أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41058
صحافة : أتلانتك كاونسل: إغلاق الحدود السوريةـ اللبنانية لم يمنع حزب الله من نقل بقايا مقاتليه من سوريا!!
21.07.2020

نشر موقع “أتلانتك كاونسل” مقالا لليزي بورتر الصحافية التي تقيم في بيروت تقريرا تحت عنوان “وسط الوباء، يدفن حزب الله مقاتليه الذين قتلوا في سوريا” وقالت إن لبنان أغلق في 19 آذار/مارس حدوده بما في ذلك المعبر الحدودي مع سوريا ضمن جهوده لمنع انتشار فيروس كورونا.
وبعد اسبوعين، وفي 2 نيسان/أبريل قامت عائلة حسين السيد حسين بدفن بقاياه في مقبرة بلدة لويزة بجنوب لبنان.
وتقول الكاتبة إن الأحداث هذه تبدو بالنظرة الأولى غير مترابطة. لكن حسين البالغ 18 عاما والمقاتل في حزب الله قتل في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 حيث دعم الحزب نظام الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة التي طالبت برحيله. ورغم الإغلاق الرسمي للحدود إلا أن بقايا حسين وستة آخرين وقائدا قتلوا قبل سبعة أعوام تم إحضارها من سوريا.
وقال مسؤول إعلامي للحزب إن البقايا أعيدت من سوريا قبل بداية الإغلاق العام بسبب كورونا ولكنه لم يقدم تاريخا محددا. وتم الاحتفاء وبشكل واسع بالجثث التي عادت على المواقع الخبرية وفيسبوك المؤدية لحزب الله بعد رفع الإغلاق، بما فيها صورة تظهر ثلاث جثث ملفوفة بقماش أخضر قبل الدفن. وقالت أربعة مصادر بمن فيهم مقاتلا عاد من سوريا في كانون الثاني/يناير إن الحدود لم تغلق أمام حزب الله. وقال مقاتل من حزب الله في بيروت “الحدود مغلقة امامك فقط”. وأكدت المصادر تفاصيل العودة ومعظمها بقايا لمقاتلين قتلوا عام 2013 في معارك بسوريا مع المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، قرب دمشق. وتقدم صورة عن النبش في المناطق التي استعادتها القوات الموالية للأسد وجثث المقاتلين اللبنانيين التي لا تزال مفقودة في سوريا.
وقال أبو علي الذي يدير مجموعة إخبارية مؤيدة لحزب الله على واتساب “هؤلاء الأشخاص استشهدوا منذ سبعة أعوام. وعادوا اليوم لأنهم كانوا مفقودين واختفوا. وانتهت المعركة في سوريا”.
وقال مواطن مؤيد لحزب الله في جنوب لبنان إن “الجيش العربي السوري وحزب الله يبحثان عن الجثث في الغوطة الشرقية وهناك جماعات أوكلت لها المهمة”. وقال: “لا تزال الجثث مفقودة في الغوطة الشرقية وريف حلف وعدد آخر في الصحراء، شرق سوريا، وهم يبحثون عنها. وبعضها تم تبادله في صفقات مع المعارضة المسلحة، وبعضها تم الكشف عنها في مناطق معينة وسؤال السكان المحليين كما حدث في الفترة الأخيرة”.
ولكن عودة الجثث لا تقتصر على بقايا من قتلوا في الماضي، بل وذكرت وسائل إعلامية مقتل عدد من المقاتلين اللبنانيين منذ الإغلاق العام بسبب كوفيد-19 مما يشير لاستمرار مشاركة الحزب والتدريب في سوريا. ومن هؤلاء جاد ياسين صوفان من جنوب لبنان، وأعلن عن وفاته في 10 تموز/يوليو واستعرضت جثته في مزار السيدة زينب، جنوب دمشق قبل إعادتها للبنان. وكان المزار الذي يتدفق عليه الحجاج الشيعة المبرر الذي استند عليه حزب الله للمشاركة في الحرب السورية قبل سبعة اعوام، متعللا بحمايته. ولم تعرف ظروف الوفاة ولا مكانها حيث اكتفى الحزب بالقول إن الشخص مات “وهو يقوم بواجب الجهاد”.
ويعمل حزب الله عسكريا في لبنان وسوريا وأرسل مدربين وقادة إلى المنطقة. وقال الصحافي اللبناني علي الأمين، محرر موقع “الجنوبية” إن الإعلانات الرسمية للوفاة تشير إلى أنها حدثت في سوريا ” النعي الرسمي للمقاومة الإسلامية يتحدث عن “الشهادة للدفاع المقدس وفرسان زينب” و “زينب هو مقام السيدة زينب في دمشق”. وقامت سيارات إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله بنقل بقايا الجثث، وذلك حسب ثلاثة مصادر مقربة من الحزب. وهي نفس الهيئة التي نشرت في حملات مواجهة كوفيد-19 لتطهير الشوارع وإعداد السيارات لنقل المصابين إلى المستشفيات والتوعية الصحية. وقال المحللون إن الوباء منح الأحزاب اللبنانية خاصة حزب الله بالفرصة لإثبات أنها قادرة على تقديم الخدمات، خاصة بعد حملة التظاهرات التي اجتاحت البلاد العام الماضي.
وقدمت المصادر روايات مختلفة عن نقل الجثث من سوريا إلى لبنان، وقال مصدر إن الحزب استخدم المعبر الرئيسي مع سوريا فيما قال آخر أن الحزب يستخدم “طرقا خاصة” بعيدا عن نقاط التفتيش على الحدود. ويفتح المعبر الحدودي مع سوريا يومان في الأسبوع لفتح المجال أمام المواطنين اللبنانيين للعودة إلى لبنان و”لا توجد معلومات” عن عودة جثث تابعة لحزب الله كما يقول جهاز الأمن العام اللبناني الذي يدير المعابر.
وقال مسؤول إعلامي في حزب الله “يتعامل حزب الله مع بقايا المقاتلين الذين سقطوا في المعارك بنفسه ولديه متخصصين في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة للقيام بفحوص الحمض النووي والتأكد من الهويات”. ولم تكن وزارة الصحة اللبنانية قادرة على توفير معلومات عن الشروط والمعايير لإعادة البقايا البشرية عبر الحدود.
وتعلق الكاتبة أن جنازات المقاتلين العائدين والتي نظمها ومولها حزب الله لم تكن متناسقة مع قواعد التباعد الاجتماعي. ففي جنازة بلال حاطوم الذي عادت بقاياه في بداية نيسان/أبريل ظهر مشاركون بالقناع والتزموا بالتباعد الاجتماعي، لكن آخرين اجتمعوا قريبا من كفنه الذي لف بعلم حزب الله الأصفر.