ساد الهدوء في منطقة الشيّاح وعين الرمانة بعد المواجهات التي حصلت في المنطقة على خلفية تظاهرة للثنائي الشيعي دعت لإقالة المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.وفي ظل إقفال عام وحداد، تمّ في الضاحية الجنوبية وبلدة النميرية في الجنوب تشييع القتلى الستة وسط غضب عارم وإطلاق كثيف للرصاص، مع ارتفاع عدد القتلى إلى 7 بوفاة أحد الجرحى متأثراً بإصابته.وفي إطار التداعيات وبالتزامن مع تشييع الضحايا تمّ التداول بصور لحاجز أقامه مسلحون من آل مشيك على طريق عيون السيمان التي تؤدي الى حدث بعلبك حيث عمدوا الى التدقيق في هويات المارة…ولكن بعد أن علم الجيش بالأمر تمّ فض الحاجز قبل وصول الوحدات العسكرية.في هذه الاثناء، عرض رئيس الجمهورية ميشال عون مع وزير الدفاع العميد موريس سليم الأوضاع الأمنية بعد الأحداث التي وقعت في منطقة الطيونة، وتطرّق البحث إلى ضرورة الإسراع في التحقيقات لتحديد المسؤولين ومحاسبة المرتكبين والمحرضين وتوقيفهم بناء على إشارة القضاء المختص.وعرض رئيس الجمهورية مع وزير العدل القاضي هنري خوري ضرورة تفعيل دور مجلس القضاء الأعلى وأفيد بأن الاجتماع تداول في اقتراح لرئيس مجلس النواب نبيه بري لتعيين القاضي البيطار رئيساً لهيئة القضايا في وزارة العدل بما يحفظ كرامته ويبعده عن التحقيق في قضية المرفأ. وقد نفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ما ذكره الإعلامي سيمون أبو فاضل عن اتصال القاضي طارق بيطار برئيس الجمهورية لإعلامه برغبته في التنحّي عن التحقيق، وأكد «أن هذا الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة».أما «نادي قضاة لبنان» فأكد أنه «لا بدّ من تعاضد كل القضاة ووحدتهم حول مجلس القضاء الأعلى ورئيسه، لمنع أي محاولة لتجاوز صلاحيات السلطة القضائية وللتصدي حتماً لأي محاولة للتطاول والاستقواء عليها من خارجها ترمي إلى كف يد المحقق العدلي بأساليب ملتوية».تزامناً شنّ الإعلام المقرّب من الثنائي الشيعي حملة سياسية وإعلامية كبيرة على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعدما اتهم بيان مشترك لحزب الله وحركة أمل مجموعات من القوات اللبنانية بإطلاق النار على التظاهرة السلمية.ووضعت قناة NBN التابعة للرئيس نبيه بري هاشتاغ على شاشتها طيلة النهار يحمل عنوان #شهداء_غدر_القوات بعدما تولّت قناة المنار التابعة لحزب الله مهاجمة القوات على نصبها كميناً «في عين الرمانة للوطن، ففداه أهله برموش عيونهم وفلذات قلوبهم وقربان عظيم».وتعليقاً على هذه الحملة، رفض رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور كل هذه الاتهامات، أما مناصرو القوات فأعادوا نشر صورة جعجع بزي هتلر، وتوجّهوا إلى الثنائي الشيعي بالقول «اعتمدوا يا جماعة …يهودي صهيوني أو هتلري نازي لأن الصفتين ما بيجتمعوا تاريخياً وموضوعياً؟!».وفي المواقف، أعرب رؤساء الحكومات السابقون في بيان عن «صدمتهم البالغة، وأسفهم الشديد، وإدانتهم الكاملة للأحداث المستنكرة في الطيونة». ودعت فرنسا جميع الأطراف في لبنان الجمعة إلى التحلي بالهدوء وحثت الجميع على التركيز على تطبيق الإصلاحات للخروج من أزمة اقتصادية متصاعدة وذلك على لسان آن كلير لوجندر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحافيين، فيما دعت روسيا الساسة اللبنانيين إلى ضبط النفس والعمل البنّاء لاحتواء التصعيد الأخير في البلاد. كما أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، عن أسفها لإطلاق النار على اللبنانيين الذين كانوا يتظاهرون سلميا غربي العاصمة بيروت.
لبنان: تشييع قتلى «الطيونة»… ورئاسة الجمهورية تنفي رغبة المحقق العدلي بالتنحي!!
16.10.2021