تستمر المشاورات التي تجريها “طالبان” مع مسؤولين سابقين في الحكومة وشيوخ العشائر، في إطار الجهود لتحديد شكل نظام الحكم، وتشكيل حكومة في أفغانستان. وفي وقت هاجم فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، سياسة الغرب التي تسعى لـ”فرض قيم خارجية” على الأفغان، قال الرئيس الأمريكي جون بايدن إنه لا يستطيع ضمان “النتيجة النهائية” لعملية الإجلاء في كابول.وبيّن مسؤول أفغاني أن “طالبان” لا تخطط لاتخاذ أي قرارات بشأن الحكومة المقبلة قبل انسحاب القوات الأمريكية نهاية أغسطس/ آب الجاري من البلاد. ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية عن المسؤول (لم تسمه) قوله إن “طالبان لديها اتفاق مع الولايات المتحدة على أنها لن تتخذ أي خطوة إلا بعد مرور الموعد النهائي لانسحاب القوات (المقرر في 31 أغسطس/ آب)”.وكشف مسؤول في الحركة عن وجود اجتماعات بين قادة “طالبان” ومسؤولين من الحكومة السابقة لتشكيل حكومة جديدة. وأفاد بأن الحركة ستعرض على بعض المسؤولين في النظام السابق تولي مناصب في الحكومة الجديدة، مؤكداً أنه سيكون للنساء دور فيها، حسب قناة “الجزيرة”.كما قال الناطق باسم الحركة، سهيل شاهين، خلال مقابلة مع شبكة التلفزيون العالمية الصينية الحكومية، إن المحادثات جارية لتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف في أفغانستان. وأضاف أن من الممكن الحديث عن حكومة أفغانية لا تقصي أحدا ينضم إليها بعض الشخصيات، وبهذا الصدد تجري المشاورات.وفي موسكو، انتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في موسكو، أمس الجمعة، سياسة الغرب التي تسعى لـ”فرض قيم خارجية” على الأفغان، قائلاً: “يجب وقف هذه الإرادة في بناء الديمقراطية في دول أخرى وفق نماذج خارجية، من دون الأخذ بالخصوصيات التاريخية أو الوطنية أو الدينية، في تجاهل تام للتقاليد التي تحكم حياة شعوب أخرى” . وأضاف: “أعتقد أن هذا هو درس أفغانستان”.وشدد على أن طالبان تسيطر على “كل أراضي (أفغانستان) تقريبا”، معتبراً أن هذا “واقع يجب أخذه في الاعتبار لعدم السماح بانهيار الدولة الأفغانية” .أما ميركل فأعربت عن أسفها من كسب “طالبان” “دعماً أكبر مما أردناه، وسنضطر الآن إلى محاولة التفاوض معها ومحاولة إنقاذ الذين حياتهم في خطر لتمكينهم من مغادرة البلاد، كي نواصل العمل في بعض المجالات في سبيل تنمية أفغانستان، منها مكافحة شلل الأطفال”.وفيما يتعلق بعمليات الإجلاء من مطار كابول، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، إن عدداً من الدول يطلب مزيدا من الوقت لاستكمال عمليات الإجلاء.وكانت الولايات المتحدة التي تتولى بشكل كامل الإشراف على العمليات في المطار، قد حددت في وقت سابق مهلة تنتهي في 31 آب/أغسطس لإنجاز سحب قواتها من أفغانستان، لكن العديد من الدول الأعضاء في الحلف أثار مسألة احتمال تأخر ذلك الموعد بسبب عمليات الإجلاء.ويقول الحلف إن 500 من موظفيه المدنيين، بينهم قرابة 200 أفغاني، لا يزالون يعملون في المطار لإبقائه مفتوحا، بينما تتواصل عمليات الإنقاذ العسكرية.ووفق ستولتنبرغ: “التحدي الكبير يكمن في وضع الناس في تلك الطائرات”. وحض طالبان على عدم منع الرعايا الأجانب والأفغان الساعين للمغادرة من الاقتراب من المطار. وأضاف: “لدينا طائرات أكثر من الناس أو الركاب لأن عملية إيصال الناس، خصوصا الأفغان، إلى المطار وإنجاز إجراءاتهم هو الآن التحدي الكبير جدا”.أما الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقال الجمعة إنه لا يستطيع ضمان “النتيجة النهائية” لعملية الإجلاء في كابول، معتبراً أنها واحدة “من الأصعب في التاريخ”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أجلت 13 ألف شخص من أفغانستان منذ 14 آب/أغسطس. وأكد أن بلاده ستفرض شروطا على طالبان “حتى تنال اعترافنا"!!
«طالبان» تتعهد بحكومة للنساء دور فيها… وبايدن سيفرض شروطا للاعتراف بالحركة!!
21.08.2021