أحدث الأخبار
الاثنين 31 آذار/مارس 2025
كلمة الديار...30.03.2025
عيد العبيد واعياد الاحرار..!!

كان الامر فيه من الصدفة وفيه من المفارقة ان يصادف العيد في تاريخ ذكرى يوم الارض العابر للجراح والمتخطي للاحداث وفي هذا العام ما زالت غزة جريحة وتنزف دما ودمارا وترفع شعار المقاومة والصمود بكل اصرار وشموخ وتصوم رمضان وسط شح الطعام والشراب وتزرع خيام العيد فوق الركام بايمان راسخ ان العدوان لن يخرج الفلسطينيون من ايمانهم ودينهم وقناعاتهم بانهم يخوضون الامتحان تلوى الامتحان ليبهرون عيون العالم بهذا الصمود وتجاوزهم الامتحان مرارا وتكرار حتى يحين يوم الامتحان الكبير والعيد الاكبر ونحن نشاهد قوافل العائدون من كل حدب وصوب تقطع الحدود نحو ديارهم وهم يحملون مفتاح الدار والحوش على امل ان يجدوة حتى ولو بالرائحة والاثر بعد هذة العقود الطويلة من الهجر والغربة القسرية,فسلام لغزة ولرفح ولجباليا ولدير البلح وخانيونس وجنين وطولكرم وكامل الوطن الفلسطيني وسلام للشعب الفلسطيني اينما كان واينما تواجد وهوالذي خاض القتال والنضال وطنا ومهجرا على مدار جغرافيا الوطن والمهجرالفلسطيني فكانت الانتفاضات وحروب المخيمات ويوم الارض تخاض على خارطة التواجد الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني وكأنهم يقولون " هذة المره علينا.. والدور علينا" في حمل راية الكفاح من جنين ورام الله ومن القدس الى بيروت واليوم وفي هذة الاثناء ومنذ اشهر طويلة تخوض غزة قتال كل القتالات ونضال ام النضالات ومقاومة كل المقاومات وكانها تقول "الدور علينا ودروا المثاقل علينا", والعدو كان وما زال هو هو ومعسكر الاعداء هو هو.. تغيرت وتبدلت الاسماء وبقيت الفحوى والعداء السافر للشعب الفلسطيني الى حد ان الحرب لم تعد تشفي غليلهم فاخذوا سلاح الابادة الجماعية كسلاح جديد لتعميق تفاصيل نكبة عام 1948 وجعلها مجرد نكشة سن مقابل هذا الجاري في غزة من فاشية دموية لم تبقي حجرا على حجرا وقتلت وتقتل وجرحت وتجرح وشردت وتشرد مئات الالاف من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمؤازرة غربية صليبية وعربية صهيونية تعدت كل الحدود في صمتها على مذابح الابادة الجماعية في قطاع غزة...
في هذا الصباح كان لي ان اقرر الاحتفاء او المشاركة بين عيد " وباي حال عدت ياعيد" وبين ذكرى يوم الارض الخالد فقررت ان اخذ الاثنين الى مربع الواجب والاحترام لكنني اخذت بفكرة ان اشاهد الارض الفلسطينية بالعين المجردة من بوابة يوم الارض فراودتني فكرة ان اركب المركبة واسافر نحو الشمال عبر الوطن في موسم ربيع جميل وسميك الخضرة والازهار وحقول النوار الاصفر والاحمر وهذة الجنان الممتدة التي تغطي جانبي الطريق فعلى يميني كانت مستوطنات مغروسة في الارض وعلى يساري كانت ارض سهلة وجميلة تمتد الى ما بعد بعد النظر مكسوة بثوب الربيع الفلسطيني تتوسطة اشجار الظل والاثل المعمر وبقايا اشجار التين وحجارة بيوت تركها اهلها ابان النكبة من الفلوجة الى قطرة والمسمية وحتى اللد والرملة.. اللد قبال الرمله ومطار اللد على بعد مرمى حجر...شجرة الصبار بقدر ما تعرضت للجرف والطمس والاقتلاع الا انها بقيت بعروقها وجذورها صامدة وغروسة عمقا في الارض وشاهدة على العصر بان من زرع هذا الصبار المقاتل الشرس هم ابناء وبنات الشعب الفلسطيني.. غادروا قسرا وبقي الصبار طوعا يقاتل على بقاءه في ارض اهلة كما تقاتل يافا اليوم على هويتها وبقاء من تبقوا داخلها بعد عام 1948.. عبق وتاريخ يفرح القلوب..برتقال يافا وشاطئ يافا وصوت الاذان يصدح من جامع البحر وليس بعيدا يقع المنحدر نحو برج الساعة المقام عام 1812 والقريب من شاطئ البحر وميناء يافا اللذي غَّير ملامحة الاحتلال.... الامواج تتلاطم باجمل مشاهد شاطئ يافا الواقعة على شواطئ البحر الابيض المتوسط كما هو حال حيفا وعكا وعسقلان وغزة ومدن وقرى فلسطينية كثيرة جاورت البحر ولم تخشى هديرة..
