المواصي، بقعة من أرض فلسطين تقع جنوب غرب محافظات غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ابتداءً من حدود دير البلح، وحتى الحدود المصرية في الجنوب، وتقدر المساحة الإجمالية للمواصي بحوالي 11 ألف دونم، وتعتبر المواصي واحدة من المناطق الصفراء، أما المساحة المستغلة من شاطىء المواصي الذي يبلغ طوله حوالي 12 كيلومتراً، فهي 40% فقط، وتشتهر المنطقة بأشجارها المثمرة وكثبانها الرملية ، كما انها أرض لصيقة بشاطيء البحر المتوسط الأرض الى الغرب من المدينة، فيها تتجسد معاني المعاناة المتواصلة والمتجددة يوماً تلو الآخر . وتنقسم المواصي لمنطقتين: الأولى، منطقة مواصي رفح والثانية، منطقة مواصي خان يونس، ويتوزع السكان في كل منطقة منهما في ثلاثة تجمعات سكانية، أما التجمعات في مواصي رفح فهي: القرية السويدية، عزبة الشلالفة، عزبة الندى. وأما تجمعات مواصي خان يونس فهي: حي بنى عامر، منطقة تل جنان، مواصي القرارة المعروفة بتل ريدان. وقد سميت المزرعة( ماصية ) نسبة إلى الحفرة التي يعمقونها ليتجمع فيها الماء ثم يسقون منها الخضرة في بداية زرعها: كالبندورة ، والخيار ،والفلفل الحار . و قد كانت منطقة المواصي من أجمل البقاع التي يجد فيها الإنسان متعته حيث الهواء العليل والظل الظليل، والثمار تحيط بك من كل جانب والأرض الذهبية التي يحلو على رملها السمر وكأنك تجلس علي فراش، وأجمل أوقات النزهة في تلك البقاع في موسم صيد (الفر ) الطائر الذي يغزو البلاد من الجزر القابعة في البحر المتوسط في فصل الخريف من كل عام . كما و تعرضت المواصي على مدى سنوات الاحتلال لأبشع أشكال القتل والتدمير لإجبار سكان المنطقة عن الرحيل من أراضيهم لتوسيع المغتصبات الصهيونية، وكانت أحلك هذه المرات في انتفاضة الأقصى المجيدة و عزل المنطقة عن باقي المناطق المجاورة مما شجع قطعان المستوطنين بتنفيذ عمليات حرق وتدمير للبيوت والسيارات والممتلكات الفلسطينية، بالإضافة إلى إطلاق النار العشوائي وتكسير السيارات . سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على منطقة المواصي ادى الى عدم الاهتمام بها بالشكل المطلوب او تنفيذ أي مشاريع خدماتية سواء من وكالة الغوث الدولية او السلطة الوطنية الفلسطينية او حتى مشاريع خاصة من قبل جمعيات و مؤسسات خيرية مما جعل المنطقة تعاني من عدم توفر العديد من الخدمات في مختلف نواحي الحياة الامر الذي دفع ادارة المخيمات ممثلة بالدكتور مازن ابو زيد و اعضاء اللجنة الشعبية للاجئين بزيارة المنطقة و الالتقاء بعدد من المخاتير و وجهاء المنطقة بالإضافة الى لجنة بيسان التابعة للجنة الشعبية للاجئين . افتتح اللقاء الدكتور مازن أبو زيد مدير عام المخيمات بدائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بكلمة عرف من خلالها طبيعة عمل اللجان الشعبية للاجئين الذي يركز بشكل أساسي على الجانب السياسي و التأكيد على حق العودة ناقلا في الوقت ذاته تحيات الدكتور زكريا الاغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين لاهالى المواصى. و تطرق الدكتور ابو زيد الى قضية عدم توفر العديد من الخدمات لسكان المنطقة و الذي يفوق عددهم 5000 نسمة مشددا على ضرورة التواصل مع مختلف الجهات الرسمية و ذات العلاقة للبدء بتنفيذ سلسلة مشاريع خدماتية و خاصة في مجالي الصحة و التعليم . كما ووعد مدير عام المخيمات بالاهتمام بالمنطقة والتواصل مع اهلها ، مؤكدا على ان منطقة المواصي يجب أن تحظى باهتمام خاص و ذلك لحرمانها من تنفيذ أي مشاريع نتيجة سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها في السنوات السابقة و عزلها عن محافظة خان يونس و المناطق المجاورة . و استمع الوفد الزائر و المتمثل برؤساء لجان المناطق المسيرين للجنة الشعبية للاجئين في المحافظة و الأستاذ محمد ابو الريش مدير مخيم خان يونس و عدد من الشخصيات الوطنية و الاعتبارية و ناشطي في المجتمع المحلي، الى ابرز المشاكل التي يعاني منها سكان المنطقة و التي تمحورت في عدم توفر مركز طبي و مدارس كافية إضافة إلى حرمان المنطقة من أي خدمات تقدمها وكالة الغوث كون ان المنطقة يسكن بها عدد كبير من اللاجئين . و قد اعرب الحضور عن سعادتهم باللقاء و الذي اعتبروه من أهم اللقاءات كونه لقاء رسمي من دائرة شؤون اللاجئين للاطلاع على هموم و مشاكل منطقة المواصي مبدين استعدادهم للتعاون مع اللجنة الشعبة للاجئين في كافة الأنشطة و البرامج التي تنفذها اللجنة مثمنين الدور البارز الذي تلعبه دائرة شؤون اللاجئين برئاسة الدكتور زكريا الاغا في الدفاع عن حقوق اللاجئين حتى العودة و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس!!
غزة..فلسطين : المواصي ازمة متفاقمة و معاناة تتجدد !!
02.03.2015