أحدث الأخبار
الثلاثاء 24 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 45600
تركيا تستأنف التنقيب عن الموارد في البحر المتوسط.. هل تتفجر أزمة جديدة مع اليونان وأوروبا؟!
08.08.2022

من المقرر أن تبدأ سفينة “عبد الحميد خان” التركية، التي اقتنتها أنقرة مؤخراً، التنقيب عن الغاز والبترول في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في أول مهمة تنقيب تركية في البحر المتوسط منذ انسحاب سفينة “أوروتش رئيس”، التي فجرت مهمتها في شرق البحر المتوسط أزمة غير مسبوقة مع اليونان والاتحاد الأوروبي عام 2020، وكادت أن تنزلق الأوضاع في ذلك الوقت إلى مواجهة عسكرية خطيرة مع أطراف مختلفة.وأكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، أن سفينة “عبد الحميد خان” ستنطلق يوم 9 أغسطس/ آب الجاري لإنجاز أعمال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وقال: “سفينة عبد الحميد خان ستنطلق من مرسين لإنجاز أعمال تنقيب (في المتوسط) يوم 9 أغسطس”.وقبل أسابيع قليلة فقط استلمت تركيا سفينة التنقيب الجديدة التي وصفتها بأنها الأهم والأحدث في أسطول التنقيب التركي وواحدة من أهم سفن التنقيب عن الهيدروكربونات (النفط والغاز الطبيعي) من حيث معداتها التقنية وخصائصها الفيزيائية، وأطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم “عبد الحميد خان” وستكون هذه أول مهمة لها.ويبلغ طول السفينة 238 مترا وعرضها 42 مترا ومزودة بنظام أمان مزدوج، وستعمل على تعزيز جهود تركيا في التنقيب عن الهيدروكربونات، كما ستلعب السفينة التي تتمتع بنظام تحديد مواقع الثروات الباطنية، دورا مهمًا في إجراء أبحاث فعالة في المياه الإقليمية التركية، وسيكون على متن السفينة القادرة على الحفر حتى عمق 12 ألفا و200 متر، طاقم مكون من 200 شخص.وحتى الآن لم يعلن بشكل محدد عن المناطق التي ستقوم بها السفينة بالتنقيب وما إن كانت مهمتها سوف تقتصر على المناطق غير المتنازع عليها بين تركيا واليونان أو دول أخرى، أم أنها ستتعمق في مناطق شرق المتوسط ما يشمل المناطق المختلف عليها مع اليونان وإدارة جنوب قبرص، وهو ما قد يهدد بإشعال موجة جديدة من النزاع في شرق البحر المتوسط.وفي عام 2020 بدأت سفينة “أوروتش رئيس” التركية للتنقيب، مهمة واسعة في شرق البحر المتوسط وهو ما فجر أزمة غير مسبوقة بين أنقرة وأثينا، حيث رافق سفينة التنقيب عدد كبير من السفن الحربية التركية والطائرات الحربية وجرت أكثر من عملية احتكاك مع القوات البحرية اليونانية وسط تهديدات متبادلة وتوتر عسكري وسياسي جعل من خطر الصدام العسكري احتمالاً وارداً بقوة في تلك الفترة.كما امتدت الأزمة وتوسعت للتحول إلى أزمة كبيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، الذي وقف إلى جانب اليونان وفرض عقوبات مختلفة على تركيا بسبب ما اعتبر أنها عمليات تنقيب في مناطق تابعة لجنوب قبرص واليونان، حيث يتواصل الخلاف بين البلدين على المناطق الاقتصادية في بحر إيجه وشرق المتوسط.وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي قد ألمح، الشهر الماضي، إلى أن عمليات التنقيب ستجري قرب قبرص التركية، وقال: “الحقوق في شرق المتوسط يتم الدفاع عنها بحزم ضد جميع أنواع الاستفزازات والمحاولات غير القانونية”، مشدداً على أن “أي محاولة لاستبعاد تركيا والقبارصة الأتراك من شرق المتوسط لم ولن تنجح “.والإثنين، استبق الرئيس التركي انطلاق سفينة “عبد الحميد خان” بالقول إن “تركيا لم ولن تسمح بأي إجراء أو أنشطة (تنقيب عن الغاز) في مناطق نفوذها البحرية بشرق المتوسط”.والعام الماضي، اكتشفت تركيا مخزونات غاز طبيعي في البحر الأسود، فيما لا تزال تسعى لمزيد من الاكتشافات في البحر المتوسط الذي شهد اكتشافات واسعة من قبل قبرص واليونان ومصر وإسرائيل، وهو ما دفع أنقرة لزيادة مساعيها للتنقيب هناك، إلا أن الخلافات على الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية مع اليونان وقبرص يهدد بتجدد الأزمة العسكرية والسياسية مع الجانبين بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي سرعان ما يتحول إلى طرف في هذه الأزمة.وفي السنوات الأخيرة، بنت واشترت تركيا أسطولا كبيرا من سفن البحث والتنقيب من الجيل الخامس والسادس وحتى السابع، أبرزها سفن “ياووز” “القانوني” و”أوروتش رئيس” و”الفاتح” وأحدثها “عبد الحميد خان”، وذلك ضمن استراتيجية كبيرة للوصول إلى اكتشافات للطاقة في مياه البحار التي تطل عليها تركيا، التي تعاني مع عجز كبير في أمن الطاقة وتلجأ إلى استيراد معظم احتياجاتها من الخارج، وهو ما يكلف الخزينة التركية قرابة 50 مليار دولار سنوياً، ويتسبب في العجز المتواصل بالميزان التجاري.

1