نفذ الجيش الروسي هجوماً بـ 83 صاروخاً و12 طائرة مسيرة انتحارية في بعض البنيات التحتية، مثل الطاقة والاتصالات ووسائل النقل في أوكرانيا، ويعد هذا الهجوم منعطفاً شبيهاً باليوم الأول من الهجوم، الذي استهدف البنيات العسكرية. وتسارع الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا، لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع، غير أنها تبقى قاصرة أمام التفوق الصاروخي الروسي.ومنذ ضرب أوكرانيا الجسر الضخم في شبه جزيرة القرم، انتظر المراقبون رداً عنيفاً من طرف موسكو، وكان الاعتقاد هو استهداف القوات الأوكرانية المرابطة في حدود التماس في أقاليم الشرق الأربع دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا، إلا أن الضربة استهدفت بعنف كبير البنيات التحتية للبلاد.وتفيد وكالة الأنباء الأوكرانية أن الصواريخ التي وجهتها موسكو إلى أوكرانيا كانت 83 صاروخاً، جرى اعتراض 43 منها، ثم اعتراض تسع طائرات مسيرة انتحارية من أصل 12. لكن هناك شكوكاً حول هذه المعطيات. وكان القصف عنيفاً ضد مدينتين، العاصمة كييف، حيث جرى استهداف مقرات الاستخبارات ومؤسسات الدولة، ثم مدينة لفيف المحاذية لبولندا. وجرى استهداف مدن أخرى معروفة مثل خاركيف وأوديسا وتيرنوبول.وهذه أول مرة، تستهدف فيها موسكو البنيات التحتية مثل الماء والكهرباء والاتصالات ووسائل النقل، وهذا يعني أن الحرب لم تعد بها خطوط حمراء بعد استهداف جسر شبه جزيرة القرم في عملية انتحارية، السبت الماضي.استعملت روسيا في هذا الهجوم صواريخ من نوع إسكندر وكاليبر ، التي يتم قذفها من البر والبحر والجو، ويعتقد أن روسيا قد لجأت إلى المقنبلات مثل تو 160 لتوجيه بعض من هذه الضربات لضمان الدقة في إصابة الهدف، وكذلك جعل الضربات تحدث في ظرف ساعات فقط، من الفجر إلى منتصف النهار. وتفيد وكالة الأنباء الأوكرانية أن وزير الدفاع في حكومة كييف، أولكسيل فيرنيكوف، طالبَ العالم بمدّ بلاده بأنظمة مضادة للصواريخ لإيقاف الاعتداءات الروسية. وسارعت ألمانيا إلى تلبية الطلب من خلال إرسال منظومة دفاع جوي.وتأتي هذه الضربات لتبرز ما كان يتخوف منه الغرب، وهو التفوق الروسي في مجال الصواريخ بمختلف أنواعها، من كروز إلى باليستية إلى فرط صوتية. واستعملت وزارة الدفاع الروسية، في هجوم الإثنين، صواريخ تدخل ضمن عائلة كروز، أي “مجنح” وهو صاروخ كاليبر، ثم صاروخاً باليستياً قصير المدى، وهو إسكندر.ويعود التفوق الروسي الى عدم وجود منظومة ذات فعالية كبيرة لمواجهة هذه الصواريخ، بما فيها منظومة باتريوت الأمريكية التي كشفت عن نقاط ضعف كبيرة في اعتراض الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في حرب اليمن ضد العربية السعودية، وهي صواريخ غير متطورة مقارنة مع الروسية. ولهذا، يتساءل الخبراء العسكريون: كيف يمكن مواجهة الصواريخ فرط صوتية الروسية مثل تسيركون؟ وكانت روسيا قد استخدمت مرتين صاروخاً فرط صوتي لضرب مخازن الأسلحة بالقرب من الحدود الأوكرانية-البولندية في بلدة ديليالتين يوم 19 مارس/آذار الماضي، وكان الصاروخ هو كنجال تم إطلاقه من طائرة ميغ 31. وتسمى الصواريخ التي تتجاوز سرعتها خمسة آلاف كلم بالفرط صوتية، في حين تمتلك روسيا صواريخ فرط صوتية، مثل كينجال، بأكثر من 14 ألف كلم في الساعة، وتسيركون بـ 12 ألف كلم في الساعة، ثم أفانغارد بسرعة تفوق 10 آلاف كلم في الساعة، الذي يجمع بين باليستي وفرط صوتي. ولا توجد حتى الآن أنظمة مضادة للصواريخ قادرة على اعتراض هذه الصواريخ.وبينما كانت الولايات المتحدة تطور حاملات الطائرات التي تعد قواعد عسكرية متنقلة، كان الاتحاد السوفياتي، ثم روسيا، الذي لا يمتلك شواطئ كبيرة للبحار الدافئة، ولا الإمكانيات المالية، تعمل على تطوير صواريخ لتحقيق السبق في الصواريخ فرط صوتية.
هجمات موسكو العنيفة ضد البنى التحتية للمدن الأوكرانية تثير قلق الغرب: ما العمل أمام الصواريخ الروسية؟!
10.10.2022