قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن المسيحيين في فلسطين اصبحوا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا أقلية، وهم مطالبون بأن يكونوا ملحا وخميرة لهذه الأرض ومصدر خير وبركة لشعبهم الفلسطيني.جاء ذلك خلال استقبال المطران عطا الله أمس وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية من بلدة الزبابدة في قضاء جنين داخل كنيسة القيامة، حيث ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس والتجول داخل كنيسة القيامة. وقال بيان صادر عن مكتب المطران حنا إنه تحدث مع أعضاء وفد الزبابدة حديثا روحيا فقدم لهم شرحا تفصيليا عن تاريخ هذه الكنيسة وأهميتها التي تعتبر المحج الأول والأساسي لكافة المسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها حيث القبر المقدس.وتابع «كلكم تعرفون بأن القيامة في إيماننا هي ركن اساسي من أركان عقيدتنا».ودعا أبناء رعيته الى التمسك بإيمانهم والتشبث بكنيستهم وكذلك الانتماء الى هذا الوطن الذي هو أرض الميلاد والتجسد والقيامة والبركة والنور.وأضاف «هذه الأرض المقدسة هي أرضنا وهي وطننا ونحن ننتمي إليها بكل جوارحنا فحافظوا على حضوركم وتشبثوا بانتمائكم وكونوا أمناء على التراث الروحي العريق الذي يجب ان نحافظ عليه ونحن ننتمي إليه».وقال إن «المسيحيين في هذه الديار هم قلة في عددهم ولكنهم ليسوا أقلية وهم يفتخرون بانتمائهم لهذه الأرض ولهذا الشعب الذي ننتمي إليه ومن واجبنا ان ندافع عنه وعن قضيته العادلة. لا تتأثروا بالأصوات النشاز التي تحرضكم على الهجرة وهي أصوات مشبوهة تأتي إلينا من أشخاص مشبوهين مأجورين يعملون في إطار أجندات معادية هادفة الى إفراغ بلادنا ومشرقنا من الحضور المسيحي.لا تخافوا إذا ما لاحظتم أنكم قلة في عددكم، فهذه القلة ليست أقلية وهي مطالبة بأن تكون ملحا وخميرة لهذه الأرض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب. تمسكوا بإيمانكم فإيماننا هو الذي يقوينا ويعززنا ويرشدنا الى الطريق القويم ويعطينا الحكمة لاتخاذ القرارات الصائبة وتمسكوا أيضا بانتمائكم لبلدكم ولوطنكم الجميل».كما أعرب المطران عطا الله حنا عن شجبه واستنكاره ورفضه للاقتحامات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون داخل القدس وفي باحات المسجد الاقصى «وذلك بشكل مستفز ومرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا في الأيام الأخيرة».وفي هذا السياق أضاف «إننا كمسيحيين فلسطينيين لا يمكننا ان نقبل بأي شكل من الأشكال أي تعد على المقدسات والأوقاف في المدينة المقدسة، كما نرفض التعدي على مقدساتنا وأوقافنا ورموزنا الدينية المسيحية. هكذا نحن أيضا نرفض الاقتحامات الاستفزازية التي يتعرض لها المسجد الأقصى».ورجح المطران حنا أن السلطات الاحتلالية تسعى لجعل الصراع صراعا دينيا من خلال تكريس ثقافة الكراهية والبغضاء والحقد والعنصرية، وهذه ظاهرة خطيرة لا يمكن القبول بها بأي شكل من الأشكال.وقال أيضا ان قضية القدس ليست صراعا دينيا بل هي صراع يستغل فيه الدين لأغراض سياسية، مشددا على أن ما يحدث في المسجد الأقصى من اقتحامات إنما هو عمل خطير وجب رفضه واستنكاره من قبل كافة أولئك الذين يتحدثون عن العدالة ويدافعون عن حقوق الأنسان في عالمنا». وخلص المطران حنا للقول لوفد الزبابدة «نتمنى ان تكون هنالك مواقف واضحة من الدول العربية الشقيقة ومن المنظمات الأممية والحقوقية، فلا يجوز ان يترك المقدسيون لوحدهم فريسة للمستوطنين الذين يجولون ويصولون داخل البلدة القديمة وهم يتوعدون ويشتمون ويستفزون المقدسيين ويقتحمون مقدساتهم».
القدس : المطران عطا الله حنا المسيحيون في فلسطين قلة عددية لكنهم ليسوا أقلية ومطالبون بأن يكونوا ملحا وخميرة لها ومصدر بركة لشعبها!!
22.07.2021