أحدث الأخبار
السبت 02 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45522
الصراع في إثيوبيا: دعوات دولية للتهدئة… والحكومة تؤكد مواصلة القتال!!
05.11.2021

اعلنت الحكومة الإثيوبية، الخميس، أنها أوشكت على الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد «جبهة تحرير شعب تيغراي» وتعهدت بمواصلة القتال، في رفض واضح للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، والتي صدر آخرها عن الاتحاد الأوروبي.وقال مكتب اتصالات الحكومة الإثيوبية على فيسبوك بعد تقدم المتمردين نحو العاصمة «هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية، نحن نخوض حربا وجودية». لكن الاتحاد الأوروبي دعا لإجراء حوار وطني شامل والوقف الفوري لإطلاق النار في إثيوبيا.وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم الاتحاد، في بيان، إن المفوضية تحث على «إطلاق حوار وطني شامل في إطار الدستور الإثيوبي، من أجل تعزيز المصالحة الوطنية».وأضاف: «يؤكد الاتحاد مجددا أنه لا يوجد حل عسكري (للصراع) ويدعو جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ وقف إطلاق نار ذي مغزى بأثر فوري والمشاركة بمفاوضات سياسية دون شروط مسبقة».كما جدد البيان الدعوة إلى «الانسحاب الكامل والفوري للقوات الإريترية من الأراضي الإثيوبية».وأفاد بدعم الاتحاد «لجهود الوساطة الإقليمية والاتحاد الأفريقي، بقيادة الرئيس النيجيري السابق، أولوسيجون أوباسانجو، ويثق في أنها ستحقق السلام».وحذر من أن «تفاقم الصراع شمالي إثيوبيا واتساع نطاقه، بعد مرور عام كامل على اندلاعه، أسفر عن أزمة إنسانية».كما أعرب في بيانه عن «قلقه» بشأن التصعيد الأخير للقتال في إقليم أمهرة (شمال) والتقدم العسكري «للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي».وذكر أن «إثيوبيا شريك طويل الأمد للاتحاد الأوروبي ونحن نقف إلى جانب شعبها في دعم السلام والعدالة والازدهار».وتسارعت الجهود الدبلوماسية لتجنب شن هجوم على أديس أبابا، فقد دعا الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني إلى عقد اجتماع لزعماء دول تكتل شرق أفريقيا في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، لبحث الصراع في إثيوبيا.ودعت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى وقف الأعمال القتالية على الفور، وحثت الأطراف على ضبط النفس والعمل على خفض التصعيد والتوتر وحل الخلافات عبر حوار. وأصدر الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، بيانا، الأربعاء جاء فيه أن «القتال يجب أن يتوقف».ودعا الأطراف المتحاربة إلى «وضع السلاح ووقف القتال وإجراء محادثات وإيجاد سبيل لسلام دائم».وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الأربعاء لتقديم مساعيه الحميدة لتهيئة الظروف للحوار حتى يتوقف القتال.وفي إشارة أخرى للقلق سمحت السفارة الأمريكية في أديس أبابا بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد أسرهم بسبب تصاعد الأعمال القتالية في إثيوبيا.جاء ذلك بعدما قالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إنها تشعر بقلق بالغ لتصاعد العنف واتساع نطاق الأعمال القتالية في إثيوبيا، وكررت الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.وبينت السفارة «سمحت وزارة (الخارجية) في الثالث من نوفمبر(تشرين الثاني) بالرحيل الطوعي لموظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين وأفراد الأسر من إثيوبيا بسبب الصراع المسلح والاضطرابات الأهلية والنقص المحتمل في الامدادات».وصادق البرلمان الإثيوبي على تطبيق حالة الطوارئ في عموم البلاد، بعد يومين من إعلان الحكومة لها، نتيجة تقدم قوات «الجبهة الشعبية» في أمهرة، وتهديدها العاصمة.وقال فاسيكا فانتا المتحدث باسم الشرطة أمس الخميس إن الشرطة اعتقلت الكثيرين في أديس أبابا منذ أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ يوم الثلاثاء.وبيّن سكان أن أفرادا ينتمون لعرق التيغراي اعتقلوا، لكن فانتا قال إن الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي.وأضاف «نعتقل فقط من يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الجماعة الإرهابية، ويشمل ذلك الدعم المعنوي والمادي والدعائي».وقال كذلك، إن كثيرين يسجلون سلاحهم لدى مراكز الشرطة في المدينة تنفيذا لتوجيهات الحكومة الصادرة يوم الثلاثاء للسكان بالاستعداد للدفاع عن مناطقهم.وتابع «بعضهم يأتي بقنابل وأسلحة ثقيلة، ونقوم بتسجيلها كذلك».وبدت الشوارع والمتاجر في أديس ابابا، المدينة التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة، مزدحمة كالمعتاد صباح الخميس، لكن بعض السكان قالوا إن هناك شعورا بعدم الارتياح.وقال رجل طلب عدم نشر اسمه «هناك شائعات عن تقدم المتمردين. الناس يتناقشون بشأن الصراع، أغلب الناس يحملون الحكومة مسؤولية ما حدث».وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» أمس إن قوات تيغراي موجودة في بلدة كيميسي بولاية أمهرة على بعد 325 كيلومترا من العاصمة.في المقابل، اتهمت بيليني سيوم المتحدثة باسم أبي، وسائل الإعلام الدولية بالمبالغة في إثارة القلق في تغطيتها للأحداث في إثيوبيا.وقالت على تويتر «ترديد دعاية الإرهابيين باعتبارها الحقيقة من مكتب في أماكن بعيدة منفصلة عن الواقع على الأرض عمل غير أخلاقي بالمرة».والأربعاء، حثت بريطانيا مواطنيها على التفكير في مغادرة إثيوبيا في الوقت الذي ما زالت توجد فيه بدائل تجارية متاحة.وبدأ الصراع قبل عام عندما استولت قوات موالية لـ«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع شمال البلاد، وردا على ذلك أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد، مزيدا من القوات للمنطقة.وهيمنت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي «على الحياة السياسية في إثيوبيا نحو 30 عاما، لكنها فقدت نفوذها عندما تولى أبي السلطة في 2018 بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت سنوات.واتهمت الجبهة أبي بعد ذلك بأنه يحكم البلاد مركزيا على حساب الأقاليم الإثيوبية. وينفي أبي الاتهام.وحسب، رضا، قوات تيغراي وحلفاؤها من أورومو تقدموا كثيرا في الأسبوع الماضي، وتعهد بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا.وتابع «لن نتعمد إطلاق النار على المدنيين ولا نريد إراقة الدماء. نأمل أن تكون العملية سلمية إذا أمكن».وقال محلل إقليمي على تواصل مع أطراف الحرب، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الجبهة ستوقف على الأرجح أي تقدم صوب أديس أبابا حتى تؤمن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة.ويتطلب هذا الاستيلاء على ميله. ووفق رضا، المتمردون يقتربون فعلا من المدينة.!!

1