شنت روسيا “هجوما مكثّف”، أمس الإثنين، على منشآت الطاقة في مختلف أنحاء أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاع الماء والكهرباء عن أجزاء من كييف. وجاءت الهجمات بعد إعلان موسكو في نهاية الأسبوع تعليق مشاركتها في الاتفاقية الدولية لنقل الحبوب الأوكرانية، رداً على هجوم استهدف الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم، نسبته موسكو إلى أوكرانيا بمساعدة المملكة المتحدة.وأشار رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتسشكو عبر “تلغرام”: “جراء الأضرار اللاحقة بمنشأة للطاقة قرب كييف، انقطعت المياه عن 80% من المستهلكين في العاصمة” بعد الضربات الروسية”، مضيفاً أنّ “350 ألف منزل في كييف من دون تيار كهربائي”. وأعلنت القوات المسلّحة الروسية أنها نفّذت “ضربات بأسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى (…) ضدّ القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة الأوكرانية”.وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموتشنكو: “الإرهابيون الروس شنّوا مجدداً هجوماً كثيفاً على منشآت الطاقة في عدد من المناطق. أسقطت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ فيما أصاب البعض الآخر الهدف”.وحسب رئيس الوزراء دينيس شميغال، فإنّ “الصواريخ والطائرات المسيّرة أصابت عشر مناطق، وألحقت أضراراً بـ18 منشأة، معظمها مرتبطة بـ(منظومة) الطاقة”. وقال إنّ “مئات البلدات” محرومة من الكهرباء في سبع مناطق.وبرر ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين، أمس تعليق روسيا لاتفاق الحبوب قائلاً إنه “في ظروف تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الشحن في هذه المناطق فإن تطبيق مثل هذا الاتفاق يصبح ممكناً بالكاد، ويأخذ منحى آخر ليكون أكثر مجازفة وخطورة وغير مضمون”.لكن مشاركين آخرين استمروا في تنفيذ الاتفاق. وقال متحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا إنه تم نقل كميات قياسية بلغت 354 ألفاً و500 طن من المنتجات الزراعية على متن سفن غادرت الموانئ الأوكرانية الإثنين في إطار اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود.وكتب أمير عبد الله، مسؤول الأمم المتحدة المعني بتنسيق البرنامج، على تويتر: “لا يمكن أبداً أن تكون سفن الشحن المدنية هدفاً عسكرياً أو محتجزة رهينة. يجب أن يستمر تدفق الطعام”.وعلى خلاف الرواية الروسية، أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث، الإثنين، أنه لم تكن هناك سفن تبحر في ممر الحبوب في البحر الأسود ليلة 29 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي قالت روسيا إن سفنها تعرضت فيه لهجوم في خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، إن بلاده تنتظر من روسيا إعادة النظر في قرار تعليق “مبادرة إسطنبول لشحن الحبوب”.جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية. ولفت أكار أن مبادرة شحن الحبوب هو نشاط إنساني بحت، يجب فصله عن ظروف الصراع.