أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
ثور وأسد ولبؤة في حراسة مقبرة إثيوبي عاش 120 عاما وأنجب 40 ولدا وبنتا!!
03.04.2015

أديس أبابا ـ من إبراهيم صالح ـ مقبرة محاطة بتماثيل لثور وأسد ولبؤة توسطهم تمثال رئيسي لمعمر إثيوبي عاش 120 عاما يمتطي فرسا ويحمل بندقية، أصبحت مزارا لأبناء مدينة أسلا التي تبعد 220 كم عن العاصمة أديس أبابا. “بوقا قوجي جاري” مزارع أثيوبي عاش أكثر من 120 عاما في قرية “ابي سرا الكو” جنوب مدينة أسلا بمحافظة ارسي بإقليم الأرومو. تزوج بستة نساء وأنجب 40 من البنين والبنات، وبعد موته أعدت له أسرته مقبرة فريدة من حيث اختيار المكان وطريقة بنائها مما جعل منها مزارا بمدينة أسلا.وربما الغرابة لم تكن في أن صاحب المقبرة أحد المعمرين فحسب، وإنما تولدت من اهتمام أبنائه به بعد وفاته حتى جعلوا من قبره مزارا بل أحد الأماكن الهامة في مدينة أسلا بإقليم الأرومو الإثيوبي.المعتاد أن يدفن الناس في المقبرة العامة ومن ثم يكون الاهتمام ببناء الضريح أو معلم بارز لكن أسرة المعمر “بوقا قوجي جاري” جاءت بعكس المألوف حيث اختارت له أسرته أن يدفن بالقرب من مزرعته التي كان يسكن بها مع أصغر زوجاته “فاطمو قفي جوبا” (45 عاما) .“سوسوبو” (55 عاما) وهو الثالث في ترتيب الأبناء قال إن والده “بوقا قوجي جاري ” لم يكن إنسانا عاديا فقد اشتهر بمواقفه الشجاعة وأدواره الرائدة في المنطقة، حيث كان يعمل على حل قضايا الناس في المنطقة، ويفصل في الصراعات، إلى جانب تقديمه للمشورة والرأي، كما كان يحب الشعر وينظمه.واعتبر “سوسوبو” في حديثه لوكالة الأناضول دفن والده في هذا المكان شيء من التقدير والحب إلى جانب أن ثروته الكبيرة حتمت علينا ان ندفنه بالقرب من هذه الممتلكات، مشيرا أن ثروة “بوقا” بلغت أكثر من 100 رأس من الماشية و18 هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة يزرعها قمح وشعير ومحاصيل أساسية أخرى.الطريقة التي بنى بها القبر هي الأخرى مدعاة للاهتمام حيث قرر عدد من أبناء “بوقا” أن يجعلوا من قبر والدهم مزارا ومعلما بارزا بالقرية وتم نحت ثلاثة أشكال من الحيوانات أسد ولبؤة على جانبي المقبرة وثور من الجهة الخلفية تتوسطهم المقبرة التي تم عليها نحت تمثال للراحل وهو يعتلي جواده ويحمل بندقيته.وحول تعدد زوجات والده اعتبر “سوسوبو” أنها ثقافة سائدة في المجتمع (يدين أغلبه بالإسلام الذي يسمح بتعدد الزوجات)، قائلا “والدي كغيره من رجالات المجتمع تزوج من ستة من النساء وأنجب 40 من البنين والبنات 17 منهم على قيد الحياة.”وقال إنه بقي ثلاثة فقط من زوجات والده على قيد الحياة، مشيرا إلى أنه ترك مسؤولية إدارة الأسرة لهذه الأرامل الذين هم على قيد الحياة ليباشر إدارة أسرته الخاصة.“سوسوبو” الذي بدا فخورا بأبيه أشار إلى أن أفراد الأسرة سيجتمعون في ديسمبر/كانون الثاني المقبل لتأبين والدهم الذي توفي في ديسمبر/كانون الثاني الماضي.