حذّر المرشح الرئاسي السابق في الجزائر، عبد القادر بن قرينة، من الاستهتار بحديث شخصيات مغربية حول مواجهة الجزائر عسكريا، معتبرا أن “الأمر جلل والمخاوف حقيقية ولا يمكن الغفلة عنها”، وذلك في رد مباشر على تصريحات رئيس حكومة المغرب السابق عبد الإله بن كيران.تولى بن قرينة وهو رئيس حركة البناء الوطني المشاركة في الحكومة، الرد على كلام بن كيران، وهما شخصيتان تعرفان بعضهما جيدا حيث تتشاركان في الانتماء للتيار الإسلامي المعتدل في الجزائر والمغرب، فقد كانت الحركة السياسية لكل منهما شقيقتين وتتبادلان اللقاءات والزيارات في الفترات السابقة، قبل أن تتدهور العلاقات بين البلدين.وقال رئيس حركة البناء في تجمع لحزبه بورقلة في الجنوب الشرقي للجزائر، في تعليقه على كلام بن كيران: “نتعجب من رئيس حزب يدعي أنه إسلامي مغربي يدعو للجهاد ويدعو المغاربة للتجهز للحرب التي سيخوضونها ضد الشعب الجزائري والسيادة الجزائرية والأراضي الجزائرية، مستشهدا بالآية الكريمة “يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون”، ويقول لمناضليه وعموم الشعب المغربي إن عليكم أن تتجهزوا حتى تموتون أو تميتون الشعب الجزائري”.وأبرز بن قرينة مخاطبا مناضليه: “لذلك أقول لكم إن الأمر جدي وليس مزاحا أو تخويفا”، معتبرا أن “تحالف النظام المغربي، يجعلنا نتوقع منهم دائما الغدر”، ووصف غدر الشقيق بأنه “مؤلم أكثر من غدر العدو، والغدر للأسف مسبوق متكرر منهم”. وعقّب المتحدث بضرورة التفريق بين النظام المغربي ونخبه وبين الشعب المغربي، الذي قال بأنهم “أشقاؤنا دمهم من دمنا وعرضهم من عرضنا”.وفي سياق حديثه عن المغرب، اتهم بن قرينة بعض الجزائريين الذين وصفهم بالمأجورين، بالقيام بموجة منسقة للطعن في مؤسسات الدولة والدفاع عن سياسات ملك المغرب، مشيرا إلى أنهم “إما جهال لا يعرفون مآلات الأمور أو خونة”.وشدد المرشح السابق أنه لا يمكن لرئيس الجمهورية ولا الجيش ولا الأمن ولا البرلمان، لوحدهم صد العدوان، داعيا جميع الجزائريين أن يتوحدوا من أجل استقرار البلاد ووحدة شعبها وترابها، داعيا في السياق إلى “تلاحم أوسع بين الشعب وجيشه وبين الجيش ومؤسسات دولته لبناء جدار وطني وحصن ثوابتي والتزام أساسي مع جميع قضايا التحرر العالمية ويحمي مسار الجزائر الجديدة”.وأضاف “قد نختلف مع الأشخاص وقد يخطئون، لكن لا نسمح أبدا في الطعن بمؤسسات الدولة سواء كانت هذه المؤسسات سياسية أو أمنية أو دفاعية أو شعبية لأن الجزائر خيمة قائمة بأعمدتها التي هي مؤسسات دولة متلاحمة”.وكان بن كيران قد أثار جدلا واسعا بتصريحاته التي تحدث فيها عن الجزائر، مستعرضا آيات القتال والجهاد ودعوة المغاربة للتجنيد، وهو ما اعتبره محللون في الجزائر تحريضا مباشرا على الحرب.وتحدث زعيم العدالة والتنمية المغربي، عما اعتبره رفض السلطات الجزائرية سفر المنتخب المغربي إلى الجزائر للمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا للمحليين على متن طائرة للخطوط الملكية المغربية بشكل مباشر.واعتبر رئيس الحكومة المغربية الأسبق أن العدو الحقيقي للجزائريين ليس هو المغرب، وإنما الذين يحبكون المخططات للالتفاف على مطالب شعب الجارة الشرقية، على حد قوله.وتعرف الأوضاع بين الجزائر والمغرب أسوأ حالاتها، بعد قرار قطع العلاقات في أغسطس 2021 الذي أعقبه غلق المجال الجوي بين البلدين، بسبب اتهام الجزائر للمغرب بالقيام بأعمال عدائية ضدها. ومنذ تلك الفترة، توالت الحوادث التي زادت من تعكير الأجواء بين البلدين، وامتد الأمر لما يشبه حربا افتراضية على مواقع التواصل.ورغم بقاء الأزمة بين البلدين في طابعها الدبلوماسي، إلا أن التقارب المغربي الإسرائيلي والتحالف بينهما في مجالات حساسة مثل الدفاع، جعل الجزائر تتوجس وتحذر من أي عدوان على أراضيها، وفق ما سبق لمسؤولين جزائريين التصريح به في مناسبات سابقة.