فرضت المحكمة المركزية في بئر السبع أحكامًا بالسجن الفعلي على خمسة متهمين أُدينوا بخطف قريبتهم ومحاولة قتلها. وقد تراوحت الأحكام بين 15 و17 عامًا لثلاثة منهم، فيما حُكم على الآخرين بالسجن بين 46 و52 شهرًا. كما أُلزم جميع المتهمين بدفع تعويض مالي للضحية.وحظرت المحكمة نشر أي معلومات تعريفية تتعلق بضحية الجريمة، بما في ذلك اسمها ومكان إقامتها وأسماء المتهمين ومكان إقامتهم بسبب القرب العائلي، أو أي معلومات أخرى قد تؤدي إلى التعرف عليها.ووفقًا للائحة الاتهام التي قدّمتها النيابة العامة في الجنوب، فإن "المشتكية (17 عامًا) هي شقيقة اثنين من المتهمين وقريبة للباقين، كانت قد غادرت منزل والديها وانتقلت للعيش مع صديقة في الجنوب، خلافًا لرغبة العائلة. كردّ فعل، أقدم المتهمون على اختطافها، حيث صادروا هاتفها المحمول ونقلوها إلى محمية خربة فورة".وتابعت النيابة في لائحة الاتهام أنه "عند وصولهم إلى المكان، غادر اثنان من أبناء العمومة الموقع، بينما أنزلها الشقيقان من السيارة، وقام أحدهما بدهس وجهها وطعنها عدة مرات في رقبتها، في حين بقي شقيقه الآخر ليتأكد من وفاتها. أغمضت المشتكية عينيها وتظاهرت بالموت، وبعد مغادرة المتهمين، زحفت وهي تنزف حتى وصلت إلى مدخل المحمية، إذ صادفت أحد المارة الذي استدعى طواقم الإنقاذ. نُقلت إلى مستشفى سوروكا، حيث تلقت علاجًا أنقذ حياتها".وأدان قضاة المحكمة المركزية، غيلات شيلو، إيتي برسيلر - غونين، وفاني غيلات كوهين، ثلاثة متهمين (الشقيقين وابن عمّهما الذي كان برفقتهما أثناء الطعن) بتهم: محاولة القتل، والخطف بهدف القتل أو الابتزاز، والتسبب بإصابة خطيرة في ظروف مشددة. أما المتهمان الآخران، فقد أُدينا بتهمة الخطف، ونُسبت إليهما أيضًا تهمة استخدام مركبة لتنفيذ جريمة.وخلال مرافعات النيابة، أكدت المحامية إيرن وايمن - كوريكون من النيابة أن "ما حدث يشكّل اعتداءً خطيرًا على القيم المحمية، نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمثلت في خطف قاصر من عائلتها، واستخدام عنف قاسٍ تخللته الإهانة والتعذيب، إضافة إلى محاولة قتل لم تفشل إلا بالحظ وبفضل براعة المشتكية".وشدّدت على أن "ما حدث يُعبّر عن ظاهرة خطيرة من العنف ضد النساء، يمارَس من قِبل أفراد من عائلاتهن بدافع نظرة متطرفة ومتشددة للنظام الاجتماعي والأسري، حيث لم يكن العنف وسيلةً لتحقيق غاية، بل كان هو الغاية بحد ذاتها".وتبنّت المحكمة موقف النيابة، واعتبرت أن "خطورة الأفعال تتضاعف بسبب الدافع، وهو معاقبة المشتكية لأنها تركت المنزل وعاشت حياة لا تقبلها عائلتها".وأوضحت المحكمة أنه "لا توجد أي قيمة لما يُسمى 'شرف العائلة' في مثل هذه الأفعال، بل هي تعبير عن انعدام الاحترام لحياة الإنسان، وإلغاء لشخصية المشتكية وحريتها، وانفلات من كل القيود".
وأشارت المحكمة إلى أن "السوابق القضائية قررت أن الجرائم العنيفة المرتكبة ضد النساء، والتي تستند إلى أنماط وتصورات مشوّهة تقوم على الإذلال، القمع، والإخضاع على خلفية جندرية، تُعدّ ذات خطورة بالغة، ويجب استنكارها واقتلاعها واستئصالها نهائيًا".وقد صدر الحكم على المتهم الذي طعن المشتكية بالسجن الفعلي 17 عامًا، إضافة إلى السجن مع وقف التنفيذ، وتعويض قدره 50,000 شيكل. أما شقيقه، الذي شجّع على الاعتداء وتأكد من "موتها"، فقد فُرض عليه 16 عامًا من السجن الفعلي، وسجن مع وقف التنفيذ، وتعويض بقيمة 50,000 شيكل.فيما حُكم على ابن العم، الذي كان حاضرًا أثناء الطعن، بالسجن الفعلي لمدة 15 عامًا، وسجن مع وقف التنفيذ، وفرض دفع تعويض بقيمة 50,000 شيكل. أما ابنا العم الآخران، اللذان ساعدا في عملية الخطف، فقد نال أحدهما 46 شهرًا من السجن الفعلي، والآخر 52 شهرًا، إضافة إلى السجن مع وقف التنفيذ، وفرض تعويض قدره 15,000 شيكل على كل منهما.
**تنوية :القضية معروفة للكثيرون من عرب النقب لكننا نتحفظ على نشر الاسماء والمكان بسبب حظر المحكمة نشر الاسماء::