نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا أعدته محررة شؤون الجريمة أمي- كلير مارتن، قالت فيه إن تحقيقات شرطة لندن في مزاعم انتهاكات جنسية ارتكبها مدير متجر هارودز العريق سابقا، محمد الفايد، تشير إلى أن 111 امرأة اتهمت الفايد بممارسة انتهاكات جنسية ضدهن، حيث قالت الشرطة إن أصغر واحدة منهن كانت في عمر الـ13 عاما.
وقامت الشرطة بالتحقيق مع خمسة أشخاص ساعدوا المدير السابق. وكشفت الشرطة أن 90 من الضحايا المزعومات تقدمن إليها باتهامات ضد الملياردير السابق الذي مات في 2023 عن عمر 94 عاما، وهو ما يرفع عدد النساء اللاتي يزعمن أنهن تعرضت لانتهاكات جنسية منه إلى 111 امرأة.
وتتراوح الاتهامات ما بين الهجمات الجنسية إلى الاغتصاب، وحدثت على مدى 37 عاما، ما بين 1977- 2014.
ووصفت المحامية التي عيّنها متجر هارودز حجم الانتهاكات بأنها قد تكون على قاعدة الانتهاكات التي ارتكبها مقدم البرامج المعروف جيمي سافيل. وأكدت شرطة لندن أن أكثر من 150 شخصا اتصلوا بها، بعدما أعادت فتح نداء من أجل المعلومات بعدما فضح فيلم وثائقي رجل الأعمال الذي قُتل ابنه دودي في حادث تحطم سيارة مع الأميرة ديانا.
كما أن فريق التحقيق المعقد (سي أي تي) داخل شرطة العاصمة لندن، فتح تحقيقا مع عدد من الأشخاص المرتبطين بالفايد. ويعمل المحققون على تحديد الأدوار التي ربما لعبها هؤلاء الأفراد في مساعدة وتسهيل جرائم الفايد.
وتعيد الوحدة أيضا النظر في جميع تحقيقاتها السابقة لتحديد ما إن كانت فوتت أي فرص لوقف أو الحد من انتهاكات رجل الأعمال الراحل.
ومن المقرر نشر نتائج المراجعة الداخلية الشهر المقبل. وتقول الصحيفة إن 21 امرأة على الأقل اتصلت بشرطة لندن بتهم منفصلة تتعلق بالإساءة قبل وفاة الفايد. ومع ذلك، لم يتم توجيه اتهام إليه أو محاكمته بعد أن رفضت هيئة الادعاء العام مرتين توجيه اتهامات.
وتقوم هيئة مستقلة لسلوك الشرطة بتقييم الشكاوى المقدمة من امرأتين بشأن تعامل شرطة العاصمة مع التحقيقات في الشكاوى المقدمة ضد رجل الأعمال المصري في عام 2008. وعلى الرغم من أنه لم يواجه أي اتهامات جنائية، فقد رفعت عشرات النساء دعاوى قضائية ضد هارودز بزعم تعرضهن للإساءة.
وأطلق المتجر المعروف في حي نايتسبريدج بوسط لندن، مراجعة داخلية العام الماضي لمعرفة ما إذا كان أي شخص متورطا في أي ادعاءات لا يزال يعمل هناك، ولكن من غير المعروف متى سيتم الانتهاء من هذه المراجعة.
من ناحية أخرى، تؤكد شرطة العاصمة أن تحقيقاتها السابقة بتصرفات الفايد “كانت واسعة النطاق وأجرتها فرق متخصصة سعت للحصول على قرارات اتهام من هيئة النيابة العامة في مناسبتين”.
ومع ذلك، أقرت الشرطة بأن “الاتصال ببعض الضحايا ودعمهم في ذلك الوقت كان من الممكن أن يكون أفضل”.
وقالت الشرطة في بيان يوم الأربعاء: “بينما يعود تاريخ هذه الحالات إلى أكثر من عقد من الزمان، ولا يمكننا تغيير ما حدث في الماضي، فإننا ملتزمون بالفهم والانفتاح بشأن أي أوجه قصور وتحسين استجابتنا للناجين في المستقبل”.
ونقلت الصحيفة عن ستيفن كليمان، من قيادة الجرائم المتخصصة في شرطة العاصمة: “أقدر شجاعة كل ضحية ناجية تقدمت من أجل مشاركة تجاربها، غالبا بعد سنوات من الصمت. ويتعلق هذا التحقيق بإعطاء الناجين صوتا، على الرغم من حقيقة أن محمد الفايد لم يعد على قيد الحياة لمواجهة المحاكمة. ومع ذلك، فإننا نلاحق الآن أي أفراد يشتبه بتورطهم في جرائمه، ونحن ملتزمون بتحقيق العدالة”.
وأضاف: “نحن ندرك أن الأحداث الماضية ربما أثرت على ثقة الجمهور في نهجنا، ونحن عازمون على إعادة بناء هذه الثقة من خلال معالجة هذه الادعاءات بنزاهة وشمولية”.
وفي بيان للإعلام، قال كليمان إن التحقيق سينظر في الدور الذي ربما لعبه الأفراد “في تسهيل أو تمكين جرائم الفايد، وما هي الفرص التي أتيحت لهم لحماية الضحايا من إساءاته المروعة”.
وعيّن متجر هارودز، ديم جاسفيندر سانغيرا، كمدافعة مستقلة لتقديم ومعالجة احتياجات ضحايا الملياردير الراحل. وفي حديثها إلى “بي بي سي” قالت سانغيرا إنها رأت أدلة على أن “مخالب فايد انتشرت على نطاق واسع” أثناء مناقشتها لحجم الإساءة. وقالت: “ربما نتحدث عن شيء على قاعدة جيمي سافيل”.
وبعد وفاة سافيل في عام 2011، تقدم مئات الناجين وتحدثوا عن انتهاكات قام بها مقدم البرامج و”دي جي” الذي استخدم عمله في “بي بي سي” والمستشفيات والسجون والجمعيات الخيرية لإخفاء عمله.
وتعتقد سانغيرا أن انتهاكات الفايد ربما تجاوزت حدود المتجر. وقالت: “إذا نظرت إلى نطاق الانتهاكات فإن هذا لم يحدث في هارودز فقط. لقد سمعت بالفعل من الناجين الذين يقولون إن هذا حدث في مناطق أخرى”.
وقالت إن تلميذة سابقة من مدرسة للأطفال الصم أخبرتها أن الفايد “كانت لديه إمكانية الوصول إلى فتيات صغيرات ضعيفات من تلك المدرسة”. وأضافت: “ما نعرفه هو أن هناك العديد من الأشخاص، وقد قال لي الناجون هذا بالفعل عن الذين كانوا متواطئين في انتهاكات الفايد. وغضوا الطرف، لم يكن هذا ليحدث دون أن يعلم الناس بذلك، وقد استخدم الفايد منصبه من السلطة والنفوذ”.
وقالت المدرسة لـ”بي بي سي” إنه بقدر علمها، فإن الفايد لم تكن لديه إمكانية الوصول إلى المؤسسة، وأنها تتعامل مع حماية الأطفال بجدية كبيرة.
تصل إلى 111 حالة.. شرطة لندن تحقق في مزاعم انتهاكات واغتصاب ضد مدير “هارودز” السابق محمد الفايد!!
28.11.2024