وتطرق “سوسوبو ” إلى كيفية إدارة والده لهذه الأسر الكبيرة قائلا إن والده كان يتمتع بالحكمة والحيوية والمتابعة الدقيقة حتى بعد أن بلغ 115 سنة من عمره، مضيفا أن والده اتسم بالعدل في توزيع ثروته بين أبنائه وزوجاته وتمكن من تعليم أغلب أبنائه حتى استطاع بعضنا العيش في الخارج.أما أصغر زوجاته “فطومة قافي جوبا” (45 عاما) فقد عبرت عن حزنها الشديد لفقد زوجها المعمر .وقالت لـ”الأناضول” إن “بوقا قوجي جاري كان زوجا عظيما وقويا اشتهر بالكرم.”وحول اختيار تماثيل الحيوانات التي تم نحتها حول تمثال زوجها وهو يمتطي فرسا عند المقبرة أشارت فطومة إلى أن تماثيل الحيوانات المنحوثة حول القبر “واحدة من ثقافات المجتمع للتعبير عن حزنهم على الفقيد، وإشارة إلى أنه عزيز وشجاع .“فطومة ” التي أنجبت ثمانية أطفال من “بوقا” قالت إنها لن تتزوج من بعده على الرغم من أن سنها يسمح بذلك، مضيفة “نحن (الزوجات والأبناء) أعددنا برنامج لتذكر بوقا يبدأ بالصلاة والدعاء كما سيتم ذبح ثور ودعوة الأقارب والجيران وإعداد وليمة كل سنة في هذه المقبرة.”وقد تم دفن ” قوبا قوجي” في مقبرة خاصة بقريته الصغيرة “أبي سر الكو ” في محافظة “أرسي” وهي اسم قبيلة لأحد قبائل قومية الأرومو . وقد استغرق بناء المقبرة ثمانية أيام وكلفت 16 ألف بر إثيوبي (أي ما يعادل 400 دولار ).وقال “ايمانو اودا او” وهو صحفي وباحث ثقافي بإقليم الأرومو لـ”الأناضول” حول المعمر “قوبا قوجي جاري” إن قبيلة الراحل لها علاقة خاصة مع الأسد، ويعتقدون أنها تحافظ على حياتهم وحياة أعضاء هذه القبيلة ويعتقدون أن الأسد هو صديق مهم ويقف بجانبهم في محاربة الآخرين، وهو السر وراء أن يكون حول قبر “قوبا” تمثال للأسد.أما الثور، بحسب “ايمانو”، فهو يشير إلى أن الرجل كان مزارع من الطليعة والأثرياء بالمنطقة بينما البندقية التي يحملها فتشير إلى أنه كان وطنيا وقد فاز بالاحترام من المجتمع وأضاف الباحث أن المعمر “قوبا قوجي” اختلفت الآراء حول عمره، حيث قيل أن عمره أكثر من 120 سنة .وبحسب “ايمانو” فان “قوبا قوجي ” عاصر خمسة حكام لاثيوبيا هم (منليك وتيدروس والامبراطور هيلي سلاسي – ومانجيستو هايلي ماريام والرئيس الحالي ملاتو تشومي)، وتوفى في الـ 15 من ديسمبر 2014 م.وإقليم الأرومو، ذو الأغلبية المسلمة، من أكبر الأقاليم الإثيوبية سكانًا (ما بين 35 – 40 مليون نسمة)، وثروةً، ومساحةً (353,690 كلم)، ويحاذي أكثر من ستة أقاليم من أقاليم البلاد التسعة وهي (الأمهرا، التقراي، هرر، شعوب، قامبيلا ، الصومال الإثيوبي، بني شنقول غمز، عفر الإثيوبي).وتبلغ نسبة المسلمين من سكان الأرومو، 70% من إجمالي عدد سكان الإقليم، فيما يمثل المسيحيون ما نسبته 20%، والباقي وثنيون.ويمثل المسلمون نحو 34% من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 91 مليون نسمة!!


1