أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1105 106 107 108 109 110 1111135
مربّو الخيول في سوريا يحافظون على السلالة العربية بعناء!!
02.12.2021

تربية الخيول في سوريا عشق قديم متجدد ولا يموت بسبب الأزمات والعراقيل، فمربّو الخيول العربية الأصيلة يزيدون من التحديات في الحفاظ على هذه السلالة التي ذاع صيتها في أنحاء العالم بجمالها وسرعتها، وهم اليوم يواجهون العقوبات الغربية التي عطلت تصدير خيلهم وتمنع استيراد اللقاحات والأدوية.دمشق - يعتبر الجواد العربي الأصيل من أقدم سلالات الخيل في العالم، إذ يعود تاريخ نشأته إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ويتميز بجماله وقوته وشجاعته ووفائه ما جعله محط أنظار العالم قديما وحديثا لاقتنائه وتحسين السلالات الأخرى.
وسوريا واحدة من الدول العربية الرئيسية التي تهتم بتربية الخيول العربية الأصيلة ولعبت دورا أساسيا في تطور الجواد العربي عبر التاريخ، وتنتشر فيها مزارع لتربية الخيول العربية الأصيلة، ويبذل مربّوها جهودا مضاعفة في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد من أجل المحافظة على هذه السلالة من الخيول.والشاب معين جعفر الذي ينحدر من محافظة حمص (وسط سوريا)، وهو من مربّي الخيل، يتحمل حاليا عبئا إضافيا للحفاظ على الخيول العربية الأصيلة التي تمتلكها عائلته خاصة خلال الحرب المستمرة منذ 10 سنوات، ويعمل جاهدا على سلامتها ونقاء سلالتها.
وتضم مزرعة جعفر حاليا 55 حصانا يفخر بامتلاكها، حيث تعرف الخيول العربية بجمالها وطاقة تحمّلها وسرعتها، وهي من أقدم سلالات الخيول في العالم.ويعتني جعفر بالخيول مع إخوته وأبناء عمومته في المزرعة مترامية الأطراف في حمص، حيث يمكن للخيول الركض بحرية ودون قيود.وقال جعفر لوكالة أنباء (شينخوا) خلال وجوده في مزرعة الخيل “لقد حافظنا على الخيل من خلال نقلها من مكان إلى مكان آخر أكثر هدوءا وأمنا خلال سنوات الحرب”، مضيفا أن "هذه المهنة هي شغف لأهلنا وأجدادنا وأردنا أن نتابع المشوار على الرغم من كل الصعوبات".
وأشار الرجل الخمسيني إلى أن العقوبات الغربية وخاصة الأميركية المفروضة على سوريا شكلت عائقا أمام استيراد وتصدير الخيول وتأمين اللقاحات اللازمة لها، مؤكدا أن الدول الغربية بحاجة إلى سلالات الخيول العربية الأصيلة لأن العرب يمتلكون أنسابا أصيلة منها.
وتابع جعفر إن "العقوبات الغربية تركت أثرا سلبيا علينا وعلى مربّي الخيول، إذ نفتقر إلى بعض اللقاحات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف لدرجة أن الحصان يكلفنا حوالي 200 دولار أميركي شهريا. ولقد اضطررنا إلى بيع بعض الخيول لأننا لم نتمكن من توفير الطعام لها لأن سعر العلف باهظ الثمن".
وعلى الرغم من كل ذلك، قال جعفر إن المربين ما زالوا يحبون خيولهم، مضيفا أنه بغض النظر عن المبلغ الذي يتقاضونه مقابل الخيول، فإن الأسعار لا تزال قليلة مقارنة بالقيمة الفعلية للخيل.
وأضاف أن "الخيول ثمينة للغاية بالنسبة إلينا لأننا نعتبرها من أفراد الأسرة، لهذا فهي غالية علينا ونهتم بها ونرعاها".وبين جعفر أن عدد مربي الخيول أصبح أقل مما كان عليه قبل نشوب الأزمة بسبب الحرب التي نشبت في البلاد منذ عشر سنوات، مشيرا إلى أن "سباقات الخيول ظلت مستمرة رغم كل الظروف الصعبة لأنها رياضة أجدادنا وأهلنا وسنستمر بها وندعمها".وقبل نشوب الأزمة كان المربون يصدرون الخيول إلى دول أخرى تريد تربية خيولها من أجل نقاء سلالات الخيول السورية المحلية.وخلال سنوات الحرب تأثرت تربية الخيول العربية الأصيلة، خاصة مع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على مناطق واسعة من البلاد وسرقة الآلاف من السلالات الأصيلة من المزارع الخاصة والعامة في ريف حماة ودمشق وحلب ودير الزور، إضافة إلى قيام الجماعات المسلحة بتهريب أعداد كبيرة جدا من أفضل أنواع الخيول وأكثرها قيمة عبر الحدود، وبيعها بأسعار منخفضة في تركيا والدول المجاورة.
ومن جانبه قال المدير العام لمؤسسة الخيول التجارية لتنظيم مزادات الخيول في سوريا المهندس محمد غياث الشايب إنه خلال السنوات الخمس الأولى من الأزمة فقدت سوريا 3000 حصان، مما أثر على عدد الخيول العربية المسجلة في البلاد.وأضاف أنه "بالتعاون مع السلطات السورية وبدعم من وزارة الزراعة السورية، استطعنا خلال عدة سنوات أن نستعيد قسما من هذه الخيول التي سرقت خاصة بعد دخول الجيش السوري إلى عدة مناطق في محافظات دير الزور ودرعا وريف دمشق".وشم موضوع على أعناق الخيول العربية في سوريا فيه رموز تساعد في التعرف على أصحابها واستعادة المهرّب منهاوقال الشايب إن ما ساعدنا في استعادة بعض الخيول هو الوشم الموضوع على أعناقها والذي يحتوي على رموزها الدولية والتعرف على أصحابها من خلال الكود.وأوضح الشايب أنه "بين عامي 2014 و2020 استطعنا أن نصدر تسعة كتب عن أنساب الخيل وتسجيل ما يصل إلى 5000 جواد عربي أصيل من خلال مطابقة الشعر والدم ونسبها في ألمانيا"، مما ساعد في إعادة عدد الخيول في سوريا إلى وضعها الطبيعي قبل الحرب.وأشار الشايب إلى أن إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجه من يربون الخيول في الوقت الحاضر ارتفاع تكلفة العلف، مما يدفعهم إلى بيع البعض من خيولهم بأسعار أرخص نسبيا.وأضاف أن قلة تصدير الخيول بسبب العقوبات الغربية أثرت على قدرة المربين على العناية الجيدة بها، حيث كانت الصادرات تمنح المربي دخلا جيدا لرعاية الخيول.وأعرب الشايب عن أمله في عودة مسابقات جمال الخيل وعروض التحمل والقدرة في سوريا مع تحسن الوضع.

1