نقلت صحيفة واشنطن بوست عن روب لي، وهو محلل في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية، قوله إن الإعلان عن التعبئة الجزئية يعد “أحد أهم وأخطر القرارات السياسية التي اتخذها بوتين على الإطلاق”.ورأى” لي” أن التعبئة الجزئية “ستساعد في منع انهيار القوات الروسية في أوكرانيا، لكن القوات الروسية الجديدة ستفتقر إلى الروح المعنوية والتماسك فيما بينها، ما ينذر بانهيار وشيك”.وفي محاولة من جانبها فيما يبدو لتهدئة الغاضبين والمتخوفين من قرار التعبئة، أكدت الأركان العامة الروسية أن جميع المجندين للخدمة الإلزامية سيتم تسريحهم بعد انتهاء مدد خدمتهم، وأنها لن تلحقهم بالعملية الروسية في أوكرانيا، ولن ترسلهم إلى خارج البلاد.وأكدت أن حملة التجنيد الإلزامية ستجري في المواعيد المحددة حسب التشريعات الروسية وبنظامها الطبيعي، مشيرة إلى أن جميع المجندين سيؤدون خدمتهم على أراضي روسيا.في السياق، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الروسي يواجه “أكبر اختبار لحياته السياسية” بعد إعلانه التعبئة، معتبرة القرار مقياسا لحجم الضرر الذي لحق بالجيش الروسي خلال العملية العسكرية المستمرة منذ سبعة أشهر.وقالت: “تهدف خطة التعبئة لتحذير العواصم الغربية من عزم موسكو على تحقيق النصر بأي شكل من الأشكال، وذلك بعد قرار حظي باستحسان القوميين الروس الذين اتهموا بوتين بالفشل في إدارة الحرب”.ونقلت الصحيفة عن محللين روس أنهم يعلمون جيدا أن التعبئة الكاملة “ليست مخرجا لبوتين لأنها ستخلق استياء حقيقيا”. وأضافوا أن “هذا هو ما دفع بوتين إلى استبدال التعبئة الكاملة بأخرى جزئية”.وما بين تحليلات مختلفة ورؤى متباينة لحقيقة الموقف، تظل هناك وقائع على الأرض وتطورات متلاحقة تتحكم في رسم المشهد وتداعياته، فهناك تهديد روسي باستخدام السلاح النووي جاء متزامنا مع استفتاءات في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، على الانضمام إلى روسيا، وهو ما يعني أن هذه المناطق ربما تصبح جزءا من الأراضي الروسية في غضون أسبوع، ومن ثم يصبح الاعتداء عليها اعتداء على روسيا.ويرى مراقبون أن الرد الروسي على مثل هذا السيناريو يعني انزلاق المعارك واتساع رقعتها مع تدخل فاعل محتمل لحلفاء أوكرانيا، ما يضع العالم أمام حرب عالمية ثالثة، لا يستبعد استخدام السلاح النووي فيها.
صحافة : واشنطن بوست: بوتين يعلن عن أخطر القرارات السياسية التي اتخذها على الإطلاق!!
24.09.2022