تواجه ولاية النيل الأبيض في السودان ضغوطا إنسانية متزايدة جراء تدفق أعداد كبيرة من النازحين، في وقت تتجاوز فيه الاحتياجات القدرات المتاحة من غذاء ودواء ومأوى، وفق ما أكدته مفوضة العون الإنساني بالولاية الدكتورة لمياء عبد الله.وقالت عبد الله إن الولاية تستضيف بالفعل أكثر من 92 ألف نازح، إلى جانب وجود 10 معسكرات للاجئين، ما يجعلها من أكثر الولايات تأثرا بالحركة السكانية الناتجة عن الصراع، خاصة مع استمرار تدفق الوافدين من مناطق القتال.وأوضحت أن النازحين القادمين من منطقة هجليج بلغ عددهم 333 أسرة، تضم نحو 1667 فردا، مشيرة إلى أن الاحتياجات الأساسية لهؤلاء تشمل الغذاء والدواء ومواد الإيواء، في ظل موارد محدودة لا تكفي لتغطية الطلب المتزايد.وأضافت أن الولاية تستقبل يوميا ما يقارب 80 أسرة نازحة، لافتة إلى توقع وصول أكثر من 1550 أسرة إضافية خلال الفترة القريبة، وهو ما يضاعف الضغط على البنية الخدمية والإنسانية في المناطق المستضيفة.وأشارت المسؤولة السودانية إلى أن الجهود الحكومية والمنظمات الوطنية والمفوضية الاتحادية تبذل محاولات للتغطية قدر الإمكان، لكنها أقرت بأن الاستجابة الحالية لا تزال دون مستوى الحاجة الفعلية مع استمرار تدفق النازحين.وفي هذا السياق، أبدت عبد الله قلقها من إعلان برنامج الأغذية العالمي عزمه تخفيض الحصص الغذائية بسبب نقص التمويل، محذرة من أن هذه الخطوة ستنعكس مباشرة على المجتمعات المضيفة ومعسكرات اللاجئين القريبة منها.وبيّنت أن نقص الغذاء قد يدفع بعض اللاجئين إلى التوجه نحو المدن، ما يفاقم المشكلات الأمنية والصحية، ويزيد من الضغط على المرافق الطبية والخدمية، مؤكدة أن تأثير ذلك لن يقتصر على اللاجئين وحدهم بل سيمتد إلى المجتمع ككل.الاستجابة الحالية لا تزال دون مستوى الحاجة الفعلية مع استمرار تدفق النازحين.وحول أوضاع الأطفال والرضع، أوضحت عبد الله أن التحديات كبيرة، خاصة مع تسجيل ولادات أثناء النزوح وأخرى داخل المعسكرات، مشيرة إلى رصد حالات من سوء التغذية نتيجة عدم كفاية الغذاء المقدم.وأكدت أن التدخلات الإنسانية قائمة لكنها غير كافية، داعية إلى دعم عاجل لحماية الفئات الأكثر هشاشة، وفي مقدمتها الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والمصابون بالأمراض المزمنة.وعلى مستوى البلاد، قالت مفوضة العون الإنساني إن الضغط الأكبر للنازحين يتركز في الولايات الآمنة المتاخمة لمناطق الصراع، وعلى رأسها ولاية النيل الأبيض، والولاية الشمالية، وولاية نهر النيل، إضافة إلى القضارف بدرجة أقل.وناشدت المسؤولة السودانية المنظمات الدولية والجهات الداعمة تكثيف تدخلها في ولاية النيل الأبيض، مؤكدة أن حجم النزوح المتواصل يفوق الإمكانات الحالية، ويتطلب استجابة إنسانية أوسع وأكثر استدامة.وتتهم السلطات ومنظمات أممية ودولية حقوقية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان من قتل وتعذيب ونهب وسلب وقصف منشآت مدنية ومدارس ومستشفيات.ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.






























