أحدث الأخبار
الخميس 21 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41057
صحافة : منظمة حقوقية تكشف عن “استخدام مذهل” للأردن لبيغاسوس لملاحقة الصحافيين والناشطين !!
02.02.2024

نشر موقع الحقوق الرقمية “أكسس ناو” نتائج تحقيق مشترك مع “سيتزن لاب” في مدرسة مانك للشؤون الدولية بجامعة تورنتو، كشف فيه عن استخدام برنامج التجسس بيغاسوس في هجمات ضد 35 شخصاً في الأردن.
وقالت المنظمة، في تقريرها الذي أطلقت عليه “بين الاختراق والمكان الصعب”، إن المحققين وجدوا في وسط التصعيد للقمع والملاحقة للمساحة المدنية والحرية الصحافية والمشاركة السياسية في الأردن، استخداماً “مذهلاً” لبرنامج بيغاسوس من أجل اختراق والتجسس على الصحافيين والناشطين السياسيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
الموقع: في عام 2021 خفضت “سيفكس” ترتيب الأردن بالنسبة لمساحة الحرية من ” ممنوع” إلى “مقموع”، أما “فريدم هاوس” فقد صنف الأردن بأنه “غير حرّ” حسب مؤشر الحريات العالمية، و “حرّ جزئياً” في 2023
ووجد الفحص الجنائي، الذي قامت به وحدة الأمن الإلكتروني في “أكسس ناو” و”سيتزن لاب”، أن بيغاسوس استُخدم ضد 30 ناشطاً، صحافياً، محامياً وعضواً في المجتمع المدني، وقامت منظمة “هيومان رايتس ووتش” ومخبر الأمن في “أمنستي إنترناشونال” ومشروع التحقيقات الاستقصائية عن الجريمة المنظمة والفساد بتحديد خمسة آخرين، بشكل أوصلَ العدد إلى 35 شخصاً، أحدهم كان ضحية سابقة لبرنامج بيغاسوس.
ويرى تقرير الموقع أن الكشف هو بمثابة طرف كرة الجليد، وأن العدد الحقيقي لضحايا بيغاسوس قد يكون أعلى.
وسُجلت أول محاولة لاستخدام البرنامج في الأردن في آذار/مارس 2021، واختراق هاتف الناشطة في مجال حقوق الإنسان هالة عاهد، والتي كشف عنها “أكسس ناو” و”فرونت لاين ديفندرز”.
وفي كانون الثاني/يناير 2022، وفي نيسان/أبريل 2022 ، كشف “سيتزن لاب” و”فرونت لاين ديفندرز” عن خمس حالات لناشطين حقوقيين وصحافيين، بمن فيهم مالك أبو عرابي وأحمد نعيمات وصحافيتان أخريتان. وأرسلت تحذيرات عبْر أبل، في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وقادت الكثيرين في الأردن للطلب من “سيتزن لاب” و”أكسس ناو” لفحص أجهزة الهاتف، والتأكد من أنها ليست مصابة بعدوى بيغاسوس.
وكشف التحقيق أن الهجمات تمتد من 2019 حتى أيلول/سبتمبر 2023، حيث اخترقت هواتف الضحايا، وأكثر من مرة، ببرنامج بيغاسوس، ما يكشف عن حملة ذات طبيعة مستمرة للرقابة. مثلاً، وجد التحقيق أن هاتف هالة عاهد استُهدف مرة أخرى. وكشف التحقيق أن بعض الضحايا رفضوا الكشف عن هويتهم.
وتم تقديم تفاصيل عن عمليات اختراق هواتف 13 ضحية وافقوا على الكشف عن هويتهم. ووجد المخبر التقني لـ “أمنستي” و”هيومان رايتس ووتش” أن هواتف العاملين في مكتب “هيومان رايتس ووتش” في الأردن استهدفت ببرنامج بيغاسوس.
وفي 2 تشرين الأول/أكتوبر، استهدف هاتف أدم كوغل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدون أن ينقر على أي رابط “نقرة صفر”، حيث يستخدم برنامج التجسس مكامن الضعف الموجودة في النظام لاختراق الجهاز، وبدون معرفة من صاحبه. وحدث الهجوم بعد إصدار القسم تقريراً شاجباً للقمع في الأردن.
كما استهدف هاتف هبة زيادين، الباحثة البارزة في سوريا والأردن بالمنظمة نفسها. وفي 29 آب/أغسطس 2023، تلقى كوغل وزيادين من أبل تحذيرات بمخاطر، وأن مهاجمين تدعمهم الدولة يحاولون اختراق هاتفيهما، لكن “هيومان رايتس ووتش” لم تجد أي دليل على محاولات أخرى ناجحة. وكذا منال كشت، الناشطة في المجتمع المدني، حيث استهدفت من برنامج بيغاسوس. وتعمل كشت كمترجمة، وهي مؤسسة منظمة “شابات” المدنية التي تهدف لتقوية المرأة في السياسة.
قال أكسيوس إن المخابرات الأردنية تستخدم البرنامج لمراقبة الجماعات الإرهابية، وكذا المعارضين الناقدين للملك
واستهدف هاتف عمر عطعوط، المحامي والخبير في الدستور والناشط السياسي، والذي يتحدث في قضايا الأردن وفلسطين على منصات التواصل، وهو مؤسس مشارك للجمعية العربية للقانون الدستوري، وعضو في نقابة المحامين في الأردن. وتم اختراق هاتفه حسب فحص ديجيتال سيكوريتي هيلب لاين في “أكسس ناو” و”سيتزن لاب”، في 11 كانون الأول/ديسمبر 2022. إلى جانب خمسة أعضاء في الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات، الذي يقدم خدمات ودعماً لسجناء الضمير واتحادات العمال وصحافيين، وهؤلاء هم هالة عاهد، الكاتبة في مجال حقوق الإنسان، وتعمل مع منظمات حقوقية للدفاع عن المرأة وحرية التعبير والتجمع السلمي في الأردن، ودافعت عن منظمات العمال واتحاد المعلمين، أكبر نقابة في الأردن، التي حلّتها الحكومة عام 2020. واستُهدف جهاز عاهد في 20 شباط/فبراير 2023.
