أحدث الأخبار
السبت 28 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 45605
“إكواس” تأمر بنشر “قوتها الاحتياطية” لاستعادة النظام الدستوري في النيجر!!
11.08.2023

ابوجا (نيجيريا): قرر قادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، الخميس، نشر “القوة الاحتياطية” التابعة للمنظمة لإعادة النظام الدستوري في النيجر “في أقرب وقت”، وفق ما أعلنت المنظمة ورئيس ساحل العاج الحسن واتارا.ولم تحدد “إكواس” في قمتها في أبوجا أي جدول زمني أو عديد العسكريين الذين يشكلون هذه “القوة الاحتياطية”، مع تشديدها أنها لا تزال تأمل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.لكن الحسن واتارا صرح لوكالة فرانس برس عند عودته إلى أبيدجان مساء الخميس أن المنظمة منحت الضوء الأخضر من أجل “بدء العملية في أقرب وقت ممكن”.وأشار إلى أن ساحل العاج ستساهم بـ”كتيبة” من 850 إلى 1100 عنصر، إلى جانب نيجيريا وبنين خصوصا، وأن “دولا أخرى” ستشارك أيضا في قوة التدخل.وشدّد على أن “الانقلابيين يمكنهم أن يقرروا المغادرة صباح الغد ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم”، مردفا “نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى وظيفته”.
من جهتها، أعربت فرنسا مساء الخميس عن “دعمها الكامل لكل القرارات” التي تبنتها المنظمة الإقليمية، وجددت “إدانتها الشديدة لمحاولة الانقلاب الجارية في النيجر، وكذلك احتجاز الرئيس (محمد) بازوم وعائلته”.أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فقال إن الولايات المتحدة تدعم “قيادة وجهود الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا” من أجل “العودة إلى النظام الدستوري”.في ختام قمة “إكواس” شدد رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة على أنه يأمل “في التوصل إلى حل سلمي”، لكنه لم يستبعد استخدام القوة “كملاذ أخير”.علّقت “إكواس” عضوية كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي شهدت جميعها انقلابات مؤخرا، وبالتالي لم تكن ممثلة في قمة أبوجا، كما هو الحال بالنسبة للنيجر.لكن رؤساء أو مندوبين عن أعضاء التكتل الباقين البالغ عددهم 11 حضروا، فيما دعي، أيضاً، رئيسا بوروندي وموريتانيا.لوحت المنظمة باستخدام القوة لأول مرة في 30 تموز/يوليو خلال قمتها السابقة، وأمهلت حينها الانقلابيين سبعة أيام لإعادة الرئيس بازوم تحت طائلة التدخل المسلح. لكن الإنذار لم ينفذ مع انتهاء المهلة الأحد.وأظهر الانقلابيون مذاك تمنعا إزاء محاولات “إيكواس” للتفاوض على حلّ.في الأثناء، شكل الانقلابيون في النيجر حكومة قبيل القمة الحاسمة، وسيتولى رئيس الوزراء الجديد علي الأمين زين، وهو مدني، رئاسة الحكومة المكونة من 21 مسؤولا فيما سيتسلم جنرالان من المجلس العسكري الحاكم الجديد رئاسة حقيبتي الدفاع والداخلية.ويمثل الإعلان عن تشكيل الحكومة ترسيخاً للنظام العسكري منذ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، ويظهر تحديا لقادة “إكواس”.من جهتهما، أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين وحيث تتولى السلطة حكومتان عسكريتان استولتا على السلطة عبر انقلابين، بأن أي تدخل عسكري سيمثّل “إعلان حرب” عليهما.وأثار احتمال التدخل العسكري في النيجر، وهي دولة هشة تصنّف على أنها من بين الأفقر في العالم، الجدل ضمن إكواس وتحذيرات من الجزائر وروسيا.وتجمع في نيامي ظهر الخميس تجمع مئات المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لفرنسا والولايات المتحدة، معتبرين أنهما “عدوتان للنيجر”، قبل أن يتفرقوا في المساء.في ما يتعلق بالرئيس المعزول محمد بازوم (63 عاما)، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه حيال وضعه، مشيرا إلى أنه وعائلته يعيشون وفق التقارير في “ظروف مؤسفة”.وذكرت “سي إن إن” الأربعاء بأن بازوم معزول ولا يأكل غير الأرز والمعكرونة.وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس “لدينا قلق عميق عليه، على أسرته، على أمنه ورفاهيته”.وأضاف “أوضحنا للقادة العسكريين أننا سنحملهم المسؤولية عن سلامته”. تواجه بلدان منطقة الساحل تمرّدا جهاديا اندلع في شمال مالي عام 2012 قبل أن يمتد إلى النيجر وبوركينا فاسو عام 2015 ليثير المخاوف الآن في خليج غينيا.وتواجه النيجر تمرّدا جهاديا مزدوجا في شمال غرب البلاد وجنوبها الشرقي. وقتل آلاف المدنيين وعناصر الشرطة والجنود في مختلف أنحاء البلاد.ساعد انتخاب بازوم عام 2021 النيجر على إقامة علاقات وثيقة مع فرنسا والولايات المتحدة اللتين تملكان قواعد رئيسية وتنشران جنودا في البلاد.وسحبت فرنسا العام الماضي قواتها من مالي وبوركينا فاسو بعدما اختلفت مع قائديهما العسكريين، لتعيد تركيز استراتيجيتها ضد الجهاديين في النيجر.ويعتبر الانقلابيون في النيجر أن الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا منظمة “تعمل لحساب” فرنسا.واتهموا باريس الأربعاء بانتهاك المجال الجوي للنيجر المغلق بطائرة عسكرية أتت من تشاد وبأنها “حررت إرهابيين”، وهو اتهام نفته فرنسا بشدة.وتوجهت المسؤولة الثانية في الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إلى نيامي، الإثنين، للقاء منفذي الانقلاب، وعقدت اجتماعا لم يشارك فيه الجنرال تياني، كما أنها لم تقابل بازوم.واعترفت المسؤولة بأن المناقشات “كانت شديدة الصراحة وفي بعض الأحيان كانت صعبة للغاية”.

1