عمت الاعتصامات والوقفات الشعبية الغاضبة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالتزامن مع اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة “الأونروا” AdCom، التي تواصل جلساتها لليوم الثاني في بيروت، برئاسة لبنان، ومشاركة 28 دولة وهيئة دولية، تناقش خلالها جدول أعمال يتضمن قضايا متعددة ذات صلة بأنشطة وبرامج واستراتيجيات عمل الوكالة والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين، والتحديات التي تواجهها، والأزمة المالية التي تتعرض لها.ووجه المشاركون في الاعتصامات والوقفات الشعبية، رسائل ومذكرات لأعضاء اللجنة تطالبهم فيها “التدقيق بمخاطر ما يمكن أن ينتج من تداعيات إنسانية على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان”.وأعلنت المخيمات الفلسطينية تمسكها بـ”الأونروا” وطالبت بتقديم الدعم المالي لها من أجل الخروج من أزمتها المالية وعجزها في تنفيذ برامجها وخدماتها للاجئين.كما نظم العاملون والموظفون في وكالة “الأونروا” سلسلة اعتصامات غاضبة في كافة مراكز العمل والمدارس ومركز سبلين المهني ومكتب “الأونروا” الرئيسي في بيروت، رفضًا لسياسة التَّعنت التي ينتهجها المفوض العام في إدارة “الأونروا” وتقاعس الدول المانحة في دعمها، وانسجامًا مع التحركات الشعبية داخل الوطن والشتات، وتزامنًا مع اجتماعات اللجنة الاستشارية ومؤتمر الدول المانحة في بيروت.ورفعت خلال الاعتصامات لافتات تؤكد التمسك بوكالة “الأونروا” والقرار 302 والقرار 194 الصادرين عن الأمم المتحدة. وألقيت في الاعتصامات العديد من الكلمات، التي وجهت رسالتين:الرسالة الأولى كانت إلى المفوض العام والإدارة العليا لـ”الأونروا” بضرورة التراجع عن القرارات المجحفة بحق الموظفين، والتراجع عن مشروع الشراكات نيابة عن “الأونروا”.أما الرسالة الثانية فكانت إلى اللجنة الاستشارية والدول المانحة، من أجل زيادة دعمها لـ”الأونروا” والحفاظ على دورها، ورفض مقترح الشراكات مع المنظمات الدولية لتقديم الخدمات نيابة عنها، وضرورة الحفاظ على أرشيف “الأونروا”، وعدم السماح بالتلاعب به تحت أي عنوان.وعلى هامش انعقاد جلسات اللجنة الاستشارية لـ”الأونروا” عقد رئيس الدائرة السياسية لدى منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي، اجتماعا مع نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، واتفقا خلال الاجتماع على “وضع استراتيجية تحرك فلسطيني على كافة المستويات، تبدأ من التحرك السياسي والدبلوماسي الرسمي تجاه الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومع الدول المضيفة والإقليمية وصولاً إلى التحرك الشعبي والإعلامي لحشد الدعم المالي والسياسي لتجديد تفويض وكالة الأونروا، وخلق رأي عام عالمي داعم للحقوق الفلسطينية المشروعة”.وبحث الطرفان خلال اللقاء، التحديات التي تواجه قضية اللاجئين الفلسطينيين، في ظل المساعي الرامية إلى تصفية عمل وكالة أونروا ونقل صلاحياتها إلى وكالات أممية أخرى وللحكومات المضيفة.وأكّد أبو هولي رفض دائرة اللاجئين مسألة تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة نيابة عن وكالة “الأونروا”، و”الذي يحمل في طياته خطراً يمس تفويض عمل الأونروا الممنوح لها بالقرار 302.من جهتها، حذرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) من مخاطر إنسانية ومعيشية حقيقية تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بسبب الظروف المعيشية الصعبة أساساً، وطالبت المؤسسة الحقوقية بتحرك عاجل لإنقاذ حياة اللاجئين وهم على أبواب حصول مجاعة سوف تفتك بما تبقى من بنية مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.كما طالبت (شاهد) في بيان لها، وكالة “الأونروا” بتحمّل مسؤولياتها القانونيّة والأخلاقيّة تجاه اللاجئين والبدء بخطوات استباقيّة لمواجهة هذه الكارثة.
اعتصامات غاضبة تعم المخيمات الفلسطينية في لبنان رفضا لتقليص خدمات “الأونروا”!!
15.06.2022