ما اغزَّر واجمل هذه الفكرة ان تدخل من بوابة يوم الارض لمشاهدة تضاريس الوطن السليب واثار هذا الاحتلال الكالح بتاريخة و بملامح وجوه مستوطنية..هنا لافته من لافتات كثيرة تشير الى حي العجمة اليافاوي العتيق.. البوصلة تاخذ مسار طريق الشاطئ وتشير نحو الجنوب وهذا العمار الاستيطاني الكثيف على طول شاطئ البحر وهذه الطريق المؤدية جغرافيا وتاريخيا الى اسدود وعسقلان ومن ثم غزة..تذكرت بيارات برتقال يافا التي ابادها الاحتلال ولم يترك لها ثار ومن ثم تعديت هذه الذكرى بفكرة كيف كان الحال قبل عام 1948 والسفن والبواخر المحملة بالبضائع والمسافرين تبحر من ميناء يافا نحو موانئ اسدود وعسقلان ومن ثم غزة..كيف كانت قوافل الجمال المحملة بالبضائع والتوابل والبخور تسلك طريق الشاطئ الى غزة ومن ثم تعبر نحو بئر السبع والنقب وجبال العربة والبحر الميت نحو الجزيرة العربية والعالم العربي..تاريخ يجري في عروق تاريخ الشعب الفلسطيني واعياد هذ ه الارض.. على هذة الارض ما يستحق الحياة... وعلى هذا الشاطئ نقص اثر التاريخ الفلسطيني وهاهي اسدود بملامح اخرى وهذة عسقلان باثار بواقي بيوتها على تلال الشاطئ وهذة لافتة قديمة تشير الى ان المسافة بين عسقلان وغزة تبلغ 21 كم وطبعا لا ننسى القرى المجاورة لعسقلان والواقعة على الطريق الى غزة مثل قرية الجورة وحمامة وبيت داراس وغيرهما الكثير الواقعة تحت الاحتلال...21 كم تبعد غزة من هنا وصفر كم تبعد غزة عن رفح ومعبررفح ومفرق صلاح الدين وبضعة كيلومترات من بوابات عالم عربي يقطنه نصف مليار عربي عاجزون عن نصرة غزة وتزويدها برغيف خبز وشربة ماء..
كان الشعور متدفقا وانا اقف امام لافتة قديمة تشير الى غزة وكان شعوري لاول مره في هذا العمر المفعم بنضالات الشعب الفلسطيني ومعبأ تراكميا بخيبات العالم العربي وهزائمة وخذلانة عن نصرة الشعب الفلسطيني وتاريخ 1400 عام من تاريخ العالم الاسلامي " المليارين" الذي خذل غزة وفضل ان يكون مجرد عبد لطقوس "دينية" ترفيهية دون ان يلتزم بثوابت دينه ويمد يد العون ل فلسطين واهل غزة بالذات الذين يتعرضون لعدوان غاشم وحرب ابادة يشنها الكيان المدعوم امريكيا وغربيا ومدعوم من انظمة وسخة تحكم العالم العربي بالنار والحديد وتتأمر ليلا نهارا على غزة..
