لا تنحصر أزمة الحرب الروسية الأوكرانية على ارتفاع أسعار القمح والمواد الغذائية وأزمة اللاجئين، لكنها تمتد لتطال فئة الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات الأوكرانية.وبحسب طالب الطب في السنة الرابعة، أحمد أبو تركي أبو سنينة من الخليل، فإن أكثر من 2600 طالب فلسطيني يدرسون في الجامعات الأوكرانية، أصبحوا الآن معلقين ويعيشون “حياة ظلام في ظلام”.وكان أبو تركي الذي كان من ضمن الطلبة الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية التي شارك بها عشرات الطلبة أمام مقر وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله، بدعوة وجهها حراك “طلاب أوكرانيا المتضررين بسبب الحرب”.ويرى أبو تركي أن الجامعات الأوكرانية “تكابر” وتصر على ذلك من خلال اعتماد نظام التعليم الافتراضي “أون لاين”، وذلك على أمل أن تنتهي الحرب سريعا، لكن الوضع يزداد سواء وتطول الفترة التي تعيق تلقي مئات الطلبة لتخصصاتهم العلمية.ويؤكد أبو تركي أن أكثر من 95% من الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في أوكرانيا يتعلمون الطب، وهو ما يجعل خيار التعليم الإلكتروني غير مجدٍ معهم.ويقدم أبو تركي ومن معه من أطباء على مقاعد الدراسة ثلاثة حلول للتعامل مع معاناتهم الحالية، الأول: من خلال النقل الجماعي للطلبة لجامعات عربية أو أوروبية، أما الطلبة الذين درسوا باللغة الروسية فيمكن أن يتم نقلهم لجامعات روسية.ويضيف: “كان الرد شبه الرسمي على هذا الخيار أن المسألة لا تتعلق بالجهات الرسمية الفلسطينية بل ترتبط بالجامعات الأوكرانية وفي دراسة الطلبة الخاصة، هذه ليست مشكلتنا”.أما الخيار الثاني بحسب أبو تركي فيتمثل في التوصية باستيعاب الطلبة في الجامعات الفلسطينية التي تدرس الطب في الضفة الغربية ويبلغ عددها أربع جامعات.ويؤكد أن هذا الخيار تم الرد عليه بالموافقة لكن مع شرط أفقده معنى الموافقة، وهو أن يكون معدل الطلبة أكثر من 90%، كما أنه خيار يدفع إلى خسارة الطلبة سنة دراسية على الأقل وتحديدا الطلبة في السنة الرابعة.أما الخيار الثالث فيتمثل في اعتراف التربية والتعليم العالي بشهادة الطب التي يكون فيها سنة دراسية ضمن التعليم الإلكتروني. (أي الكورس السادس والأخير).ويؤكد أبو تركي أن هذا خيار يبدو مستحيلا لكون السنة الأخير تتطلب ممارسة عملية كثيرة.ويشدد أبو تركي أن الجامعات الأوكرانية تقف ضد الطلبة حيث يشعر هو ورفاقه الطلبة المعتصمين أنهم يقاتلون وحدهم.ويضيف: “الجامعات الأوكرانية ترفض أن تقدم حلول وتقدم المسكنات لنا. ففقداننا يعني بالنسبة لها خسارة اقتصادية كبيرة وفادحة وهو ما يجعل الجامعات تكابر”.ويختم قائلا: “جلسنا مع المسؤولين اليوم من أجل استكشاف الحلول، والحقيقة أننا نواجه مشاكلنا لوحدنا.. نحن نقال وليس هناك أحد يقف معنا”.
2600 طالب فلسطيني كانوا يدرسون في الجامعات الأوكرانية يحتجون: “نحن معلقون ونقاتل وحدنا”!!
26.07.2022