
أكد الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء، أن قدرات إيران العسكرية “خط أحمر” في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي التي تعقد جولة جديدة منها السبت.وقال الناطق باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني، الذي أوردت كلامه هيئة البث الإيرانية: “الأمن والدفاع الوطني والقوة العسكرية هي من الخطوط الحمر لجمهورية إيران الإسلامية لا يمكن مناقشتها في أي ظروف”..من ناحية اخرى يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موسكو هذا الأسبوع لمناقشة مجريات المفاوضات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة التي استضافتها سلطنة عُمان، قبل جولة جديدة من المحادثات مع الأمريكيين السبت.وأجرى عراقجي السبت محادثات مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوساطة عُمانية في مسقط، وهو أعلى تمثيل للجانبين في مثل هذه المفاوضات منذ انهيار الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عقب سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلاده أحاديا منه في 2018 أثناء ولايته الأولى.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الإثنين إن عراقجي سيزور موسكو “نهاية الأسبوع”، مضيفا أن الزيارة “مخطط لها مسبقا” لكنها ستكون “فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط”.من جانبها نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي نظيره عراقجي في موسكو. وقالت ماريا زاخاروفا “ننتظر وصول زملاء إيرانيين، ومن المقرر إجراء محادثات مع سيرغي لافروف واجتماعات مع مسؤولين روس”.ووصفت إيران والولايات المتحدة اللتان لا علاقات ديبلوماسية بينهما منذ العام 1980 مناقشات السبت بأنها “بنّاءة”، علما أنها جرت بعد أسابيع من توجيه ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى التفاوض مع التهديد باللجوء إلى عمل عسكري في حال رفض طهران.وأجرت روسيا، الحليف الوثيق لإيران، والصين مناقشات مع طهران في الأسابيع الأخيرة بشأن برنامجها النووي. ورحبت موسكو بالمحادثات الإيرانية الأمريكية، وحثت على إيجاد حل دبلوماسي، محذرة من أن المواجهة العسكرية ستكون “كارثة عالمية”.وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية مساء الإثنين أنّ الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتّحدة ستعقد السبت في مسقط، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قوله إنّه “بعد مشاورات تقرّر عقد الجولة المقبلة من المحادثات في العاصمة العُمانية في 19 أبريل/ نيسان”، علما بأنّ وزيري الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب والإيطالي أنتونيو تاياني صرّحا في وقت سابق أنّ هذه الجولة الثانية ستُعقد في روما.وقال تاياني، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام إيطالية “وردنا طلب من الأطراف المعنية التي تؤدّي عُمان بينها دور الوسيط وكان ردنا بالإيجاب”.“ وبحسب بقائي فإنّ الجولة المقبلة ستكون غير مباشرة كذلك وبوساطة عُمانية، مضيفا أن المحادثات المباشرة “غير فعالة” و”غير مجدية”.وفي تصريح سابق، قال المتحدث إن الجولة المقبلة ستركز فقط على “المسألة النووية ورفع العقوبات”، وإن إيران “لن تجري أي محادثات مع الجانب الأمريكي بشأن أي مسألة أخرى”.ومساء الأحد، أفادت إرنا بأنّ نفوذ طهران الإقليمي وقدراتها الصاروخية كانا من بين “خطوطها الحمر” في المحادثات.وفي العام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من اتفاق 2015 وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران التي ظلت ملتزمة بالاتفاق لمدة عام بعدها، قبل أن تبدأ في التراجع عن التزاماتها بموجبه.وبعد عودته إلى البيت الأبيض، دعا ترامب إيران إلى التفاوض على نص جديد، مع تلويحه بـ”قصف” إيران في حال فشل المسار الدبلوماسي معها.وقال ترامب الإثنين “سأحلّ هذه القضية”، مشيرا إلى أن “الأمر سهل للغاية”. من ناحية اخرى وكان ترامب انسحب في 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما، معتبرا أنه “أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه” مع إيران.وبعدما أكد بقائي أن إيران ستستضيف هذا الأسبوع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، أوردت “إرنا” أنه من المقرر أن يصل إلى العاصمة الإيرانية الأربعاء.!!ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية أن غروسي “سيصل إلى طهران مساء الأربعاء ويلتقي بوزير الخارجية الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية” محمد إسلامي.وفي منشور على “إكس” أكد غروسي أن “استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمرٌ ضروري في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية”.وكانت آخر زيارة لغروسي إلى إيران في نوفمبر/ تشرين الثاني حين أجرى محادثات مع كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.وفي أحدث تقرير فصلي نشرته في فبراير/ شباط، قدرت الوكالة أن إيران تمتلك 274,8 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3,67% التي حددها اتفاق 2015. وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90% المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.وأشارت الوكالة إلى أن إيران هي البلد الوحيد غير الحائز على السلاح النووي الذي يخصّب اليورانيوم بهذه المستويات مع الاستمرار في تكديس مخزون كبير من المواد الانشطارية.وتنفي إيران باستمرار أن تكون تسعى لامتلاك السلاح النووي.
