الرياض ـ انطلقت فرقة “سيرة” النسائية لموسيقى الروك في الرياض من جلسات التدريب السرية في مرآب السيارات، لتبدأ رحلتها الثقافية عبر المملكة. تأسست الفرقة بعد أن التقت “ميش”، “هيا”، و”نورا” عبر تطبيق إنستغرام، حيث تبادلن شغفهن بالموسيقى التي نشأت في ستينيات القرن الماضي. بدأن في كتابة أغان تتناسب مع جيلهن، وبعدها انضمت إليهن “ثينغ” التي التقت بهن في إحدى الحفلات التي كانت تعزف فيها.تحدثت عضوات الفرقة عن رحلتهن في عالم الموسيقى الحديثة في المملكة، واستعرضن كيف جمعهن الشغف بالموسيقى وكيف نشأ بينهن شريان التعاون القوي الذي يتدفق من المسرح إلى الجمهور أثناء العروض.تمزج فرقة “سيرة” بين الفن العربي والموسيقى الغربية، حيث تنصهر الألحان المبهجة والحيوية، وتتنقل بين أنماط “البوب” و”الروك”، مع الحفاظ على الثقافة الشرقية التي تميزهن.وأعربت عضوات الفرقة عن فخرهن بكون الفرقة التي تأسست منذ عامين تمزج بين أنماط موسيقية متنوعة، مشيرات إلى أن هذا المزج أسفر عن أنغام جديدة تحمل لمسة من التراث، مما يضيف بُعدًا خاصًا إلى عالم الموسيقى في المملكة.وقالت نورا: “من المثير جدًا بالنسبة لنا أن نتمكن من تسليط الضوء على هذا النوع من الموسيقى. أعتقد أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول موسيقى الروك. نحن نسعى فقط لتشجيع السعوديات على التعبير عن أنفسهن بالطريقة التي يجدنها مناسبة لشخصيتهن وأسلوبهن.” وأضافت قائلة: “أريد أن تكون الفرقة مصدر إلهام لجيل الشباب للتعبير عن أنفسهم، وأؤكد أنه لا ضرر في أن تتصرف بالطريقة التي تريدها طالما أنك لا تؤذي أحدًا.”وقالت ميش، عازفة الغيتار في الفرقة، التي طلبت الإشارة إليها باسمها الفني مثل بقية عضوات الفرقة: “لم نكن نعلم كيف سيكون رد فعل الناس. نحن نؤمن بقوة بالتعبير عن الذات، ولدهشتنا استقبلونا بأذرع مفتوحة.”وأضافت: “بالأداء في السعودية، أشعر بسعادة كبيرة. يبدو أن الناس مهتمون جدًا ومتحمسون، ولا يزال هذا الأمر فريدًا إلى حد ما.”وفي بلد يشهد تحولًا كبيرًا في إطار خطة “رؤية 2030″، التي تهدف إلى تقليص الاعتماد على النفط من خلال مجموعة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية، تقول الفرقة إنها تلقت دعمًا واسعًا داخل وخارج الدائرة المقربة منها. كما تأمل في أن تكون نموذجًا لأي امرأة سعودية ترغب في متابعة حلمها في عالم الموسيقى.
وقالت هايا، “دعمتني عائلتي وأصدقائي ومجتمعي كثيرًا في مسيرتي الموسيقية ورحلتي كعازفة. في الواقع، هذا الغيتار هو الذي عزفت عليه عندما قدمنا أول عرض لنا في الرابع من مايو 2023. أهدتني والدتي هذا الغيتار عندما كنت في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري.”تدور أغاني فرقة “سيرة” حول التجارب الحياتية لعضواتها الأربع، جميعهن مواطنات سعوديات، يغنين باللهجة السعودية. أما عازفة الطبول “ثينغ”، فهي ترتدي نقابًا أحمر مطرزًا بتطريز تقليدي.وقالت “ثينغ”: “رأيت أن هذا النقاب سيكون رائعًا لأنه يعكس الثقافة والتراث والجذور، وفي الوقت ذاته يمثل مثالًا رائعًا للتعبير عن المزج بين الأصالة والمعاصرة، وهو جزء من هوية أغانينا.”وأضافت: “إلى كل سيدة ترغب في دخول عالم الموسيقى… إذا كان لديك شغف، فقط استمري واصمدي. إذا كانت أهدافك دائمًا أمامك، فبالتأكيد ستتمكنين من تحقيقها.”أوضحت عضوات فرقة “سيرة” أن إصدار الألبوم الأول في الرابع من ديسمبر 2024 ليس مجرد حدث موسيقي، بل هو شهادة على تطور دور المرأة في المشهد الثقافي في المملكة.وتوضح فرقة “سيرة” أنها ليست أول فرقة نسائية في المملكة، فهناك فرقة “ذي أكوليد” التي تأسست عام 2008، لكن لم تكن تعزف موسيقاها في حفلات عامة. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تحولات جذرية في البلاد، حيث أصبح المجال الفني يشهد انفتاحًا واضحًا. ويظهر هذا الانفتاح من خلال حفلات “سيرة” في “ذي ويرهاوس”، وهي مساحة مخصصة لإقامة الحفلات الموسيقية في حي الدرعية بالرياض، حيث رقص عشرات الشباب الذين ارتدوا أزياء غربية على أنغام الموسيقى، وكانت اختياراتهم للأزياء مشابهة لتلك التي تظهر في عروض “البانك” الغربية.وفي عام 2018، حصلت المرأة السعودية على حق قيادة السيارات، كما تم افتتاح دور سينما ومراكز ترفيهية أخرى، وأصبح من غير الضروري ارتداء العباءة السوداء خارج المنزل.!!
فرقة نسائية سعودية تمزج بين الروك والموسيقى التقليدية!!
17.12.2024