وكذا علاء الحياري، المحامي والناشط السياسي وعضو الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات، والذي اخترق هاتفه في 2 كانون الثاني/يناير. وتم اختراق هاتف جمال جيت، محامي حقوق الإنسان، وعضو الملتقى، وذلك في 26 آذار/مارس 2023. وعاصم العمري محامي حقوق الإنسان، وعضو الملتقى الوطني، حيث تلقى، في 12 آذار/مارس 2020، رسالة نصية على هاتفه تحتوي على رابط مشبوه، لكن التحقيق لم يتأكد من محاولة جرت لاختراقه.
ولؤي عبيدات، المحامي والقاضي السابق، وعضو الملتقى الوطني، ووجد “سيتزن لاب” أن هاتفه أيفون اخترق ثلاث مرات ببرنامج بيغاسوس، في 12 آب/أغسطس 2022 و 25 نيسان/أبريل و11 حزيران/يونيو 2023.
وكشف التحقيق عن تعرّض 16 صحافياً وعاملاً في منظمات إعلامية. ووجد مشروع التحقيق الاستقصائي بالجريمة المنظمة والفساد في الأردن أن الصحافيين استهدفوا أكثر من مرة . وتعرّض هاتف رنا صباغ، المحلّلة في المنظمة، ومؤلفة كتاب مشهور “مراسلون عرب للتحقيق الاستقصائي”، للاختراق من برنامج بيغاسوس. وكذا لارا دعمس، المراسلة للمنظمة، حيث تعرض هاتفها للقرضنة في 18 حزيران/يونيو 2022.
وكان الصحافي الفلسطيني الأمريكي داوود كتاب، والمشارك في الصحافة الأردنية، ضحية لقرصنة بيغاسوس ما بين شباط/فبراير 2022 وأيلول/سبتمبر 2023. ووجد “سيتزن لاب” أن سبع محاولات تمت لاختراق هاتف كتاب، ما بين نيسان/أبريل وآب/أغسطس 2022. وتعرض هشام غرايبة، مدير راديو “حسنى”، حيث اكتشف “سيتزن لاب” تعرض هاتفه لاختراق تسع مرات، ما بين آذار/مارس وآب/أغسطس 2020، وكذا في 2021 و2022 و2023.
وتكشف عملية استهداف الناشطين عن زيادة في وتيرة القمع في الأردن خلال السنوات الأربع الماضية.
وفي عام 2021 خفضت “سيفكس” ترتيب الأردن بالنسبة لمساحة الحرية من ” ممنوع” إلى “مقموع”، أما “فريدم هاوس” فقد صنف الأردن بأنه “غير حرّ” حسب مؤشر الحريات العالمية، و “حرّ جزئياً” في 2023، في تقريره عن الحرية على الإنترنت.
وعلقت صحيفة “الغارديان”، في تقرير أعدّته ستيفاني كيرشغاسر، أن النتائج التي توصل إليها تحقيق “أكسس ناو” و”سيتزن لاب” تظهر الكيفية التي استخدم فيها الأردن برنامج بيغاسوس للقرصنة على هواتف الصحافيين والناشطين والعاملين في منظمات المجتمع المدني، بمن فيهم مواطن أمريكي، وهو كتاب، وفي الفترة ما بين 2019 – 2023.
الموقع: في الكثير من الحالات شعر الأفراد الذين اخترقت هواتفهم بأنها مراقبة من خلال تحذيرات من أبل، وقال الباحثون إن الذين تركوا هواتفهم مغلقة أفشلوا محاولات اختراق الهواتف
وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بين الأردن وإسرائيل وصل إلى مرحلة عالية بسبب الحرب في غزة، حيث اعتبر المسؤولون في الأردن الحملة الانتقامية التي شنّها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بربرية انتقامية”.
لكن ما توصلت إليه منظمة “أكسس ناو” يقترح استخداماً واسعاً للبرنامج و”هجمات مذهلة” ضد الصحافيين والناشطين ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
وتكشف النتائج عن الطريقة التي استمرت فيها دول المنطقة بالتعاون، وبشكل هادئ، مع إسرائيل في المجالات الأمنية والاستخباراتية، حيث تستخدم السلاح التجسسي القوي لقمع وسحق المعارضة.
وفي رد على أسئلة “أكسس ناو”، قالت شركة “أن أس أو”، صانعة البرنامج، إنها ملتزمة بكل القوانين والتنظيمات، وتبيع منتجها فقط لمنظمات استخباراتية موثوقة، وقوات حفظ النظام.
وكان موقع “أكسيوس” قد كشف، في شباط/فبراير 2023، أن شركة “أن أس أو” تتفاوض مع الأردن، ومنحه ترخيصاً لاستخدام بيغاسوس، وبدءاً من نهاية 2020.
وقال أكسيوس إن المخابرات الأردنية تستخدم البرنامج لمراقبة الجماعات الإرهابية، وكذا المعارضين الناقدين للملك عبد الله الثاني. وفي الكثير من الحالات شعر الأفراد الذين اخترقت هواتفهم بأنها مراقبة من خلال تحذيرات من أبل، وقال الباحثون إن الذين تركوا هواتفهم مغلقة، حسب وضع التأمين في أبل، أفشلوا محاولات اختراق الهواتف!!