أحدث الأخبار
الاثنين 01 كانون أول/ديسمبر 2025
الفيلم الوثائقي “مع حسن في غزة”.. هكذا كانت حياة الناس قبل الحرب!!
بقلم : الديار ... 01.12.2025

مراكش: لم يكن يدرك المخرج الفلسطيني كمال الجعفري أن رحلته في غزة للبحث عن صديق تزامل معه في سجن النقب الصحراوي والتي وثقها عبر كاميرا صغيرة عام 2001 ستتحول ذات يوم إلى فيلم يؤرخ لحياة البشر قبل حرب محت ملامح القطاع وربما قضت على كثير ممن ظهروا على الشاشة. وعرض الفيلم الوثائقي (مع حسن في غزة) أمس الأحد في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في حضور مخرجه بعد جولة في مهرجانات لوكارنو وتورونتو والدوحة وحصده لجوائز عديدة.
وقال الجعفري: “كنت أصور في عام 2001 لقطات للمدينة والبحر مع أطفال أبرياء، وعدت إلى كولونيا بألمانيا حيث أدرس، ووضعت الكاميرا جانبا ونسيت الموضوع نهائيا”.
وأضاف: “حتى الكاميرا المستعملة في التصوير كانت صغيرة، لدرجة أن طفلة بريئة ظهرت في الشريط تبتسم وتقول ‘لي خذ لي صورة‘، ظنا منها أنها آلة تصوير فوتوغرافية”.
ومع اندلاع الحرب في غزة التي استمرت نحو عامين وحولت معظم القطاع إلى ركام وأودت بحياة الآلاف، عاد الجعفري إلى ما صوره فلم يتذكر أغلب المشاهد التي التقطها لأن هدفه حينها لم يكن صنع فيلم بل البحث عن صديقه عبد الرحيم.
وأوضح الجعفري أن حسن المذكور في عنوان الفيلم هو اسم الدليل الذي رافقه في رحلة البحث عن صديقه القديم، والذي لم يستطيع الوصول إليه في النهاية لكن الرحلة في حد ذاتها كانت ملهمة.
الفيلم يبدو كلوحة نادرة رسمها فنان وتركها وراءه واختفى، لتكشف عن قيمتها الفنية والرمزية الكبيرة مع مرور الزمن إذ سجل الجعفري بكاميرته مشاهد إنسانية عميقة تؤرخ لحياة بسيطة متأرجحة بين السكينة والخوف.
وفي أحد المشاهد يتجاوز الفيلم زمن تصويره ليستشرف المستقبل عبر أفراد أسرة فلسطينية يعرضون شظايا قذيفة سقطت قربهم ويتحدثون عن خوف أطفالهم من النوم ليلا.
ومن هنا يستبق الفيلم الجمهور في التساؤل عن مصير من ظهروا فيه من كهول وشباب ونساء وأطفال بضحكاتهم البريئة وهو يريدون أن تلتقط صور لهم من طرف الجعفري، هل منهم من بقي حيا أم قضوا في الحرب؟
وفي الخلفية، يستعرض الفيلم معالم المدينة متنقلا بين شاطئ البحر، وسوق الخضار والسمك، وصانعي الخبز، والكهول في الشوارع، كما يبرز الكتابات والرسوم على الجدران التي تعكس الصمود وحب الأرض.
وختم الجعفري تعليقه على الفيلم قائلا: “علينا مواصلة عمل الأشياء، مواصلة الكتابة والحلم.. يجب أن نواصل من أجل أن نوجد”.

1