بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 17.03.2010
أرض تشرق عليها الشمس كل يوم، وفي عروقها يجري نهر النيل، كيف يجوع سكانها، ولا يجد 46% منهم قوت يومه؟ إنها درة الشرق، أرض مصر التي يتآمر عليها الصهاينة، ويحاصرونها بخططهم الهادفة، التي تركت 48 مليون مصري فقيراً، وتركت 12 مليون مصري بلا مأوى، وبعد ثلاثين عاماً من التوقيع على اتفاقية السلام مع الإسرائيليين يشترى المصري كيلو اللحمة بعشرة دولارات وفق تقرير مركز الأرض لحقوق الإنسان.
ماذا أصابك يا مصر؟ يا كرامة العرب، ويا بلاد النخوة وأمل الأمة، من الذي طحن عضلاتك، وهدّ حيلك، وكسّر ظهرك غير اليهود الذين ستغرب شمسهم لو أشرقت شمسك؟ وستنهشهم الأمراض لو تعافيت من مرض اتفاقية كامب ديفيد التي جوعتك كي يشبع اليهودي، وألقت بك في صحراء الخلافات الطائفية، كي يسكن اليهودي في قصور الاطمئنان، وتمشين على رصيف الصبر كي تعبر سيارة اليهودي وسط شارع الغرور، فماذا جنيت يا مصر من معاهدة السلام التي تركت شعبك الطيب الصبور يعاني الجوع والمرض وانعدام المأوي؟ لنعتصر وجعاً معك، ونقول بلغة المحب: سلامتك يا مصر، يا أم العروبة من مرض كامب ديفيد أولاً، وسلامة 20 مليون مصري مصابين بارتفاع ضغط الدم، وسلامة 9 ملايين مصري مصابين بفيروس الالتهاب الكبدي، وسلامة 8 ملايين مصري مصابين بالسكري، وسلامة 25 مليون طفل مصري مصابين بفقر الدم، ومرض الفشل الكلوي والسرطان، وفق تقرير مركز الأرض لحقوق الإنسان، ليصير مجموع المصابين بالأمراض المزمنة في مصر 62 مليون مواطن مصري، فإذا أضيف لهم 13 مليون شاب مصري مدمن على المخدرات، يكون الحاصل 75 مليون مصري يعايشون المرض، والمعاناة من أصل 80 مليون مصري، فمن الذي يحاصرك يا مصر؟ من الذي يتآمر عليك يا أم الدنيا، ويا ابنه التاريخ؟
إنهم الصهاينة الذين ذبحوا فلسطين كي يؤسسوا دولة إسرائيل، وهم الصهاينة الذين قتلوا كل عربي يفكر، أو يحلم في تحرير فلسطين، وهم الصهاينة الذين اجتهدوا لإضعاف العرب كي تقوى دولة إسرائيل، وهم الصهاينة الذين يعذبون الجسد والروح والنفس العربية كي تضمن الدولة العبرية سيطرتها على الشرق، لتحبس الأنفاس، وتقنن الشهيق والزفير لكل الناس، إنهم الصهاينة الذين يوقعون بين الكنيسة والمسجد في مصر كي تقيم إسرائيل كنيس "حورباه"، كنيس الدمار والخراب لكل معتقد ومعبد يخالف معابد اليهود.
سلامتك يا مصر، سلامتك للقدس وفلسطين، وسلامتك للمصريين، يا أمل العرب، ويا إطلالة الإسلام وسط صهيونية الظلام.