أحدث الأخبار
الأحد 29 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 45605
مبالغات ومغالطات : مذيع «الجزيرة» أحمد منصور… جدل بلا حدود!!
27.06.2015

لا تزال قضية اعتقال وإيقاف، ثم إطلاق سراح مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور تثير المزيد من التفاعلات، وتصنع الحدث على عدة مستويات، ومثار متابعات وسائل إعلامية عدة، وهذه المرة من بوابة تصريحاته التي شرع يطلقها منذ غادر السجن، وصلت حد اعتبار موضوعه السبب وراء حدوث أزمة كبرى في ألمانيا لم تعشها منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما حدا بإعلاميين زملاء له ونشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي إلى انتقاد هذه الحالة المتضخمة من الأنا التي دخلت بوابة الغرور، وجعلته يستخدم نفس لغة الذين ينتقدهم في برامجه على غرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. (ألمانيا استوردت ديكتاتورية السيسي… وتوقيفي سبب أزمة سياسية في البلد هي الأكبر في تاريخها… هناك رؤوس عدة ستسقط بسببي، وأقلها وزراء في الحكومة الألمانية)، هي بضعة اقتباسات من التصريحات التي أدلى بها أحمد منصور في برلين ثم في الدوحة لحظة عاد إليها منذ توقيفه، سرعان ما تناقلها نشطاء إعلاميون على شبكات التواصل الاجتماعي وانتقدوها بشدة. وعاب إعلاميون ما أدلى به منصور حينما أطلق تلك التصريحات التي وصلت حد اعتبار أن ألمانيا تعيش أزمة حقيقية على عدة مستويات بسبب تنفيذها لقرار توقيفه. واعتبر الناشط السوري فنحي بيوض ورئيس تحرير صحيفة «زمان الوصل» الإلكترونية أن «أحمد منصور منذ خروجه من السجن، يصنع صنمه الخاص، الصنم الشبيه بأصنام بعض الحكام العرب في بداياتها، التي تُنحت رويدا رويدا في أذهاننا حتى تتحول إلى آلهة لا تمس، بدأ بإرسال تحية لرئيس الجمهورية التركية عبر الهواء، ثم تحدث عن «انتصاره» الخاص، وليس انتصارنا جميعا كصحافيين، وما يمثله ذلك في تاريخ الصحافة المعاصر، لتكون النتيجة كالتالي: «يجب عليك كصحافي أن ترتبط بعلاقة ايديولوجية برئيس دولة، وكذلك برئيس وزرائها، وأيضا بمحطة كبيرة كالجزيرة حتى تأمن على حياتك في دولة مثل ألمانيا»، في تعزيز واضح لمفهوم الصحافيين الأقوياء والضعفاء». من جانبه انتقد الكاتب والإعلامي القطري عبد العزيز الخاطر تفاعلات تصريحات أحمد منصور والدور الذي أراده لنفسه والدائرة التي أقحم فيها نفسها حيث كتب أنه يستغرب من كل الضجيج الذي أحدثه مذيع الجزيرة والذي تم إيقافه بناء على إجراء شكلي قانوني عادي ينفذه أي موظف لديه مذكرة اعتقال. وتساءل لماذا أراد أن يحول نفسه إلى «بطل وبدا وهو يخاطب الإعلام كأنه يذكرنا بأمجادنا السابقة. واستدل الكاتب بطائفة من تصريحات مقدم برنامج شاهد على العصر والتي تدعم فكرته في فقدان مذيع الجزيرة لناصية القول، مثل: «لقد نزعتُ الخوف من قلبي منذ أن التحقت بهذه المهنة» ونرجو من ألمانيا أن لا تنجر إلى الديكتاتورية « قمت بتغطية جميع الحروب في أفغانستان والبوسنة وغيرها « وهي عباره ممكن أن تحل محل عبارة «قمت بخوض جميع الحروب دفاعا عن الأوطان وعن مكتسباتها التي كانت سائدة في عصر سابق»، « أنا الصحافي الوحيد ربما في التاريخ أو في تاريخ المانيا الذي يتعرض لما تعرضت له». وقال الخاطر أن «أحمد منصور تكلم عن نفسه كبطل… مع أنه لم يعان بعد من الاعتقال سوى التوقيف لساعات، فذكر عدد الكتب التي ألفها، ونسي أنه استخدم منطق الديكتاتور نفسه وهو يهاجم الديكتاتورية «كثرة» الأنا التي استخدمها للتدليل على بطولاته تبرز حقيقة أن الدكتاتورية المزمنة تنتج معارضة على شاكلتها، وهذا هو داء الأمة القاتل، وربما نسي أن حالة الحنق على النظام المصري القائم هي السبب الأصلي في إظهاره بهذه الصورة البطولية، التي أشعرته بالذات المتضخمة».
وأضاف الإعلامي صخر ادريس «أن ألمانيا قد تغادر الاتحاد الأوربي قريبا بسبب هذه الفضيحة التي سببها اعتقال صحافي الجزيرة». وقال ساخرا: «لدينا في إعلامنا الكثير من المقبّلات مثل هذه الوصفات لكن هذه التصريحات أكثرها جرأة». وقال ملهم الحساني في مقال نشره في وسائط اجتماعية عدة إن الكثيرين تعاطفوا مع أحمد منصور وقضيته، «لكن أن يقول بأن توقيفه أحدث أزمة داخل ألمانيا تكاد أن تكون الكبرى في تاريخها، فهذا كثير».وتحدثت وسائل الاعلام مع صحافيين في الجزيرة لاستفسارهم عن تقديرهم لما انتشر في الفضاء الإلكتروني من انتقادات لزميلهم وتعددت الآراء بين من دافع عنه واعتبره بطلا قوميا، وآخرين انتقدوا هذا التوجه الذي استحدثه مقدم «شاهد على العصر» من مبالغات متناسيا أنه كان رقما في حلقة صراع كبير شارك فيها بكونه طرفا مع تيار ضد السلطة الحاكمة والتي انتقدها، لكنه استخدم أساليبها على غرار قوله إن الله سخر الإعلام العالمي لحظة اعتقاله لفضح نظام السيسي، وهو التوجه نفسه الذي انتقد عليه الرجل حينما قال يوما إن الله سخره لإنقاذ مصر.يدافع مذيع الجزيرة أحمد منصور بشدة عما يطاله من انتقادات عديدة تنتشر في كل مكان ليعتبر في رد حرره في صفحته في فيسبوك «أن الله قد وفقني لوضع أسس مدرسة إعلامية في الفضائيات العربية تقوم على تحويل الحوارات التليفزيونية من التسلية إلى المعرفة». وكتب مقدم برنامج «بلا حدود» أن الانتقادات التي تطاله ناتجة عن حسد لما حققه من نجاح.وسبق لأحمد منصور أن أثارت حلقات برامجه جدلا واسعا على غرار مقابلته مع زعيم جبهة النصرة الجولاني، أو الحلقة الساخرة التي استضاف فيها مجموعة من النشطاء، والتي تم وقف إعادة بثها على قناة «الجزيرة» بسبب ما اعتبر تجاوزا لأخلاقيات المهنة من متابعين!!

1