1400 عام من التاريخ الاسلامي تحول الى ركام فوق ركام غزة..1400 عام عنوان لخذلان مجرم شارك موضوعيا في قتل وابادة اطفال ونساء قطاع غزة لابل في تجويع اكثر من مليوني فلسطيني ناهيك عن الدمار الشامل والكامل اللذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان والعربدة الاسروامريكية في ظل سقوط عربي اسلامي ملياري مدوي لم يستطع فيه هذا العدد الهائل من المسلمون والعرب من تقديم العون اللازم لاهل قطاع غزة.. من المعيب ان يعربد كيان " قزم " وممسوخ ويصر على ابادة غزة وتهجير اهلها في ظل وجود اكثر من ملياري مسلم ونصف مليار عربي.. اين هم الغارقون في طقوس رمضانية ودينية منتقاه وشكلية في حين تموت اطفال ونساء غزة في خيام من خيش بعد ان دمر الاحتلال بيوتهم سابقا لابل اين هو العيد بمعناه وفحواه وطعمة في ظل الحاصل في غزة.. في 8 أيام فقط قتلت قوات الاحتلال 174 امرأة و322 طفلاً بغزة وإصابة 1787 آخرين خلال الفترة من 18إلى 25 آذار/ مارس الجاري...غيض من فيض .. وبدعم أمريكي مطلق وعربي وغربي رخيص يرتكب الاحتلال الاسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل...
ليس هذا فقط..لا يخجلون من كونهم خونة وعبيد بالمطلق لامريكا والكيان ويزعمون انهم مسلمون عرب ويعيشون واقع انهيار وانحطاط اخلاقي مشين وصل الى حد أن مصر السيسي " أكبر دولة عربية " لم تتمكن بعد عام ونصف من الحصار والابادة من إيصال عبوة ماء واحدة إلى غزة، بينما يقوم النظام السعودي الساقط دينيا واخلاقيا بمكافأة ترامب على خطته بتهجير قطاع غزة باستثمارات بمبلغ 700 مليار دولار ناهيك عن مسلكية النظام " العماراتي" ودعم محمد بن زايد لخطة ترمب بتهجير سكان قطاع غزة وعن النظام الاردني " الغماز" حدث بلا حرج فهو قد قبل اسميا بتهجير غزة مقابل بقاء الدعم الامريكي للنظام الاردني..
يتواطأ النظام المصري مع جرائم الاحتلال في غزة ويمارس الضغوط على المقاومة ويتعاون مخابراتيا ومعلوماتيا مع الاحتلال بهدف ضرب المقاومة في غزة لابل موافقتة الاحتلال في حرب الابادة ودعم تهجير سكان قطاع غزة ناهيك عن قمع نظام السيسي لاي اشكال للمظاهرات والاحتجاجات على الحاصل في غزة.. هل شاهدتم مظاهرة مصرية واحدة وازنة تندد بحرب الابادة في غزة؟.. كيف تعج شوارع لندن وبرلين ومدريد ونيويورك وواشنطن وروما وباريس وعواصم اخرى بالاف المظاهرات المنددة بحرب الابادة على غزة ولا تخرج مظاهرة واحدة في القاهرة؟؟
لا ننسى خذلان جماعة محمود عباس في رام الله اهل غزة وقمع سلطة اوسلو للتظاهرات الداعمة لغزة وعن فلسطينيي الداخل حدث بلا حرج فهم لا يخرجون بمظاهرة شكلية الا باذن من السلطات الاسرائيلية اللتي دجنتهم تدجين مخزي ومشين الى حد عدم اهتمامهم بالحاصل في غزة وستجدونهم اليوم في ايام العيد في اجازات ترف ورقص ومجن يملاون فنادق شرم الشيخ والعقبة وحول العالم في رحلات تنزة وكأن الحاصل في غزة لا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا بعيد؟.. عيد عبيد رفاهية الصهيونية وعيد عبيد انظمة الحكم في المحميات الامريكية والعالمين العربي والاسلامي.. مليارين واكثر من العبيد يحتفلون بعيد عبيد قابعون في زرائب انظمة خائنة وكافرة لا تعرف من العيد سوا طقوس التهنئة والرفاهية والماكل والمشرب ..عيد كله وجله يدخل في خانة العبيد والعبودية لانظمة حكم كلها وجلها كافرة ومتواطئة مع حرب الابادة على غزة.. شاهدوا ولاحظوا اين وصل الانحطاط بالامتين العربية والاسلامية والشعوب العربية والاسلامية؟.. وصل الانحطاط الى حد تحريف الدين الاسلامي والاخلاق العربية والاسلامية وجعلها مجرد طقوس عيد لعبيد ارتضوا وتقبلوا العبودية في عيشهم و حياتهم ومماتهم..
