أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1139 140 141 142 143 144 1451135
صانع عود لبناني يقود جيشا من الأوتار "ذات شخصية"!!
03.03.2021

*نزيه الغضبان يحتفظ لكل عود بملف خاص يتضمن ملاحظات حول المواد التي صنع منها وشهادة منشأ لأوتاره.
رأس بعلبك (لبنان) – لأكثر من 40 عاما ظل نزيه الغضبان يصعد السلم الموسيقي درجة بدرجة، مؤسسا جيشا من أوتار العود يربو على 1400 آلة موسيقية متفرعة عما يعرف بملك وسلطان العزف.
والغضبان ابن بلدة رأس بعلبك الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا هو صانع وعازف لآلة العود منذ عام 1976.
ويقدم آلاته مزهوا ويقول إنه يعرف كل قطعة منها “بأحاسيسها وتوزيع نغماتها”. ويحتفظ الغضبان لكل عود بملف خاص يتضمن ملاحظات حول المواد التي صنع منها وشهادة منشأ لأوتاره.
وفي مملكته الخشبية ذات النغمات الأصيلة يقول الغضبان لتلفزيون رويترز “تقريبا صارت بحدود 1400 آلة، والمهم أني أعرفها كلها، وكل عود له ملف عندي محتفظ فيه، مدون ملاحظاتي عليه، إن كانت ملاحظاتي لناحية المواد المصنوع منها أو لناحية صوت العود”.
ويجلس خلف صورة تظهره عازفا على العود مع المطرب الراحل وديع الصافي ويستذكر رحلته مع هذه الآلة التي أصبحت جزءا من حياته قائلا “العود هو رفيق حياتي، رفيق دربي، أستعمله في كل الظروف، بكل المشاعر والأحاسيس التي أمر بها، بالفرح بالحزن، بكل الأوقات، عطول معي العود”.
ومحاطا بتشكيلات متنوعة من الأعواد يشرح الغضبان أسرار إمارته الفنية “أغلب الأعواد مصنوعة يدويا، لا توجد معامل، فقط ورش، وفي هذه الورش يجمعون آلة العود، يعني، في واحد يشتغل الزند والبنجق، واحد يشتغل الطاسة، واحد يشتغل الصدر وآخر بيجمع القطع. أنا أرى إذا الشخص المعلم هو نفسه اشتغل كل هذه المراحل، بيطلع العود عنده شخصية، له كيان شخصي”.
وقد أمضى الغضبان الجزء الأكبر من حياته في صناعة آلات العود يدويا ويرى نفسه مستمرا في القيام بذلك كواحد من مالكي مواردها وخصائصها الصوتية.
وأستاذ الفلسفة المتقاعد يفلسف أيضا حرفة صناعة العود ويمضي بعد تقاعده معظم وقته في ورشته مباشرة أسفل منزله، مرددا أن صناعة العود الأفضل تصبح أكثر دقة إذا قام بها شخص واحد من الألف إلى الياء ويقول “هذا يمنح شخصية أكثر للعود أفضل من أن تنشغل بمشاغل شخص يجمع البنجك وشخص يجمع الصدر، فإذا جمعهما شخص واحد يصبح لدينا عود بنغمات خاصة مميزة”.
ولهذا الغرض فإن الغضبان يعمل على تطبيق التفاصيل وصولا إلى حف العود أي تهذيبه وإكسابه ملمسا ناعما واختيار نوعية الخشب.
والغضبان الذي درس الموسيقى في المعهد الموسيقي الوطني في بيروت شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية لهذه الحرفة، بما في ذلك في بيروت والدوحة وشنغهاي وفرانكفورت.

1