أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
11322 1323 1324 1325 1326 1327 13281345
خاطره : سامر العيادي .. فلسطين

العاطلين عن الحياة : "من يقرا؟ من يكترث اصلا" عنوان جميل لمقال قراته في احدى الصحف , اعجبني , اضحكني وابكاني في ان معا...انا الان غارق بين اكوام من الاوراق والمقالات الملقاة باهمال في وسط الغرفة, وسط هذه الميمعة احاول ان ارتب افكاري . واقرا مقالا يصب في مصلحة مشاريعي البحثية المستقبلية..ها نحن في الوطن العربي الكبير! نعيش من يوم الى اخر, ونكاد نموت ضجرا من واقعنا الذي نعيشه , نتذمر ونشكو حالنا ثم نعود من جديد الى سابق عهدنا , ونحن نرواح اماكننا لا نبرحها , ولا نكاد نغير ما بانفسنا حتى يغير الله حالنا!!. الى متى نسير بخشوع في جنازة الموت البطيء هذه. امن بادرة امل؟ امن شمعة في هذا الظلام المقيت الذي يحاصر حياتنا في الشوارع الموحشة والحواري القذرة والازقة المحتفلة بالمنحرفين والمهمشين من العاطلين عن الحياة. ارغب في نوع اخر من العيش, اتوق الى التحرر من هذا الكابوس المزعج ذلك الدولاب الذي يدور بشكل لا متناه ,وعلى نفس الوتيرة. نحن الشرقيين والعرب تحديدا نبحر في مناكب هذه الارض في كسل وخدر وشكوى مبتذلة من الواقع المرير ونندب سوء الحال ونسب ونشتم الاستعمار ودخان الامبريال(مع ان للاستعمار حظ في خدرنا وموتنا البطيء لكن الحل هو نقيض الكسل والخدر والنوم في العسل) نقتل الوقت في لعب الورق وطق الحنك ,وفي احاديث خرقاء عن الانتخابات ومباريات كرة القدم, وعيون عليا اللاتي قتلننا وطمرن رؤوسنا في التراب والطين, وعن سوء الحال وطلاب المدارس وجرائم اهاليهم الى ما لا نهاية من قاموس الاتهامات الموجهة الى كل شيء يتحرك في العالم ما عدا شخصنا الكريم... اين هو العمل الجاد في هذه الفوضى العارمة من اللاحياة ومن اللاشيء في حياة الانسان العربي؟ , اين هو النظام الصارم والمنهجي المحتفل بتخصيص وقت معين للرياضة والمطالعة والعمل والنوم والصلاة(اذا كانت) واللعب والحب والجد... الا ترى ايها الانسان العربي الباكي الشاكي واللاعن الابدي للدهر المجرم الجحود ان منهجية كهذه تبني الشعوب وتعيد الحياة والبهجة الى شرايين وجودها, او بلسان اخر هكذا تبنى الامم وتضرب جذورها في الارض وتؤسطر حكاياتها وخراريفها( التوراتية)وتحولها الى حقائق في الجغرافية والتاريخ واحيانا سرقتها او اخذها عنوة من شعوب اخرى مستضعفة(العرب). الا يحترم الالماني وقته ويقدسه ولا يكاد يضيع دقيقة هباء! كما نفعل نحن الذين يضيع الواحد منا عمره هباء منثورا تذروه الرياح!. الا يمضي الاوروبي سفرته في القطار والطائرة والحافلة غائصا بين دفتي كتاب. بينما يمضغ العربي الساعات الطويلة في القهقهة وتبادل التفاهات والمكسرات ومراقبة الحسناوات (من المضيفات) امن مخرج من هذا النفق المظلم الذي الت اليه حالنا؟.. هذا المخرج محال بدون بناء نظام حياتي شامل يعتمد على تحديد اهداف سامية للحياة واستغلال الوقت الضائغ في بناء برنامج حياتي متكامل يقدس الوقت وقيمته العظمى في حياة الانسان. ويخطو نحو مجتمع مثقف واع لمخاطر المرحلة الحرجة التي يعيشها الانسان العربي الذي يقبع في ذيل الحضارة الانسانية. هذه الخطوات لا تخلو من نضال طويل في سبيل الحرية وتعزيز قيم الحرية والمساواة وتوفير لقمة العيش, كل هذا لا يلغي ما سبق بل يصب في مصلحة الهدف الاسمى بناء انسان واعد يصبو الى طلب العلم الى الرقي والى الحياة.


1