كما اسلفت اعلاة في رحلتي مع عيد الارض من بوابة يوم الارض الخالد باستنشاق عبق التاريخ الفلسطيني وقص اثر طريق غزة اعيد واكرر بان من لا يحترم ارض وطنة وشعبة وامته من منطلق ديني وهوية اسلامية عربية جماعية فهو في صف عبيد العيد وعيد العبيد وليس في صف عيد الاحرار وعيد الصمود اللتي تجسده غزة وحيدة مقابل ملياري عبد مسلم خائن لدينه وملته ويحتفل بالعيد كعبد مُدجن وليس حر لا من قريب ولا بعيد.. لا تدخلوا المساجد ولا تحتفلوا بالعيد اذا لم تحنرموا دينكم واسلامكم الذي عبث به الحكام والغرب الامبريالي..كيف تحتفل بالعيد واخوانك واخواتك في الدين في غزة يموتون جوعا وقتلا وظلما؟...
هاهي غزة تاخذ دورها في حلقة دورات النضال الفلسطيني وتخوض معركة الارض والاقصى منذ اكتوبر 2023 وحتى يومنا هذا تماما كما كانت دورة النضال الفلسطيني في الجليل في 30 مارس 1976 حين انتفض فلسطينيو الداخل في يوم الأرض في وجه سياسات مصادرة الأراضي والاقتلاع والتهويد والتهميش في مظاهرات عارمة ، استشهد فيها ستة شهداء، هم خير ياسين (23 عاماً) من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 عاماً)، وخضر خلايلة (27 عاماً)، وخديجة شواهنة (23 عاماً) من سخنين، ومحسن طه (15 عاماً) من كفركنا، ورأفت علي زهيري (19 عاماً) من نور شمس. ... يوم الأرض في الذكرى الـ49 "30.3.2025" وما زالت حرب الوجود قائمة ومتواصلة وتدور اليوم في جغرافيا قطاع غزة بشكل اخر وهو حرب ابادة يشنها الاحتلال على البشر والحجر والشجر في غزة.. عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ودمار كبير حل بقطاع غزة وما زالت غزة تقاوم وتحتفل اليوم باول ايام عيد الفطر وذكرى يوم الارض الخالد..عيد الاحرار والابطال وليس عيد واعياد العبيد...
تحية لغزة ولكل الاحرار الذين يحتفلون بعيدهم كاحرار رغم القتل والدمار والعار كل العار لعيد العبيد الذين يقبعون في زرائب حكام اقل مايقال فيهم انهم الكفر بكل اشكالة والزندقة باعلى مراتبها...لكم عيدكم ولنا عيدنا وعيد كل عربي ومسلم حر وقف لجانب غزة....اعيادكم مأتم تعبر عن واقعكم وهذة العبودية المشينة التي جعلتكم تخونون مبادئ اسلامكم وعروبتكم من اجل لقمة عيش رخيصة مغمسة بدماء اطفال ونساء غزة وفلسطين.. عيد العبيد واعياد الاحرار... في كيفنا "عيدنا" تكمن كل مقومات الكرامة والشهامة وفي كمكم"عيدكم" تكمن فيه كل مقومات العبودية والخزي والعار...كل عام والشعب الفلسطيني والشعوب الحرة بالف خير..عيدكم مبارك..

1