أحدث الأخبار
السبت 14 كانون أول/ديسمبر 2024
غزة..فلسطين : مجزرة جديدة.. استشهاد 26 فلسطينيا بقصف إسرائيلي لمنازل بمخيم النصيرات والأوضاع الإنسانية في غزة كارثية!!
12.12.2024

تقرير : استُشهد 26 فلسطينيا وأصيب أكثر من 50 الخميس، بقصف جوي إسرائيلي استهدف منازل مواطنين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة الذي يشهد إبادة إسرائيلية منذ 14 شهرا.وأفادت إدارة مستشفى العودة في بيان بوصول “جثامين 11 شهيدا فلسطينيا بينهم 7 أطفال، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل بمخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى”.وبحسب شهود عيان استهدفت طائرة حربية إسرائيلية منزلا بمخيم النصيرات، ما أسفر عن تدميره وإلحاق أضرار جسيمة في المنازل المجاورة وسقوط شهداء ومصابين.وأكد الشهود أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض وسط دمار كبير في المنطقة.وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي إنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.وتتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير جدا، في جميع مناطق قطاع غزة، حيث وصلت إلى “مستويات كارثية وغير مسبوقة”، في ظل استمرار “جريمة الإبادة الجماعية” التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد القطاع، بما في ذلك استخدام سلاح تجويع المدنيين وتعطيشهم، لإجبارهم على الإخلاء قسراً من مناطقهم وأحيائهم السكنية تحت التهديد، خصوصاً في مناطق الشمال.وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، في تقرير جديد أصدره، أن المدنيين نزحوا من مناطق الشمال، بعد أن تُركوا بلا طعام أو دواء، يواجهون الموت دون مستشفيات تعالجهم، لا سيما مع تعمد قصفها واقتحامها المتكرر لإفراغها من المرضى والطواقم الطبية. وعبر المركز عن خيبة أمله إزاء استمرار “صمت المجتمع الدولي على جرائم دولة الاحتلال، وعدم اتخاذه أي إجراء يوقف عدوانها على المدنيين وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها”.وأكد أنه بالرغم من قرار المحكمة الجنائية الدولية التاريخي، بتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة وإصدار مذكرات اعتقال بحقهم، “إلا أن جرائم القوات الإسرائيلية المحتلة في تصاعد كبير على نحو غير مسبوق، مع إصرار واضح على التدمير المعنوي والمادي للفلسطينيين”.وأكد المركز وفق متابعته الميدانية، أن سكان قطاع غزة يعيشون مزيجاً قاسياً من الخوف والقلق على حياتهم وسط تدهور أوضاعهم الإنسانية المعيشية، لاسيما مع وقف عدد من المنظمات الإنسانية نشاطها الإنساني، وتزايد المؤشرات الدالة على حدوث أزمة جوع غير مسبوقة في جميع مناطق قطاع غزة، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للنازحين وتفاقم ظروفهم المعيشية الصعبة في بيئة الخيام مع دخول موسم الشتاء والبرد القارس.وأوضح أنه بعد تحذير وإعلان خبراء المجاعة المستقلين قبل عدة شهور، أن حملة التجويع المتعمدة والممنهجة ضد المدنيين في قطاع غزة تعد شكلاً من أشكال العنف الإبادي، “لم يحصل أي تحسن يذكر على عمليات الإغاثة وتدفق المساعدات الغذائية للحيلولة دون الوصول إلى المستوى الحالي من أزمة الجوع في جميع مناطق قطاع غزة”، وأكد أن القوات المحتلة لا تزال تحاصر وتجوع المدنيين في شمال قطاع غزة، لا سميا خلال عملياتها العسكرية المستمرة في محافظة شمال قطاع غزة التي تهدف لإخلاء سكانها قسراً وتنفيذ “تطهير عرقي” رغم كل التحذيرات الدولية.وأشار إلى أنه وثق شهادات قاسية تظهر أوضاع السكان المحاصرين في تلك المناطق، دفعت معظمهم إلى النزوح تحت تهديد القتل والجوع، لافتا إلى أنه وفي تحدٍ لكل النداءات الدولية “يتم تشديد الحصار على المدنيين في وسط وجنوب القطاع، ومنع إدخال أصناف الغذاء والدواء بالقدر الكافي، لضمان بقائهم على قيد الحياة”.