أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها الدامية ضد غزة، حيث سقط عشرات الضحايا الجدد في غارات كان أشدها عنفا تلك التي استهدفت مخيم النصيرات، وأسفرت عن سقوط 13 شهيدا، فيما شهدت رفح حرق منازل.وذكرت مصادر محلية أن طواقم الإنقاذ انتشلت جثامين 8 شهداء وعددا من الجرحى، سقطوا خلال استهداف الطيران الحربي منزلا لعائلة الراعي، فيما سقط خمسة آخرون، عندما استهدفت طائرات الاحتلال مكانا تسكن فيه عائلة المدهون في المخيم، وهو عبارة عن أحد المحال التجارية، وقد لجأت إليه ليكون مكانا لإقامتها بعد النزوح.وحسب شهود عيان فإن عددا من آليات الاحتلال توغل لمسافة قصيرة في المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، من جهة بلدة المغراقة.كذلك سقط عدد من الشهداء والمصابين في استهداف منزلا لعائلة حرب في مخيم البريج.وأسفر أيضا قصف عنيف عن سقوط شهيدين وعدد من الإصابات جراء قصف استهدف مواطنين قرب منطقة وادي غزة.وسقط أيضا شهيدان في قصف استهدف بلدة القرارة، الواقعة على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.كذلك ذكر شهود عيان أن القصف استهدف المناطق الشرقية لبلدة جباليا، وأدى إلى تدمير العديد من الأراضي في تلك المنطقة.وحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتكب جيش الاحتلال عدة مجازر ضد العائلات في القطاع غزة، ما أسفر عن 25 شهيداً و80 إصابة خلال 24 ساعة.وأشارت إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لافتة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37372 شهيدًا و85452 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.وفيما أبقى الاحتلال على توغله البري على الحدود الشرقية لحي الزيتون شرق مدينة غزة، والذي بدأته أول أمس الإثنين، شن طيرانه الحربي في محيط التوغل العديد من الهجمات الجوية، وكان بعضها على شكل أحزمة نارية، ما أدى إلى إحداث دمار كبير واشتعال النيران في الأماكن المستهدفة. كذلك قصفت المدفعية الإسرائيلية العديد من المناطق التي تقع شرق الحي، ومناطق أخرى في محيط الكلية الجامعية، كما قصفت عدة مناطق في حي تل الهوا.وأيضا أطلقت طائرات مُسيّرة من نوع «كواد كابتر» النار صوب المناطق الجنوبية الشرقية لحي الزيتون.ويخشى السكان من أن تكون عملية التوغل المحدودة والقصف العنيف للمناطق القريبة منهم، مقدمة لقيام جيش الاحتلال بشن عملية توغل برية جديدة، على غرار تلك التي انتهت قبل أقل من شهر.ومن جديد استهدفت قوات الاحتلال العديد من المنازل القريبة من الممر الأمني الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه بالقصف المدفعي، ضمن عمليات الإزالة للمباني القريبة من هذا الممر، والمناطق القريبة كذلك من الممر المائي الذي أنشىء مؤخرا بدعم وتمويل أمريكي.<br />
وفي رفح أقصى جنوب القطاع، استمرت عملية التوغل البرية لجيش الاحتلال بوتيرتها العالية، وشهدت المناطق الغربية من المدينة قصفا عنيفا من الطيران الحربي.وأفاد السكان بأن جيش الاحتلال بدأ بحرق العديد من المنازل في حي تل السلطان، على غرار ما فعل بصالة المسافرين في معبر رفح البري.جاء ذلك في وقت واصل فيه هجماته ضد وسط وشرق المدينة، وهما مناطق دمر جيش الاحتلال أجزاء كبيرة منها.واستهدفت الغارات الجديدة، إضافة إلى الأحياء الشرقية، مخيم الشابورة، فيما تشير المعلومات الواردة من المدينة إلى توسيع الهجمات لتطال المناطق الشمالية القريبة من حدود مدينة خان يونس، وهي مناطق لا يزال يقيم فيها عدد قليل من السكان، من الذين تركوا منازلهم في الأحياء الشرقية ووسط وغرب المدينة.واستشهد رجل متأثرا بجراحه جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط بوابة صلاح الدين، منذ بداية اجتياح لمدينة رفح، حيث كان يعاني من إصابته الخطيرة.ووفق المعلومات فإن قوات جيش الاحتلال دفعت بأعداد كبيرة من قواتها العسكرية خلال اليومين الماضيين إلى مناطق الاشتباكات مع نشطاء المقاومة الفلسطينية في المدينة.ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي، تأكيده أنه منذ 40 يوما تقوم الفرقة 162 بعملية التوغل البري في رفح، وأنها تمكنت حتى الآن من السيطرة العملياتية الكاملة على مساحة كبيرة من المدينة.وكان جيش الاحتلال قد زعم أنه يسيطر حاليا على حوالي 70 % من مدينة رفح، وأنه بذلك سيستكمل في غضون أسابيع قليلة عمليته العسكرية هناك.وحسب قوله فإن القتال في المدينة يتركز في أحياء تل السلطان والجزء الشرقي من حي الشابورة.وذكرت الهيئة بأن الجيش الإسرائيلي «يقدّر نهاية العملية برفح في غضون أسابيع قليلة وينتظر تعليمات من المستوى السياسي، ما إذا كان سيبقى في المنطقة، أو ينسحب ويعود عند الضرورة، كل ذلك وفقًا للتقييمات والاعتبارات العملياتية».وبما يدلل على زيف رواية الاحتلال بوجود «هدنة تكتيكية» تمتد من معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود الشرقية لمدينة رفح، حتى شارع صلاح الدين لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعانون ويلات الحرب والحصار، استشهد 9 مواطنين ليل الإثنين، في قصف من الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف تجمعا شرق مدينة رفح.وحسب مصادر فلسطينية، فإن الشهداء كانوا ضمن شبان يشاركون في تأمين وحماية شاحنات تقل مساعدات كانت تتجه من مدينة رفح إلى مناطق أخرى في القطاع، لتوزيعها على المحتاجين.وقد كان اثنان من المواطنين استشهدا فيما جرح آخرون في قصف لقوات استهدف مدينة رفح، كان من بينهم رجل استشهد في عملية قصف نفذتها مسيّرة إسرائيلية استهدفت منزلا في حي تل السلطان، فيما استشهد مواطن وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة خربة العدس شمالي المدينة.وفي هذا الوقت تتعمق أزمة الجوع في القطاع، بسبب شح المساعدات التي تدخل إلى القطاع، منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال معبر رفح الفاصل عن مصر، والذي كانت تمر منه يوميا عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات والأدوية.والمعبر مغلق منذ أكثر من 40 يوما، ولا يزال الاحتلال يحرم عشرات آلاف المرضى والمصابين من السفر للعلاج بالخارج.في الموازاة، يدور الحديث حول أن هناك أكثر من 1400 شاحنة محملة بالإمدادات الأساسية والخضراوات والأطعمة مثل البصل والأرز والموز والقهوة محتجزة حالياً في معبر كرم أبو سالم.وبما يؤكد ذلك، قال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري، إن تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة «لا يزال معوقا بسبب التحديات اللوجستية».
غزة..فلسطين : مجازر أشدها دموية في النصيرات… وحرق منازل في رفح!!
18.06.2024