هل بدأت الدول الأوروبية تستمع للخبرة الأردنية؟ هذا هو السؤال الذي يقترحه المراقبون الدبلوماسيون عند رؤيتهم للاستقبال “البارد” رسميا والحاد شعبيا الذي حظيت به المفوضة العامة للاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين رغم أنها مصنفة من جهة الملتقى الوطني لدعم المقاومة على القائمة السوداء لأبشع الشخصيات الغربية.المفوضة الأوروبية حضرت إلى عمان في لحظة مغادرة وزير الخارجية أيمن الصفدي صباح الأحد ضمن جولة دبلوماسية عربية وإسلامية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. يعني ذلك أن اجتماعات مفصلة بينها وبين طاقم الدبلوماسية الأردنية لن تجري. ويبدو أن المسؤولة الأوروبية وبعد أن أبلغت بأنها بصدد الإصغاء حظيت بلقاء ملكي وطبعا دون مؤتمرات صحافية أو بيانات ثنائية.لاحظ الجميع كيف حضرت المعنية في المشهد الإخباري الأردني لدقائق فقط خلال استقبال القصر الملكي لها.لاحقا لا جلسة مباحثات ولا اجتماعات مع أي مسؤول رفيع ولا بيان سياسي أو صحافي.حتى فكرة تدبير عشاء سياسي لها مع نخب محلية أخفقت. قبل ذلك حظيت دير لاين بما يقول الملتقى الأردني الشعبي بأنه ما تستحقه باسم الشعب الأردني، حيث نشرت ملصقات للمسؤولة الأوروبية ووجهها ملطخ بدماء أطفال غزة وصدر بيان ضدها باسم النشامى بعنوان “لا أهلا ولا سهلا في الأردن”. فوق ذلك اضطرت السلطات الأمنية لتعزيز حراساتها في محيط مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة عمان بعدما أعلنت الملتقيات الشعبية أنها ستنظم وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد لإظهار رغبة النشامى في الأردن بعدم الترحيب “بالضيفة البشعة” كما وصفت. رسميا لم يكن من الممكن إلا استقبال دير لاين لأن حضورها إلى عمان صنف مسبقا بأنه تعبير عن حالة استدراك أوروبية وغربية ما زالت بطيئة وزاحفة لكنها مطلوبة بإلحاح. البيان الرسمي الصادر كملخص إعلامي من جهة الديوان الملكي الأردني تجاهل ما قالته وأبلغته المسؤولة الأوروبية تماما، وركز على ما قاله لها الملك عبد الله الثاني تحت عناوين الاحتفاظ بالثوابت الأردنية والتركيز على وصف العدوان الإسرائيلي بأنه وحشي وعلى ضرورة وقفه أولا وقبل أي اعتبار آخر.!!
عمان..الاردن : صورتها مع “دم الأطفال”.. أورسولا “الأوروبية البشعة”: لقاء مختصر في عمان بلا بيانات أو اجتماعات!!
21.11.2023