قدّمت المطربة الفلسطينية ناي البرغوثي في حفلها على صالة «كاردغان» في لندن مساء الأحد باقة متنوعة من الأغنيات منتقاة من بعض كلاسيكيات الغناء الشرقي وبعض أغنياتها الخاصة من ألبومها الجديد (ناي الأول) من إصدار هذه السنة.وبدت المطربة وعازفة «الفلوت» والمؤلفة الموسيقية في هذا الحفل، عازمة على المضي بقوة في طريقها الفني الذي بدأته باكراً نحو تطوير أسلوب إبداعي يخصّها في المزج بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الجاز؛ أكثر من ذلك سعيها الجاد لابتكار طريق ثالث، وهي تراهن في مشروعها الإبداعي على الصوت نفسه واكتشاف إمكانيات توظيفه كآلة أيضاً من ضمن آلات الأوركسترا.في هذا الحفل تغنّت المطربة من أعمال زياد الرحباني «حبيتك في الصيف/ حبيتك في الشتا» وقدمت الأغنية بمعالجة جديدة تخصها مع الاحتفاظ بقالبها المعروف بصوت فيروز في الوقت نفسه، ولم تنس أن تقطف من بستان الموسيقار عبدالوهاب «أنا والعذاب وهواك عايشين لبعضينا»؛ من أعمالها الخاصة المنتقاة من ألبومها «ناي الأول» تغنّت بـ «هم مين واحنا مين»، من أشعار الراحل أحمد فؤاد نجم بإهداء إلى الشيخ إمام ورحه الثورية، وأغنية «شو كان كبير الضجر، من كلمات أوس شاهين، وأغنية «آه يا حلو» وأغنية «برضاك يا خالقي ما رغبتي ورضاي».عبّرت مضامين الأغنيات عن الهم الإنساني وعن القضية الفلسطينية التي ظلّت المطربة «ناي» تنافح عنها بفنها وتتفاعل معها باستمرار، وتجلّى ذلك في أجواء الحفل وتفاعل واستجابات الجمهور الغفير الذي امتلأت به الصالة، وهي تهدي أغنية للسجين الفلسطيني، وهي تقدم أغنية «فكّر بغيرك» من أشعار الراحل «محمود درويش»، وهي تهدي أغنية للإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة وتتغنّى بـ «أحمد الزعتر» من أشعار الراحل محمود درويش أيضا وألحان مارسيل خليفة، وظلّ بعض الحضور يلوّحون بالعلم الفلسطيني حتى انتهاء الحفل؛ وكانت المطربة نوّهت في بداية العرض إلى إصابتها بـ «بضربة برد» وكانت على وشك أن تلغيه، ولكنها تعافت بعد أن تلقت مساعدة طبية.وناي البرغوثي المولودة سنة 1996م في رام الله درست الموسيقى وتعلّمت العزف على آلة «الناي» الكلاسيكية في معهد «إدوارد سعيد» الوطني للموسيقى، ثم درست مدة سنتين في مدرسة «جاكوبس للموسيقى» جامعة إنديانا، في الولايات المتحدة الأمريكية وانتقلت للدراسة في معهد الموسيقى في أمستردام ونالت درجة الماجستير، شاركت في رحلتها الفنية والإبداعية في تقديم عروض موسيقية خلال مهرجانات وحفلات في أمريكا وأوروبا وعدد من العواصم العربية، كمطربة وعازفة ولها مشاركات كذلك مع «أوركسترا شباب فلسطين»، الذي تأسس سنة 2004م من قبل معهد «إدوارد سعيد» الوطني للموسيقى، بهدف الجمع بين الموسيقيين الفلسطينيين الشباب من جميع أنحاء العالم.!!