أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41058
صحافة : بلومبرغ: سكان المناطق الريفية الواقعة بالقرب من السفينة الجانحة يسعدون بقربهم من الحدث!!
29.03.2021

أصبح القرويون الذين يعيشون على ضفتي قناة السويس يألفون تواجد جار جديد غير عادي لهم، وهو سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن” التي جنحت يوم الثلاثاء الماضي، والتي تحمل حاويات قيمة ما بها حوالي مليار دولار، ولا يعرف أحد متى ستبرح مكانها.
وذكرت وكالة “بلومبرغ” للانباء في تقرير لها، أن السفينة شاهقة الارتفاع، تقف مثل “نصب تذكاري للعولمة” تقطعت بها السبل وسط مشهد ريفي مصري نموذجي، حيث تطل على منازل منخفضة الارتفاع مبنية من الطوب الأحمر، وقطعان من الجاموس، وأراضي زراعية خضراء تنتشر بها أشجار النخيل.
ومنذ أن أدى جنوح السفينة إلى توقف أحد أكثر طرق التجارة ازدحاما في العالم، حظى سكان القرى المجاورة لمكان جنوحها “بمقاعد فريدة في الصفوف الأمامية”، لمتابعة حدث تعتبر تداعياته بالغة الاهمية بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وقالت امرأة من السكان المحليين، طلبت أن يطلق عليها اسم فاطمة، وهي من السكان الذين أمضوا حياتهم بالقرب من القناة واعتادوا على سماع أصوات أبواق سفن الشحن: “لم نشهد جنوح أية سفن هنا منذ فترة طويلة للغاية”. وأشارت إلى سفينة “إيفر غيفن” الضخمة وقالت: “لقد نشأت صداقة بيننا وبينها بالفعل”.
واستمتع الصغار الذين يعيشون بالقرب من السفينة الجانحة، بلعبة “الغميضة” ليلا على أضواء كشافات الإضاءة الخاصة بها.
وفي الوقت الذي شهد تسابق الحفارات وقوارب السحب وفرق المهندسين من أجل إعادة تعويم السفينة، استمتع سكان المناطق الريفية النائية الواقعة شمال مدينة السويس بالتمتع برؤية شىء غير مألوف. ففي الوقت الذي قام البعض فيه بالتقاط صور ذاتية (سيلفي) مع وجود السفينة العملاقة كخلفية، أو بالتلويح لطاقم السفينة، انشغل آخرون من أمثال فاطمة بتصور ما تنقله السفينة إلى الأسواق العالمية.
وتضحك فاطمة وتقول بينما تلقى بنظرة تمني إلى السفينة المحملة بآلاف الحاويات ذات اللونين الأزرق والأخضر: “أحتاج إلى غرفة نوم وصالون لمنزلي الجديد؛ وأريدهما على الطراز الفرنسي”.
وقد تأتي السفن التي تبحر في الممر المائي الشهير، من جميع أنحاء العالم، ولكن بالنسبة للسكان المحليين، تعتبر القناة التي يبلغ طولها 120 ميلا، والتي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، والتي تم افتتاحها في عام 1869، “مصدر فخر للمصريين”، بحسب “بلومبرغ”.
وكان الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر، قام بتأميم القناة في عام 1956. وقام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بافتتاح مشروع لتوسعتها في عام 2015 بتكلفة 8 مليارات دولار، بهدف زيادة حركة مرور السفن بها وزيادة إيراداتها.
وبعد هذه المبادرة، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول القناة. حيث تم وضع سياج حولها في عام 2014، حالت دون وصول القرويين إلى حافة القناة. ويقول القرويون إنه لولا ذلك لربما كانوا أقاموا علاقات صداقة مع جيرانهم المؤقتين.
وبالنسبة لأشخاص مثل محمد عوض (39 عاما)، الذي ولد في الإسماعيلية – وهي واحدة من المدن الثلاث المطلة على القناة، إلى جانب بورسعيد – فإن القناة تمثل “طريقة للعيش” بالنسبة للأجيال. وقد نشأ عوض على ممارسة الصيد في القناة مع والده، كما عمل جده على واحدة من الحفارات التي كانت تقوم برفع حطام السفن التي غرقت أثناء الحرب التي خاضتها مصر مع إسرائيل في عام 1973.
وشأنه شأن كل أولئك الذين يعيشون بالقرب من القناة ممن أجرت وكالة “بلومبرغ” مقابلات معهم ، يتذكر عوض الرياح القوية والعاصفة الرملية التي حولت السماء إلى اللون الأصفر وأدت إلى حجب الرؤية، في اليوم الذي جنحت فيه السفينة “إيفر غيفن”.
ونقلت “بلومبرغ” عن هيئة قناة السويس المصرية، القول إن توقف حركة الملاحة فى القناة بسبب جنوح السفينة يتسبب في خسارتها ما يصل إلى 14 مليون دولار يوميا. وكانت القناة حققت في العام الماضي دخلا للحكومة بلغت قيمته 5.6 مليار دولار، أي حوالي 10% من إجمالي إيراداتها.
ويقول عوض: “لقد أصبت بالذعر عندما سمعت لأول مرة عن حادث السفينة… فأنا أعرف مدى أهمية القناة بالنسبة لنا جميعا”.
وتعتبر سفينة الحاويات البنمية الجانحة واحدة من أكبر السفن في العالم حيث يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 مترا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن.
من جانبه، كشف رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، أمس السبت عن أن هناك 321 سفينة تنتظر حاليا في مدخل قناة السويس لحين تعويم السفينة الجانحة.
وأوضح أن سرعة الرياح ليست وحدها المسؤولة عن جنوح السفينة لأنه من المعتاد إبحار السفن في ظل رياح سرعتها أكبر من سرعة الرياح الحالية، حيث عبرت 12 سفينة قبل السفينة الجانحة و30 سفينة من الشمال ، وأكد أن السفينة سبق لها عبور قناة السويس.