها الغالية ….
عزيزتي،
تذكّري أن الخيانة ليست مجرد خطأ عابر، بل هي طعنة نجلاء في قلب من منحك الثقة والأمان. إنها من أشد المشاعر إيلامًا، وأقبح الصفات التي قد تُلطّخ بها روح الإنسان، فلا شيء يؤلم القلب أكثر من غدر من كنا نراه وطنًا وسندً. الخيانة ليست مجرد لحظة ضعف، بل هي انهيار لكل المعاني النبيلة، سقوط في مستنقع الوضاعة والقذارة، وانعدام للوفاء والقيم الأخلاقية. قد تظنين أن الأمر بسيط، أن لا أحد سيعلم، لكن صدقيني، لا شيء يبقى في الخفاء، فالله يرى، والقدر يُدوّن، والندم قادم لا محالة.لا تخدعي نفسك باللحظات العابرة، فكم من امرأة باعت حبًا صادقًا من أجل وهم، ثم وجدت نفسها وحيدة، مكسورة، تتمنى لو يعود بها الزمن لتتراجع عن خطئها، ولكن هيهات فالخيانة تسرق من الإنسان قيمته قبل أن تسرق سعادته، وتجرده من احترام الآخرين له، وتتركه عاريًا أمام مرآة الحقيقة.
لا تكوني قصة تُروى في المجالس، ولا ذكرى مشوهة في ذاكرة من أحبك بصدق. لا تكسري قلبًا كان يرى فيك الدنيا، ولا تخسري احترامً رجل لكي لن يُعوَّض مهما حاولتِ. حافظي على نقائك، على شرفك، على كرامتك، فحين تفقدينها لن يمنحك أحد إياها من جديد “تذكري دائما انك غالية فلا ترخصي نفسك”.
![](images/print.gif)