تستمر عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان دون توقف، مع دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن لا خطط لديها لنشر قوات حفظ سلام في البلاد التي تعيش على وقع اشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ عشرة أيام.ودخلت الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"، اليوم الثلاثاء، يومها الحادي عشر، بعد خلافات حادة بينهما حول تفاصيل دمج قوات "الدعم السريع" في الجيش، الوارد في اتفاق إطاري "مبدئي" وقع عليه الطرفان مع قوى سياسية في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفشلت وساطات دولية وإقليمية ومحلية في إقناع الطرفين بتجاوز الخلافات، خصوصاً تلك المتعلقة بقيادة القوات بعد بدء الدمج.وجددت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها، التزام الدولة بالهدنة الانسانية المعلنة، ووقف القتال، من أجل عودة الحياة المدنية لطبيعتها، وحذرت من استخدام تلك النوايا الحسنة، لانتشار القوات المتمردة لارتكاب مزيد من الانتهاكات ضد المدنيين وقتل المواطنين.ولفتت إلى أن قيادة القوات المسلحة السودانية استجابت لطلب الوساطة السعودية الأميركية لإقرار الهدنة، تأكيداً علي حرصها الأتم لحماية المدنيين، واحترام القانون الدولي الانساني، مشيرة إلى عدة خروقات وانتهاكات متكررة للمليشيات المتمردة خلال فترة الهدنة السابقة، حسب ما جاء في البيان.أكد شهود عيان ، أن الهدنة مكنت بعض المواطنين في المناطق التي تشهد اشتباكات في الخرطوم من الخروج من منازلهم للتسوق والحصول على احتياجاتهم الغذائية، مع استمرار حركة النزوح من الخرطوم إلى الولايات.وعلى الرغم من إعلان الهدنة، إلا أن شهود عيان من منطقة امبدة، غرب أم درمان أفادوا بوجود اشتباكات في المنطقة، بينما سمع السكان في مدينة بحري دوي انفجار هائل لم يتمكنوا من تحديد مكانه لبعد المسافة، بينما سيطرت "قوات الدعم السريع" على شركات بمنقطة صافولا، جنوب الخرطوم، ولم يتوقف تحليق الطيران الحربي بعدد من المناطق.جددت قوات "الدعم السريع" اتهامها للجيش السوداني بخرق الهدنة، مشيرة إلى أن "القوات الانقلابية هاجمت بالمدافع ارتكاز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم، وهو تصرف جبان يتنافى مع شروط الهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات آمنة".وحذرت من أن عمليات القصف المدفعي العشوائي تعرض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة للخطر، كما أنها تعيق تنفيذ الهدنة.وقالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، إن معظم المواطنين الصينيين تم إجلاؤهم بأمان في مجموعات إلى الموانئ الحدودية للدول المجاورة.وقالت المتحدثة باسم الوزارة في إفادة صحافية دورية إن بكين لم تتلق أي تقارير عن سقوط ضحايا صينيين بالسودان حتى الآن.وأعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، أنه "بناءً على وساطة سعودية أميركية لوقف القتال الدائر بالبلاد، وتخفيفاً على مواطنينا، ولدواع إنسانية، وافقت القوات المسلحة على هدنة لمدة 72 ساعة تسري اعتباراً من منتصف هذه الليلة، بشرط التزام المتمردين بوقف كافة الأعمال العدائية، والالتزام بمتطلبات استمراريتها".وقال وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تترقب الفرص لإجلاء مواطنيها المتبقين في السودان، لكنه أقر بأنه قد لا يكون ممكناً إخراج من يحملون الجنسية السودانية.وأغلقت سويسرا بالفعل سفارتها في الخرطوم وأجلت الموظفين وعائلاتهم، مستفيدة من هدوء في القتال بين الفصيلين المتناحرين في السودان. ووصل من تم إجلاؤهم إلى بيرن في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء.وقال الوزير في المطار: "هناك فرص، ويتعين أن يستعد الراغبون في مغادرة البلاد والذين بوسعهم المغادرة، الذين لديهم تصريح بذلك"، مضيفاً أن سويسرا تتعاون مع الدول الغربية الأخرى بشأن إمكانية إعادة المزيد من المواطنين.وتابع "الأمر ليس سهلاً جداً، لأنه لا يُسمح لحاملي الجنسية المزدوجة بمغادرة البلاد بسبب جنسيتهم السودانية، وسنرى ما سيحدث". وقال إن من بين حوالي 100 سويسري ما زالوا في البلاد، تحمل الأغلبية جوازات سفر سودانية.وأكدت "قوات الدعم السريع" في السودان "التزامها المطلق بالهدنة الإنسانية المعلنة لمدة 72 ساعة (...) من أجل فتح ممرات إنسانية للمواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة".وأشارت عبر "تويتر"، إلى أن "الطرف الثاني لم يلتزم بشروط الهدنة، حيث ما زالت طائراته تحلق في سماء الخرطوم بمدنها الثلاث، بما يمثل إخلالاً بائناً بالهدنة وشروطها واجبة التنفيذ".وأضافت: "إن كسر شروط الهدنة المعلنة يؤكد ما ظللنا نشير اليه مراراً، وهو وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة القوات المسلحة الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفين، كما أن خرق الهدنة يُعدّ دليلاً دامغاً على تعطش الانقلابيين للحرب، وإلى سفك دماء الشعب السوداني التي لم تكفِهم منها ثلاثون عاماً".وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، يوم الإثنين، إجلاء 10 من مواطنيها و189 أجنبياً من السودان. وجاء ذلك في بيان للوزارة أكدت فيه "وصول 10 مواطنين سعوديين مساء اليوم (الإثنين) إلى محافظة جدة".وأضافت الوزارة في بيان "بلغ عدد رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم نحو 189 شخصاً من الجنسيات التالية: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، السويد، إيطاليا، قطر، سورية، هولندا، العراق، تركيا، تنزانيا، لبنان، وليبيا، حيث نقلوا من خلال سفينة".وأوضحت أن إجمالي من أجلوا من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء وصل إلى "نحو 356 شخصاً، 101 مواطن سعودي، و255 شخصاً ينتمون لـ26 جنسية".وبدأت السبت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وأعلنت الخارجية السعودية في بيان آنذاك، تنفيذها عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعودياً، و66 أجنبياً، بينهم رعايا دول عربية.وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ومسؤولون، اليوم الثلاثاء، أن اليابان أجلت 45 من مواطنيها من السودان وأغلقت سفارتها هناك مؤقتاً.وصرح كيشيدا للصحافة، الثلاثاء: "أقلع 45 شخصاً من شرق السودان متجهين إلى جيبوتي في طائرة النقل سي 2 التي أرسلتها" القوات اليابانية، وقال إن أربعة يابانيين آخرين تمكنوا أيضاً من مغادرة السودان إلى جيبوتي وإثيوبيا بمساعدة فرنسا ومنظمات دولية.وبعد ساعات قليلة، قال وزير الخارجية الياباني في بيان إن السفارة باتت مغلقة مؤقتاً بعد إجلاء طاقمها. وسبق أن أعلنت اليابان أن نحو 60 من مواطنيها موجودون في السودان، قبل أن تقرر إجلاءهم.وستفتح وزارة الخارجية مكتب اتصال في جيبوتي لمواصلة مساعدة اليابانيين الذين بقوا في السودان والراغبين بأن يتم إجلاؤهم. !!
الخرطوم..السودان: هدنة لمدة 72 ساعة وعمليات إجلاء الأجانب مستمرة!!
25.04.2023