وقال إنه خلال الأسابيع الماضية، شهدت مناطق وسط وجنوب غزة أزمة خانقة ناتجة عن عدم توفر دقيق القمح ووصول أسعاره لمستويات قياسية، ما أدى إلى توقف عمل المخابز لعدة أيام، ومع تلف الكميات المتوفرة اضطر عدد كبير من السكان استخدام دقيق فاسد لتأمين حاجتهم الأساسية من الخبز، لافتا إلى أن غلاء أسعار دقيق الخبز أجبر آلاف المدنيين على الوقوف لساعات طويلة أمام المخابز الرئيسية قبل توقفها عن العمل للحصول على كمية محدودة منه، وفي سبيل ذلك فقد عددا منهم حياتهم خلال التزاحم للحصول على الخبز كان آخرهم 3 سيدات.وأوضح المركز أنه مع بداية موسم الأمطار والمنخفضات الجوية الباردة، يعاني أكثر من 1.9 مليون شخص يعيشون في مراكز الإيواء المؤقتة ظروفاً قاسية، منهم نحو نصف مليون نازحين في مناطق معرضة لخطر الفيضانات، وهم بحاجة ماسّة إلى المأوى الآمن.وقدم المركز شهادات لنازحين يعانون من ويلات الحرب، ونقل عن السيدة سعدية عاطف سويلم (40 عاماً) وهي نازحين في منطقة مواصي خان يونس، قولها “نزحت مع أطفالي الثلاثة عدة مرات خلال عام من الحرب وذلك بدون زوجي الذي سافر قبل اندلاعها”، وأضافت “مع عدم وجود مصدر دخل تحملت مع أطفالي الكثير من الصعاب في الحصول على المأكل والمشرب وحتى العيش داخل خيمة مهترئة”، وتابعت “مع دخول موسم الشتاء الحالي، عانيت مع أطفالي من عدم توفر ملابس تلائم الأجواء الباردة، وكوننا نعيش في خيمة قريبة من شاطئ البحر عملت على تمكينها بما توفر لي من إمكانيات إلا أن الخيمة طارت مع أول رياح للمنخفض الجوي”.وتحدثت عن غرق ملابسهم وفراشهم بعدما غمرتهم مياه البحر والأمطار الغزيرة، وقالت “حالياً لجأت لخيمة إحدى شقيقاتي بعدما فقدت المأوى”، وختمت شهادتها تقول “أتمنى أن تنتهي الحرب فأوضاعنا المعيشية أصبحت لا تحتمل، وبصعوبة أوفر لأطفال قوت يومهم مع غلاء دقيق الخبز”.وأبرز المركز الحقوقي التقارير الدولية التي أكدت أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة يشهد انهياراً تاماً، حيث يعاني جميع السكان من الفقر بمستويات قياسية، سببه انخفاض الناتج المحلي الاجمالي بنحو 85% وهو الأعلى تاريخياً في الأرض الفلسطينية المحتلة، لاسيما مع تجاوز التضخم كل المعدلات بـنسبة 250%، وارتفاع كبير في نسبة البطالة إلى 80%، لافتا إلى أن استمرار الوضع الحالي يضاعف أعباء السكان الناتجة عن ارتفاع أسعار المتوفر من السلع لمستويات قياسية.وأكد أن التفاقم غير المسبوق للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، يعد “نتيجة طبيعة لسياسة الإفلات من العقاب التي تحظى بها دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونتيجة لازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي معها كدولة احتلال من خلال التغاضي عن الجريمة الأخطر التي ترتكبها بشكل فاضح بما لا يدع للشك مكان بكونها إبادة ًجماعيةً مكتملة الأركان”.ودعا المركز المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية بالضغط على إسرائيل لإنهاء “جريمة الإبادة الجماعية“، وطالب كذلك المقرر الخاص المعني بالغذاء إلى إعلان قطاع غزة “منطقة منكوبة” يعاني معظم سكانها من أزمة جوع غير مسبوقة، وشدد على ضرورة قيام مؤسسات الأمم المتحدة كافة بذل جهد جاد وفعال لضمان توفير المساعدات الغذائية والدوائية، وإلى التعاون في تنفيذ أوامر إلقاء القبض على بنيامين نتنياهو ويواف غالانت، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب باعتقال مرتكبي الجرائم من ضباط وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي.


1