لشبونة - كانت مغادرة وطنها أفغانستان مؤلمة، كما تقول سارة البالغة من العمر 15 عاما، لكنها الآن بأمان في البرتغال وتأمل في تحقيق حلمها في لعب كرة القدم بشكل احترافي، وربما مقابلة نجمها المهاجم كريستيانو رونالدو.كانت سارة واحدة من عدة لاعبات في فريق كرة القدم الوطني للشابات في أفغانستان ممن هربن من بلادهن خوفا بعد أن استولت حركة طالبان المتشددة على السلطة في أغسطس.وبُذلت جهود دولية من أجل إجلاء أعضاء فريق كرة القدم الأفغاني للسيدات مع عائلاتهم بسبب مخاوف من تعرّضهن لعمليات انتقام من قبل عناصر طالبان.وكانت منظمة اللاعبين “فيفبرو” قد طالبت بمساعدة اللاعبات الأفغانيات، وقالت في بيان لها إنها تعمل مع الحكومات لوضع خطة إجلاء لهن، مؤكدة أن “الطموح هو جلب أكبر عدد ممكن من الناس إلى بر الأمان”.وقالت خاليدة بوبال التي أطلقت سنة 2007 أول فريق وطني نسائي لكرة القدم في أفغانستان إنها شعرت بالخوف حيال هؤلاء اللاعبات.وأضافت بوبال التي تعيش لاجئة في الدنمارك منذ 2016 بعد تلقيها تهديدات بالقتل، أنها ترجت لاعبات البلاد الهرب ومغادرة منازلهن وعدم الوقوع في شباك جيرانهن الذين يريدون رؤيتهن في السجن، وقالت “أشعر أن قلبي يتمزق لأنه بعد كل هذه الأعوام، عملنا لكي تظهر النساء في الواجهة.. نحن لاعبات كرة القدم كنا نريد تقديم وجه جديد لأفغانستان، والآن تقتل النساء على الملاعب التي مارسن عليها كرة القدم”.ووجدت المخاوف على كرة القدم الأفغانية صدى في أوروبا، إذ تساءلت صحيفة ماركا الإسبانية عن مصير الرياضيات في حدث نادر بالنسبة إلى هذه الصحيفة الرياضية قائلة “ما مصير تلك اللاعبات؟”.ومنحت البرتغال حق اللجوء للاعبات كرة القدم الشابات، وأشارت صحيفة “ذا برتغال نيوز” إلى أنه تم إيواء المجموعة مؤقتا في ملاجئ بمنطقة لشبونة الكبرى، وسيتم نقلها لاحقا إلى مساكن مستقلة في جميع أنحاء البرتغال.وكان وزير الداخلية البرتغالي إدواردو كابريتا قد صرح نهاية الشهر الماضي بأن البرتغال لديها القدرة المالية على استقبال المئات من اللاجئين الأفغان، مع إعطاء الأولوية للنساء والأطفال والناشطين والصحافيين.وقالت سارة، وهي تبتسم من الأذن إلى الأذن “أنا حرة” وهي تزور برج بيليم التاريخي في لشبونة على نهر تاغوس مع والدتها وزملائها في الفريق.وأضافت “حلمي هو أن أصبح لاعبة جيدة مثل رونالدو وأصبح سيدة أعمال كبيرة هنا في البرتغال”. ومازالت سارة تأمل في العودة إلى المنزل ذات يوم، ولكن فقط إذا تمكنت من العيش بحرية.وخلال حكمها السابق قبل حوالي 20 عاما، منعت حركة طالبان الفتيات من تلقي أي شكل من أشكال التعليم، كذلك لم تكن النساء هناك قادرات على مغادرة منازلهن دون قريب ذكر، ولم يُسمح لهن بالعمل، وأجبرن على ارتداء البرقع الذي يغطي كامل ملامحهن، وعادة ما تتعرض من ترفض الخضوع للأوامر للعقاب والضرب.وإذا ما اتهمن بارتكاب جرائم على غرار الزنا، فكان يطبق عليهن الجلد والرجم حتى الموت.وكانت والدة سارة، التي طلبت عدم استخدام اسم العائلة، قد عاشت بنفسها حقبة سابقة من حكم طالبان من عام 1996 إلى عام 2001. وهي أقل تفاؤلا بأنهم سيكونون قادرين على العودة.لقد وعد قادة طالبان باحترام حقوق المرأة، لكن في ظل حكومتهم الأولى، لم تكن المرأة قادرة على العمل وتم منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة. وكان على النساء أن يغطين وجوههن وأن يرافقهن قريب من الذكور عندما يغادرن المنزل.وقال مسؤول كبير في طالبان بعد الاستيلاء على السلطة في الخامس عشر من أغسطس إنه من المحتمل ألا يُسمح للنساء بممارسة الرياضة لأنها “غير ضرورية”.وقالت فرخوندا محتاج كابتن المنتخب الأفغاني للسيدات، التي سافرت إلى لشبونة الأربعاء لمفاجأة المنتخب الوطني الأفغاني للسيدات، “السبب في أننا أخذنا مهمة إجلاء الفريق هو ضمان قدرتهم على التطلع وممارسة الرياضة التي يحبونها”.ومن منزلها في كندا، حيث تعمل كمساعدة لمدرب كرة القدم في جامعة محلية، كانت محتاج على اتصال بالفتيات طوال عملية الإخلاء، وتمكنت من المساعدة في إنقاذ ما مجموعه 80 شخصا من فريق الشابات وأفراد أسرهن، بما في ذلك الأطفال، ووصلوا إلى البرتغال في التاسع عشر من سبتمبر.وعندما ظهرت محتاج ليلة الأربعاء بين اللاعبات، كانت الفتيات فرحات، لم يستطع بعضهن كبح الدموع. وقالت محتاج “لقد مررن بالكثير من التحديات، لكنهن كنّ مرنات ما جعلهن قادرات على تحقيق الهروب من بطش طالبان”.وأضافت “حاولت الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و16 عاما وعائلاتهن مغادرة البلاد، خوفا من الشكل الذي قد تبدو عليه حياتهن في ظل حكم طالبان، ليس فقط لأن النساء والفتيات ممنوعات من ممارسة الرياضة، ولكن لأنهن كن فتيات فاعلات في مجتمعهن”.
أفغانيات يُروّضن كرة أملهن في ملاعب البرتغال!!
05.10.2021