وانت مطالب .. مطالب بأن تكون ملاكا ..: وليس من عادتك ان تبالي بخنجر جديد يغرزه اخ او ... صديق في ظهرك, فتلك هي مهنة العاطلين عن الجمال ــ العاجزين عن الاحتفال بنهار المذاق, البعيدين عن التماهي مع شاعرية اليأس والشهاده, المحرومين من نعمة التوتر والقلق, متى يموت لنراه بطريقة افضل؟ هكذا يهمس الاخوه ـ القتله الذين اعتادوا لغة التأبين, ولم يجرؤ الشهداء الا في حضرة زوجاتهم . الغدر .. الغدر لايصلح لواجب القصيده. لقد الفناه وصار غيابه دليلا اخر على تشابه الرمال. فلا تطلب الرحمه من خناجر الاخوه المتربصين بك. لقد انتفخت النميمه وحضرت بمقدار ما غاب الوطن , صار كل واحد وطنا. اليست تلك حياتنا؟ اليس ذلك هو المشهد اليومي لروح ممدده على مائدة التشريح في مسرح العبث الصبياني, الذي تحول فيه الشهود انفسهم الى قتله؟[ محمود درويش: في انتظار البرابراه .. اني اعترف .. 1987] !!
خاطره .. رزق الباديه