أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
الجزائر : الملاعب الجزائريّة خطرة... وحرمان الجزائر من كان 2017 نعمة!!
12.04.2015

عنف، قتل، دماء، تعذيب... هي ليست عناوينَ لحروبٍ إقليمية أو طائفية، بل هي عبارة عن يوميات المشجع الجزائري بملاعب الموت، أو ما يُعرف ببطولة "داعش" لكرة القدم التي تواصل حصد ضحاياها في كل جولة سواء من اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، أو من الجماهير في المدرجات.حادثة مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي، كانت الحلقة الأعنف على الإطلاق في تاريخ الكرة الجزائرية، وقد تكون من الحالات النادرة التي يقتل فيها لاعب كرة أجنبي على أرض الملعب، ولكنها في حقيقتها منطق الأشياء بالنسبة لمنظومة كروية كانت تقوم في السنوات الأخيرة بعملية انتحار مع سبق الإصرار والترصّد من دون أن يدق أحد ناقوس الخطر، وبقيت كل المحاولات مجرّد "سيروم" يُسكّن الألم من دون القضاء عليه.ومرّت السنوات وصار الجميع يقوم بتشجيع العنف من لاعبين ومدربين وإعلاميين ورؤساء أندية وجمهور، فسقط قتلى في سكيكدة وفي العاصمة وفي وهران، لكنه كان هذه المرة لاعباً أجنبياً من الضحايا، فاتفق الجزائريون على أن الحادثة لم تكن أمراً استثنائياً، ولأول مرة اعترفوا بأن انحرافاً خطيراً قد أصاب الكرة ومسّ المجتمع الذي عشق الكرة فمنحته الكثير من الأفراح والموت أيضاً. ممنوع الدخول لمن لم تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة:ينصح الأولياء أبناءهم بعدم الدخول لمشاهدة بعض المباريات، وذلك مع ارتفاع حالات الإجرام والعنف الرياضي بالملاعب الجزائرية، فهناك بعض المباريات التي تعلن فيها مختلف السلطات المحلية حالة الطوارئ بسبب درجة خطورتها، وللأسف تنتهي بعضها بسقوط ضحايا، فالذي يعتبر أن أحداث مباريات شبيبة بجاية مع شبيبة القبائل أو شبيبة سكيكدة مع شباب قسنطينة أو أهلي برج بوعريرج مع وفاق سطيف أو أولمبي الشلف مع مولودية وهران أو مولودية الجزائر مع اتحاد الحراش عادية بين الجيران والأشقاء، إنما يزيد من أزمة الكرة والمجتمع في الجزائر بإخفاء الحقيقة، لأن جميع الدربيات والمباريات خطيرة جداً، فالدخول لمتابعتها ليس كالخروج منها، لدرجة حرمان الأطفال القصّر تحت 18 سنة من الدخول إلى الملاعب، وهذه الظاهرة هي الوحيدة في العالم.الإعلام في قفص الاتهام والوضعية تتطلّب تدخل الدولة:في الوقت الذي تواجه فيه الرابطة انتقادات لعجزها عن مواجهة الظاهرة بلجوئها، بحسب البعض، إلى حلول ترقيعية وآنية لمعالجة المشكلة، تواجه أيضاً وسائل الإعلام، وخاصة الصحف، اتهامات بالترويج لثقافة العنف في الملاعب، حيث يعود السبب في ذلك لنقص الاحترافية لدى بعض المؤسسات التي تتعمّد كتابة عناوين عدائية محرّضة على العنف والفتنة، بالإضافة إلى بعض التصريحات غير المسؤولة لمدراءٍ ومدربين ولاعبين ومسؤولين في الرابطات أو اتحادات كرة القدم، ليقوم الصحافيون باستثمارها من أجل الترويج لأعمالهم الصحافية. المدارس وأئمة المساجد مطالبون بتهدئة الوضع:من جانب آخر، تعود أسباب العنف في الملاعب للتنشئة الاجتماعية للفرد والمناصر الجزائري، والتي تتحمّل مسؤوليتها مختلف مؤسسات المجتمع، بداية بالأسرة، فالمدرسة، فالمسجد، وصولاً إلى المجتمع كله، بالإضافة إلى غياب الجانب المعرفي في المؤسسات التربوية، بحيث أصبحت الرياضة المدرسية مثل الرياضة التنافسية لا تتسم بطابع تربوي، بالإضافة إلى غياب التوعية من طرف أئمة المساجد، المطالبين بفتح موضوع العنف والتخفيف من حدته.حرمان الجزائر من كان 2017 نعمة أكثر من نقمة:هذا، ويعتبر حرمان الجزائر من شرف تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2017 نعمة كبيرة، من أجل تجنب كوارث تنظيمية قد تعصف بالكرة الجزائرية، في حال حدوث أي تجاوزات مع الضيوف، ولا شك أن حادثة إيبوسي، والعنف المتصاعد في ملاعبنا، أثّر بشكل كبير على ملف الجزائر لدى اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم!!


1