أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
غزة.. فلسطين : رمضان في غزة: شهر يعاظم الحزن وصوت القصف يتداخل مع أذان فجر أول أيامه!!
11.03.2024

وضعت عبير أبو شامة صحنًا وحيدًا به قطعة من الجبن وأمسكت في يدها برغيف خبز وهي تجلس ملتصقة بابنتها ذات السنوات الأربع أمام مائدة صغيرة لتناول وجبة سحور أول ليالي رمضان إلى مائدة خلت من زوجها وابنيها وابنتها الكبرى الذين قضوا جميعًا في قصف إسرائيلي قبل خمسة أسابيع.هو أول رمضان تعيشه الفلسطينية البالغة من العمر 34 عامًا دون عائلتها التي نزحت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، حيث لاقى زوجها والصبيين والابنة الكبرى مصيرهم المحتوم في غارة إسرائيلية قتلتهم في بيت آواهم منذ وصولهم إلى غرب رفح فرارًا إلى ما ظنوه الموقع الأكثر أمنا في قطاع غزة.أبلغت عبير وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أنها لم تعد تدري ما تخبئه لها الأيام "بعد أن راح كل شيء".وقالت عبر الهاتف قبل قليل من أذان الفجر بالتوقيت المحلي "رمضان حزين والله. مش عارفة أول إيه. عشنا كتير حروب وشوفنا كتير أشياء مثل هذه.. لكن لم أتخيل أبدأ أن أقضي بقية عمري بدون زوجي وأبنائي".
زوج عبير الراحل وأبناؤها من بين 31 ألف شخص قتلهم القصف الإسرائيلي منذ اندلاع جولة القتال الحالية وهي الأشرس بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي. وتسبب القتال كذلك في جرح أكثر من 70 ألف شخص.اليوم يخشى من تبقى من أهل غزة المزيد من الجوع خلال شهر رمضان في ظل شح الطعام والمياه مع استمرار الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها السادس.كان فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد قال في أواخر فبراير شباط الماضي إن من الممكن تجنّب خطر المجاعة في شمال قطاع غزة إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية لإيصال المساعدات وتوفير الحماية اللازمة؛ لكنه أوضح أن دعوات الوكالة وتحذيراتها لم تلق أي استجابة.وقال منسق الإغاثة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث يوم الجمعة الماضي في بيان على منصة (إكس) إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة على شفا المجاعة، مؤكدا وقوع حالات وفاة بسبب الجوع. وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت أنّ نحو 20 شخصا توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفيات كمال عدوان والشفاء في الشمال، معظمهم من الأطفال.نازع دوي القصف الإسرائيلي صوت أذان الفجر الذي ترقبه من تبقى من سكان غزة لبدء الصوم في شهر اعتادوا أن يعيشوا نفحاته الإيمانية في مساجد لم يبق القصف منها اليوم سوى الركام.وقبل قليل من أذان فجر أول أيام شهر الصوم، أفاد تلفزيون فلسطين بسقوط قتلى وجرحى في غارة نفذتها طائرات حربية إسرائيلية على منزل شرق رفح جنوب القطاع.ولم يكن ذلك القصف الوحيد الذي رصد ليلة أول أيام رمضان، فقناة الأقصى التلفزيونية أفادت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.ولم يتضح على الفور الهدف الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في المخيم الذي تعرض مرارا لاستهداف جوي ومدفعي إسرائيلي منذ بدء الحرب الحالية.وفي خان يونس، لم يكن الدوي لقصف بل يقول المركز الفلسطيني للإعلام إن اشتباكات وصفها بالضارية اندلعت بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بني سهيلا. وذكر المركز أن الاشتباكات تدور غرب مركز شرطة الشرقية.وبعيد الفجر، هزت انفجارات لم يعرف سببها أو طبيعتها مناطق في جنوب خان يونس، وفقا لما أفادت به وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء.لكن الحالمين بالرحمة تجاهلوا القصف والانفجارات وهرعوا إلى ما تبقى من ركام مساجدهم في رفح لأداء صلاة تراويح أولى ليالي رمضان.ويقول المصلون إنهم متمسكون بأداء صلاة التراويح في الساحات المفتوحة وبين أنقاض المنازل والمساجد.وقال عمر فتحي الحمايدة، إمام مسجد الفاروق في مخيم الشابورة بمدينة رفح "بحمد الله وفي أول ليالي شهر رمضان المبارك نقوم بالصلاة في العراء وفي الشارع بسبب قصف الاحتلال لمسجد الفاروق في حي الشابورة".كما أخذ البعض على عاتقه مهمة تزيين خيام النزوح بزينة رمضان المميزة أملا في إدخال بعض البهجة على ساكنيها من الأطفال.


1