أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
غزة..فلسطين : الأحياء في غزة يستأنسون بالأموات.. المنازل ومراكز الإيواء تتحول إلى مقابر للشهداء!!
26.06.2024

أجبرت الحرب الدامية التي تشنها قوات جيش الاحتلال ضد قطاع غزة، والتي تشارف على دخول شهرها التاسع، السكان على تبديل الكثير من العادات السابقة، وكان من أبرزها قبول النوم بين مقابر الأموات.وفي هذا الوقت لم تعد هناك رهبة كما كان في السابق، تحول دون أن يكون مكان نوم سكان غزة بين القبور أو على مقربة منها، فباتت قبور الشهداء متواجدة في باحات المنازل ومراكز الإيواء، وحتى في الشوارع، فيما اضطر سكان كثر خلال الاجتياحات العسكرية للنوم بين الجثث، سواء في المشافي التي لجأوا إليها هربا من التوغل، أو داخل المنازل.وبسبب الحرب، لم يعد مكان دفن الموتى في قطاع غزة، يتواجد فقط في ذلك المكان المخصص لهذا الأمر، والذي غالبا ما يكون بينه وبين أماكن السكن مسافة ليست بالقريبة، بسبب عادات قديمة متوارثة، جعلت من السكان يخشون السكن قرب المقابر، إذ أصبح السكان حاليا أكثر قابلية بسبب ظروف الحرب، وعدم وجود أماكن في المقابر لدفن الشهداء ومن يقضون بفعل القهر والمرض، لدفن أحبائهم في باحات المنازل، أو على مقربة من سكنهم.بسبب كثرة أعداد الشهداء، وامتلاء المقابر وعدم القدرة على الوصول إلى تلك القريبة من الحدود، بات أمر مشاهدة القبور في الشوارع أو الساحات العامة، أو داخل المنازل وعلى مقربة من الركام، أمرا معتادا بين السكان وبسبب كثرة أعداد الشهداء، وامتلاء المقابر وعدم القدرة على الوصول إلى تلك القريبة من الحدود، بات أمر مشاهدة القبور في الشوارع أو الساحات العامة، أو داخل المنازل وعلى مقربة من الركام، أمرا معتادا بين السكان، حتى إن من بينهم من أصر على دفن ضحاياه على مقربة من سكنه، أو في المكان الذي ينام فيه.مناطق شمال قطاع غزة كانت أول الأماكن التي اضطر سكانها لدفن شهدائهم إما في الشوارع أو في المنازل، فهناك تجد القبور بين المكان الذي يفصل شقي الطريق، وفي تلك المناطق لا يعرف القبر إلا من حجر وضع عند “الشاهد”، أو من لافتة كتبت بخط اليد عند مقدمته.وقد أظهرت لقطات مصورة رجيلين شمال غزة، وهما يحفران قبرا وسط الطريق، لدفن جثمان أحد أفراد العائلة.وفي كثير من الأوقات اضطرت الجهات المختصة وفرق الإسعاف والانفاذ إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية.
*ينام بجوار قبور أسرته
وكان لافتا مؤخرا تجدد قصة السكن بين الضحايا، بعدما جرى تداول صورة وتعليق على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لرجل كتب لصديقه ماذا فعل بعائلته التي قضت في غارة إسرائيلية.فكتب هذا الرجل معلقا على صورة لأحد باحات المنزل الذي تعرض للتدمير أيضا، وفيها عدد من القبور، “محمد يا صاحبي كيف حالك؟ هايني (ها أنا) دفنتهم في الدار كلهم، زوجتي وأولادي كلهم وأبويا وأمي وأخويا وأختي، وهذا مكاني بنام طول الليل جنبهم لحالي”.وظهر إلى جانب قبور الشهداء، مرتبة وضعت على الأرض، وقد خصصها هذا الرجل لنومه، إذ لم يتوفر له مكان آخر للإقامة بعد تدمير المنزل، وبسبب قلة أماكن السكن الأخرى سواء عند الجيران الذين يعانون نفس معاناته أو من الأقارب.وتعود هذه القصة لأفراد من عائلة “صافي”.ويقول إبراهيم النجار من مدينة خان يونس جنوب القطاع، إن هناك العديد من العوائل التي اضطرت لدفن شهدائها إما في باحات المنازل أو أمامها، خلال فترة التوغل البري الكبير للمدينة.حوادث استشهاد مواطنين في مناطق حدودية أو في مناطق التوغل، وبقائهم أسابيع طويلة، بلا دفن، وتحلل جثثهم وصعوبة التعرف عليهم، تخلق الكثير من القلق وقد استمر التوغل البري لمدة أربعة أشهر متتالية، منذ بدايات شهر ديسمبر من العام الماضي، إلى بدايات شهر أبريل الماضي، وخلاله جرى محاصرة الكثير من العوائل، قبل إجبارها على النزوح، ومنها من اضطرت لدفن ضحاياها في المنازل وباحات المشافي أيضا.ويشير النجار لـ “القدس العربي”، إلى أن هناك عوائل لم تقم بنقل جثامين شهدائها إلى مقابر المدينة، وأبقتها على مقربة من سكنها، رغم انتشال جثث المقابر الجماعية في مشفى ناصر، ودفنها بعد التعرف عليها في المقابر.وفي حالة أخرى، وضع الأهالي جثث الشهداء وعددهم 11 شهيدا وقد سقطوا فجر الثلاثاء، في غارة استهدفت هذه المدرسة، في قبر جماعي، لعدم توفر أماكن أخرى في مدينة غزة لدفنهم.وقد ظهر أطفال مركز الإيواء، وهم يتفقدون مكان الاستهداف الإسرائيلي، وينظرون إلى ذويهم الكبار الذين كانوا يضعون جثامين الضحايا في القبر لمواراتهم الثرى.ما كان لافتا في القبر الجماعي، أنه حفر على بعد أقل من مترين من الفصول الدراسية، والتي تحولت لغرف لمبيت النازحين، ما يعني أن النوم بين القبور بات أمرا مقبولا بفعل الحرب.ويعلق محمود الجمل على المشهد بالقول إن الحرب خلقت له كغيره الكثيرين هاجسا، حيث يخشى أن يقضي في هجوم لا يجد بعده من يستدل على جثمانه، ويقوم بدفنه.ويشير هذا الرجل لـ “القدس العربي”، إلى أن حوادث استشهاد مواطنين في مناطق حدودية أو في مناطق التوغل، وبقائهم أسابيع طويلة، بلا دفن، وتحلل جثثهم وصعوبة التعرف عليهم، تخلق لديه القلق، ويشير هذا الرجل إلى أولئك الضحايا الذين سجلوا كمفقودين، ولم يعرف مصيرهم.وفي آخر تحديث بيانات حول المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال منذ بدء الحرب على قطاع غزة، يوم السابع من أكتوبر الماضي، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن هناك 10,000 مفقودٍ في القطاع.!!
*المصدر : القدس العربي


1