اعتبرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن تعيين الرئيس التونسي قيس سعيد لوزير الداخلية السابق هشام المشيشي رئيساً للوزراء، والذي تم يوم عيد الجمهورية التونسية وبالتزامن مع الذكرى الأولى السنوية لوفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، له ما يبررها، كما أنه حمل مفاجآت كثيرة، فالرجل لا يستجيب لأي من المقترحات التي قدمتها الأطراف التي كان الرئيس قيس سعيد مجبراً على التشاور معها.
وأوضح لوفيغارو أنه إذا فشل المشيشي في تشكيل حكومة، فإننا قد نشهد حلاً للبرلمان من قبل الرئيس قيس سعيد، الذي من الواضح أنه يتحدى البرلمان والأحزاب. فحزبا ‘‘النهضة’’ و‘‘قلب تونس’’، الأكثر تضرراً، أمام احتمالين:
الأول، التجمع لرفض اختيار الرئيس، ولكن سيكون من الصعب عليهما الحصول على الأغلبية، لأن العديد من البرلمانيين ليسوا على استعداد للمخاطرة بحل البرلمان. أما الاحتمال الثاني، فيكمن في تركهما الحكومة تمر وانتظار غرقها في المناخ الاقتصادي والاجتماعي الصعب قبل تقديم مذكرة سحب الثقة منها، كما تنقل الصحيفة عن الباحث السياسي شكري بحرية مدير الدائرة السياسية بمركز الجسور للفكر.
وأشارت لوفيغارو إلى أن البرلمان التونسي خرج من صناديق الاقتراع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بانقسامات كثيرة. كما أن رئيسه راشد الغنوشي زعيم حزب ‘‘النهضة’’ يواجه هو الآخر تصويتاً على سحب الثقة منه يوم الخميس المقبل.
فحركة ‘‘النهضة’’ القوة الأولى في البرلمان، لديها 54 مقعدا فقط من أصل 217. لذا تعد التحالفات ضرورية، وإن كانت كشفت عن هشاشتها، إذ لم يصمد التحالف الذي كان يدعم رئيس الوزراء السابق إلياس الفخفاخ أكثر من خمسة أشهر.
وخلصت لوفيغارو إلى القول إن الرئيس التونسي قيس سعيد باختياره لهشام المشيشي كرئيس للوزراء، فقد عبّر عن قلقه حِيال بطء عملية تشكيل حكومة مستقرة. وعليه، يبدو أن حلّ البرلمان بات حلا ً يقترب منه ساكن قرطاج تدريجياً.
صحافة : لوفيغارو: الرئيس التونسي يتحدى الأحزاب.. وهذه هي الحلول أمام “النهضة” و”قلب تونس”!!
27.07.2020